كيفية تعليم صلاة التراويح للأطفال
تعليم صلاة التراويح للأطفال
إنّ لصلاة التراويح من فضل غفران الذنوب، وأجر قيام ليلة كاملة، قال -تعالى- في وصفه للمتقين: (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)، وفيما يأتي بيان معنى صلاة التراويح ومشروعيتها وكيفية أدائها للأطفال.
ما هي التراويح
التراويح جمع ترويحة، وتعني في اللغة الراحة لمرة واحدة، وسمّيت بهذا الاسم لأن الناس كانوا يطيلون الركوع والسجود فيها، وكانوا إذا صلّوا أربع ركعات استراحوا ثم صلوا أربعة ثم استراحوا ثم صلوا ثلاثة، أما التراويح اصطلاحاً فتعني قيام شهر رمضان.
مشروعية صلاة التراويح
أجمعت الأمة على مشروعيتها وجوازها، وفيما يأتي ذكر الأدلة من السنة عليها:
- صح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي في المسجد ذات ليلة، فصلى وراءه الناس، وكذلك في الليلة الثانية، فكثر الناس، ثم اجتمعوا في الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله، فلما أصبح قال: (قد رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم)، وهذا أيضاً يدل على أن صلاة التراويح مع الجماعة أفضل من صلاتها منفردة.
- ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
صفة صلاة التراويح
يستحب الجهر بالقراءة في صلاة التراويح، أما عن صلاته -عليه الصلاة والسلام- فقد كان يصلي ركعتين ركعتين؛ أي يسلّم بعد كل ركعتين، وعندما سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة القيام قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة)، قال: فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال تسلم في كل ركعتين".
عدد ركعات صلاة التراويح
ثبت في السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزد عن إحدى عشرة ركعة سواء في رمضان أو غيره، فقد سأل أبو سلمة السيدة عائشة عن صفة صلاة الرسول في رمضان فقالت: (ما كان يزيد في رمضان، ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة؛ يصلي أربع ركعات فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا).
لكن لا بأس إذا زادت عدد الركعات، فقد جاء عن السلف أنهم كانوا يصلون بأربعين، وبعضهم بست وثلاثين ويوترون بثلاث، والقيام يختلف بحسب حالة المصلين، فإن احتملوا صلوا كصلاة الرسول إحدى عشرة ركعة وإلا صلوا عشرين لتوسطها بين العشر والأربعين، فيزيد بالركعات أو يخفف بحسب نشاطه، فصلاة النبي كانت معتدلة؛ إذا أطال القيام يطيل الركوع والسجود، وإذا خفف القيام يخفف الركوع والسجود.
القراءة في صلاة التراويح
قراءة القرآن في صلاة التراويح مستحبة باتفاق الأئمة، قال تعالى: (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)، والأفضل أن يختم الإمام القرآن الكريم في التراويح مرة في زماننا؛ ليسمعه الناس، مراعياً بذلك أدب قراءة القرآن، وتحري الخشوع والطمأنينة، فيقرأ الإمام بحسب حال القوم من الرغبة والكسل، ولا يطيل فينفروا؛ ذلك لأن تكثير الجماعة أفضل من تطويل القراءة.
الدعاء في صلاة التراويح
يقال له القنوت، وهو الدعاء في الصلاة في محل مخصوص من القيام، ويجوز قبل الركوع أو بعده من الركعة الأخيرة في الصلاة، إلا أن الأكثر شيوعاً أن يكون بعد الركوع، وذلك لأن سماع الدعاء مناسب لقول: سمع الله لمن حمده، وفيه يدعي المسلم بما يشاء بشرط أن لا يتضمن الدعاء مخالفة شرعية، والأفضل الدعاء بدعاء القنوت المشهور وبما جاء في الكتاب والسنة مثل:
- (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
- (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين).