كيفية تعليم الذكاء العاطفي للأطفال
كيفية تعليم الذكاء العاطفي للأطفال
الذكاء العاطفي هو قدرة الشخص على أن يكون ذكيًا فيما يتعلّق بمشاعره ومشاعر الآخرين؛ فيستطيع ملاحظة العواطف المختلفة وفهمها، والتصرّف بناءً عليه بشكلٍ فعّال وصحّي، فيما يأتي طرق تعزيز الذكاء العاطفي عند الأطفال:
التعرّف إلى أسماء المشاعر
يتمكّن الطفل من التعرّف إلى مشاعره، يجب مساعدته أولًا على تسمية هذه المشاعر، ولا يُشترط أن يعرف جميع أسماء المشاعر فهي كثيرة؛ بل يكفي توضيح المفردات التي يشك الوالدان أنّه يشعر بها، والتي تشمل المشاعر السلبية والإيجابية أيضًا، مثل: الغضب، وخيبة الأمل، والحزن، والاستياء، والخجل، والألم، والفرح، والإثارة، والحماس والأمل.
من الأمثلة على ذلك، عندما يكون الطفل مستاءً نتيجة لأنّه خسر في اللعبة، يُمكن قول: "يبدو أنّك تشعر بالغضب الآن، صحيح؟".
يُمكن استخدام القراءة كوسيلة لتعريف الطفل بمزيد من المفردات التي تُعبّر عن المشاعر؛ لذا يُمكن البدء بقراءة قصة والتوقف عند مشاعر شخصياتها وتسميتها، مع التأكد من شرح المفردات الجديدة؛ فمثلًا يُمكن قول: "سارة تشعر بخيبة الأمل، و خيبة الأمل تعني الشعور بالحزن لأنّ شيئًا معينًا لم يحدث كما أرادت".
معرفة الأسباب المحتملة للمشاعر
يجب مساعدة الطفل على معرفة الأسباب التي أدّت إلى شعوره بطريقة ما، عن طريق سؤاله: "ما الذي حدث حتّى شعرت بالسعادة؟"، والتفكير فيما إذا كان السبب شخصًا أو حدثًا أو فكرةً، إذ بهذه الطريقة يُصبح الطفل قادرًا على إدارة مشاعره بشكلٍ أفضل.
إظهار التعاطف
يُعتبر التعاطف واحدًا من الطرق التي تنمّي الذكاء العاطفي عند الطفل؛ لذلك يُمكن تشجيع الطفل على المشاركة في رعاية شخص محتاج كطريقة للتعاطف معه، وكذلك تشجيعه على الانضمام لمراكز تطوعية تتناسب مع عمره، أو اصطحابه عند أخذ الطعام وزيارة جار مريض أو مسن.
لا يشمل التعاطف تعزيز تعاطف الطفل مع الآخرين فقط، بل يجب إظهار التعاطف معه هو أيضًا؛ فمن خلاله يصل الطفل رسالة مفادها أنّني أفهم مشاعرك وأحسّ بك؛ وبالتالي سيلجأ لقول مشاعره لوالديه كما هي بدلًا من استخدام أساليب خاطئة للتعبير عنها كالصراخ أو البكاء مثلًا؛ إذ لن يكون مضطرًا للتصرّف بسلوكيات خاطئة للتعبير عن مشاعره.
فمثلًا، عندما يكون الطفل منزعجًا، يجب تجنّب تجاهل مشاعره أو رفضها أو إخباره بأنّ شعوره خاطئ وأنّ عليه ألّا يشعر كذلك وأنّ الأمر لا يستحق، بل يجب إخباره بصحّة ما يُحس به عن طريق القول: "أنت محقّ في شعورك بالضيق، أنا أيضًا أشعر بالشيء ذاته عندما لا أستطيع فعل ما أُريده، ومن الصعب أحيانًا الاستمرار في عمل لا أُريده".
معرفة الطرق المناسبة للتعبير عن المشاعر
يجب تزويد الطفل ببعض الطرق التي يستطيع من خلالها التعبير عن مشاعره ، مثل: القول بشكلٍ صريح وواضح: أشعر بالحزن أو الغضب أو الفرح، أو رسم صورة تُعبّر عن مشاعره كرسم وجه حزين للتعبير عن حزنه بدلًا من الصراخ أو رمي الأشياء.
ويُشار هنا إلى أنّ الآباء هم النموذج الأفضل لتطبيق ذلك؛ إذ يُقلّد الطفل طريقة والديه في التعبير عن مشاعرهما؛ فإذا تصرّفا بذكاء عاطفي سيفعل هو أيضًا غالبًا.