كيفية تحبيب الأطفال بقراءة القرآن
كيفية تحبيب الأطفال بقراءة القرآن
إنّ الأطفال أمانةٌ في أعناق والديهم، وعلى كُلّ أب أو أم رزقهم الله هؤلاء الأطفال أن يتقي الله فيهم، وأن يُنشئهم على كلام الله وعلى محبة وطاعة أمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ)، وفيما يأتي ذكرٌ لجملةٍ من الوسائل التي يمكن أن يسلكها الوالدان لزرع محبّة القرآن في نفوس أطفالهم.
وسائل لتحبيب الأطفال بقراءة القرآن
ذكرٌ لجملةٍ من الوسائل التي يمكن أن يسلكها الوالدان لزرع محبّة القرآن في نفوس أطفالهم:
قراءة القرآن أمامهم
فطر الله الأطفال على تقليد والديهم في كلّ ما يرونه أمامهم؛ فالآباء قدوةٌ في عيون أطفالهم، إن وجد الطفل والديه حريصين على قراءة القرآن وحفظه حرصوا عليه، وإن أساء الوالدان وقصروا في التعامل مع القرآن فسيتبع ذلك الأطفال لا محالة.
ولهذا ذكّر الله -عزّ وجلّ- المسلمين ب أهمية القدوة في قوله -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، فإنّ الفعل يتمكن في النفس أكثر من تمكّن الأقوال والأوامر النظرية، فإن اعتاد الطفل على رؤية هذه الأفعال فستصبح عنده عادةٌ.
مشاركة الطفل لمجالس أهل القرآن
فإنّ في مشاركته لحفظة كتاب الله، ومن هم أكثر عيشًا معه، فيها تربيةٌ له من صغره على العيش في رحاب القرآن وآياته، كما أنّ فيها توسيعًا لمداركه وتنميةً لشخصيّته، فقد كان ابن عباس -رضي الله عنه- وهو غلامٌ يُشارك رسول الله مجالسه، ويقتدي به ويتعلم من هديه الشريف -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان رسول الله يختصّه ببعض الوصايا ويعتني به.
كما أنّ لإهداء الطفل مصحفًا خاصًّا به أثرًا عظيمًا في تحبيبه بكتاب الله وتعليقه به، بحيث يُشعره هذا التصرّف بمكانته وأهميته، ويُشعره أنّ القرآن الكريم قريبٌ من النفوس وسهلٌ وميسَّرٌ، فلا يشعر أنّ القرآن مختصٌّ لفئةٍ معيَّنةٍ ولا لعمرٍ مُعيَّنٍ، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ).
قصّ قصص القرآن عليهم بأكثر من أسلوب
من عظمة القرآن الكريم أنّه اشتمل على العديد من القصص وأخبار القوم السابقين، وفي كلّ قصَّةٍ منها عبرةٌ وآيةٌ عظيمةٌ، فإن سلك الوالدان طريق رواية قصص القرآن لأطفالهما بأسلوبٍ سهلٍ ومشوِّقٍ؛ فسيكون لذلك عظيم الأثر في تعليق قلب الطفل بالقرآن، ويستطيع الوالدان الاستعانة بكتب قصص القرآن ، ويمكنهما أيضًا الاستعانة بمقاطع الفيديو التي تذكر بعض قصص القرآن.
إقامة المسابقات التحفيزية
إنّ الطفل بطبيعته يُحبّ التنافس مع أقرانه، ويكون هذا التنافس حافزًا له على التقدّم والمزيد من الإنجاز، فلتُنشئ الأم لطفلها مسابقات مع كتاب الله، فتتنوّع في أساليب هذه المسابقات، فيكون يومًا بالبحث عن الآية التي في معنى محدَّدٍ، ويومٌ آخرٌ في البحث عن آيةٍ محدَّدةٍ في أيّ سورةٍ.
تسجيل الطفل بمراكز القرآن وفي النوادي الصيفية
فإنّ لهذا الفعل أثرًا على تعلّق الطفل بالقرآن الكريم في بقيَّة حياته كاملةً، لا سيما إن وجد في هذه النوادي بُغيته من الصحبة الصالحة ومن الشيخ الذي يعتني بالطفل ويزرع فيه قيم القرآن.