كيفية الصلاة على النبي لقضاء الحوائج
كيفية الصلاة على النبي لقضاء الحوائج
إنَّ بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- تطيب القلوب وتأن وتحنُّ لِلُقياه، كيف لا والصحابة –رضوان الله عليهم- كانوا يُمضون معظم يومهم صلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم-.
وفي الحديث أنَّ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سبب لتكفير الذنوب وكفاية الهمِّ والغمِّ: (قلتُ يا رسولَ اللهِ إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي؟ فقال: ما شئتَ، قلت: الربعَ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ: النصفَ؟! قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلت: فالثُّلُثَيْنِ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ: أجعلُ لك صلاتي كلَّها؟! قال: إذًا تُكْفَى همَّك، ويُكَفَّرُ لك ذنبَك).
ولقد بيَّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه كيفية الصلاة عليه، حينما سألوه عن ذلك، فقد روى البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: (أَلَا أُهْدِي لكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-؟ فَقُلتُ: بَلَى، فأهْدِهَا لِي، فَقالَ: سَأَلْنَا رَسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ الصَّلَاةُ علَيْكُم أَهْلَ البَيْتِ؛ فإنَّ اللَّهَ قدْ عَلَّمَنَا كيفَ نُسَلِّمُ علَيْكُم؟).
قالَ: (قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-
الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سببٌ في استجابة الدُعاء ومغفرة الذنب؛ فالمسلم يأخذ بأسباب استجابة الدُّعاء، ومنها: صدق النية والإلحاح في الطلب وغيرها، وأحد تلك الأسباب لاستجابة الدُّعاء الابتداء بحمد الله -تعالى-، ثم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد مرَّ في الحديث السابق أنَّ كعب بن لؤي جعل كل يومه صلاة على النبي، فقال له النبي قد كُفيت همَّك وغُفر ذنبك، وهذا من خيري الدُّنيا والآخرة.
وإنَّ من باب ردِّ الجميل أن نُكثر من الصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فلقد لقيَ من الأذى ما لقي لإيصال الدَّعوة وتبليغ الرسالة، وبكثرة الصلاة عليه ننالُ القُرب منه يوم القيامة، ونجاوره في جنات النعيم وتَحُلُّ شفاعته لنا، كما قال: (أَوْلَى الناسِ بي يومَ القيامةِ أكثرُهم عليَّ صلاةً).
حُكم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-
قال أكثر أهل العلم أنَّ الصلاة على النبي تجب ولو مرةً في العُمر؛ وذلك مثلها مثل كلمة التوحيد، وقال بعضهم إنه يجب الإكثار من الصلاة على النبي من غير تقييد بعدد معين، وقال بعضهم إنها تجبُ كُلَّما ذُكر اسمه -صلى الله عليه وسلم-.