كيفية تخليص القلب من الحسد والغيرة قبل رمضان
كيفية تخليص القلب من الحسد والغيرة قبل رمضان
لا ينجو المسلم في الآخرة إلا إذا أتى بقلب سليم، لهذا يتوجّب على كلّ مسلم أن يحرص على أن يجعل قلبه طاهرًا نقيًا من الغلّ والحسد والغيرة و كلّ ما قد يصيب القلب من أمراض ، وقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ) وفيما يأتي بيان لأهم أسباب تخليص القلب من الحسد والغيرة.
اللجوء إلى الله تعالى
على المسلم أن يلجأ إلى الله -تعالى- ويطلب منه أن ينقي قلبه من الحقد والحسد والغيرة، وأن يملأ قلبه بحب الخير لإخوته المسلمين، وأن يستشعر ضعفه وحاجته إلى الله -تعالى-؛ فيلجأ له متذللًاً خاضعًا يطلب منه العفو والمغفرة ونقاء القلب من الشهوات، وإنّ الله -تعالى- لن يرجعه خائبًاً ً .
تقوى الله تعالى
يعتبر الحسد من الأمراض التي تصيب قلب الإنسان، وتسبب له انحرافا في القلب ناتجا عن تغذيته بالشرور؛ والحل في هذه الحالة أن يقطع المسلم هذه التغذية عن القلب ويستبدلها بالتقوى والإيمان.
إشغال القلب بالعبادة والذكر
إن إشغال القلب بالذكر والعبادة وإعمار القلب بتقوى الله -تعالى- ومحبة نبيّه من طرق التخلّص من الحسد، فالمسلم عندما يقضي وقته متفكّرا بالعبادات وبمرضاة الله فإنّه يستبدل محبة الحق مكان محبة الباطل.
الإيمان بقضاء الله وقدره
على المسلم الذي يشعر أنّ في قلبه حسد لغيره أن يستشعر أن الله -تعالى- حكيم وعادل في توزيع الأرزاق على عباده، فلا داعي للحسد والتباغض لأنّ في ذلك اعتراض على قسمة الله، وعلى المسلم أن يستشعر أنّه لن يأخذ إلا ما كتبه الله له مهما فعل أو بدر منه.
الدعاء للمحسود
مما يعين المسلم على التخلّص من الحسد أن يجاهد نفسه على الدعاء لمن يشعر تجاههم بالغيرة والحسد، وأن يتمنى لهم الخير كما يتمناه لنفسه، وأن لا ينسى أن خزائن الله -تعالى- ملأى بالنعم وأنّ إنعامه على فلان لن ينقص من ملكه شيء، فيسأل الله -تعالى- له ولمن يحسدهم المزيد من النعيم والبركات.
مجالسة أهل العلم والصلاح
إذا جالس المسلم أهل العلم والصلاح واستمع إلى نصائحهم ومواعظهم التي تتحدّث عن تزكية النفس مما قد يصيبها من أمراض الحسد والغيرة والحقد، وقرأ الكتب والنصوص التي تتحدّث عن الحسد وعواقبه الوخيمة عليه وعلى المجتمع فإنه سوف ينفر من الحسد ويبتعد عنه وينشغل بالعلم وتزكية النفس.
التفكّر في آثار الحسد
من الأسباب المعينة على ترك الحسد التفكر في آثاره وعواقبه الوخيمة على النفس وعلى المجتمع قبل أن تؤثر في المحسود نفسه، فقلب الحاسد يبقى مغموما مهتما لا يقنع بما رزقه الله، كما أنّ الحاسد يظلّ يتألم ويتنغّص في حياته.
الحذر من نفور الناس
يحذر المسلم من نفور الناس منه وملامتهم له ومعاداتهم بسبب حسده الذي يلقونه منه، فالحسد يظهر في جوارح الإنسان، قال الله -تعالى-: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ).
مجاهدة النفس
على المسلم إذا شعر بالحسد في قلبه أن يجاهد نفسه على ترك الحسد وذلك من خلال محاربة نفسه، وأن يفعل ضد ما يأمره به الحسد، فإذا شعر في نفسه رغبة في ذمّ المحسود يكفّ نفسه عن ذلك ويثني عليه ويذكر ومحاسنه في نفسه وأمام الناس، وإن شعر في نفسه تكبرًا على المحسود ألزم نفسه بالتواضع وهكذا.
الأسباب المؤدية إلى الحسد بين الناس
يكون الحسد بأن يتمنى الإنسان زوال النعمة التي يراها عند شخص غيره، وقد يتمنى أن يحظى هو بمثلها أو لا يتمنى، وقد يفعل أفعالاً شريرة أو يقول أمورا سيئة عن المحسود بسبب ما في قلبه من حسد وقد لا يفعل، وللحسد أسباب كثيرة بعضها من الحاسد والبعض الآخر يعتبر المحسود هو السبب الأكبر لها، وسيتمّ بيان هذه الأسباب فيما يأتي.
أسباب من الحاسد
تضمّ أسباب الحسد التي يسببها الحاسد ما يأتي:
- تمكّن الحقد والكره والعدواة في القلوب.
- الترفع عن الناس والتعزز.
- حب الظهور وطلب الرئاسة والعلوّ والجاه.
- حب الدنيا وامتلاء القلب بالشهوات.
- مخالطة الناس ومجاورتهم بشكل مبالغ فيه.
أسباب من المحسود
تضمّ أسباب الحسد التي يسببها المحسود ما يأتي:
- الكبر .
- التطاول على الناس والبغي.
- مخالطة الناس بشكل كبير.
- التعمّد في إظهار النعم التي عنده أمام الناس؛ من المال والولد والنجاح وغير ذلك.