من أين يستخرج الفصفص
الفِصْفِص
الفِصْفِص أو الفِصْفِصَة ما هو إلّا النبات المعروف باسم البرسيم الحجازيّ، وهو عبارة عن نوع من النباتات المُعمرة من فصيلة البقوليّات، وموطنها يكون في تركيا، وقبرص، ومناطق بلاد الشام، وكذلك في روسيا، والقوقاز، ويعرف الفِصْفِص بالإنجليزيّة باسم Alfalfa. يُعتبر الفِصْفِص أو البرسيم الحجازيّ واحد من أهم نباتات المراعي ومحاصيل العلف المُستخدمة كغذاء لمختلف المواشي، وهو مُفيد جداً للأبقار المُستخدمة لإنتاج الحليب؛ حيث إنّهُ يُعتبر مادة مدرّة للحليب، وكما أنّهُ يرفع من معدّلات نمو المواشي، ويعتبر ممتازاً للمحافظة على الحالة الصحيّة؛ فهو يحتوي على الأملاح المعدنيّة والفيتامينات الضروريّة والبروتينات. وعدا عن استخدامه كنوع من العلف والتبن فإنّهُ يُساعد أيضاً في المحافظة على التربة؛ فهو يقلل من تأثرها بعوامل التعريّة المختلفة، ويرفع من خصوبة الأرض، إضافة إلى استخدامات أخرى.
وصف نبات الفصفص
جذور البرسيم الحجازيّ عميقة ووتديّة، وساقها مُتفرّعة، وقد يصل طولها إلى أكثر من متر في حال لم يتم قطعها وجزها، وأمّا عن أوراقها فهي مُركبة وتتكوّن من ثلاث وريقات مقلوبة و بيضاويّة الشكل، ولها أزهار صغيرة نوعاً ما تتّخذ إمّا اللون الأزرق أو اللون البنفسجيّ أو اللون الورديّ، وثمرتها تُشبه القرن اللولبيّ، وفي داخلها كميّة كبيرة من البذور الشبيهة بشكل الكليّة. وأوراقها تحتوي في مادّتها الخضراء على البروتينات والكربوهيدرات والأملاح المعدنيّة من أملاح الفسفور وأملاح الكالسيوم، وتحتوي كذلك على الفيتامينات ومنها فيتامين A، وفيتامين E، وهذه موجودة فيها بنسبٍ عاليّة، إضافة إلى وجود فيتامين D وبعض من فيتامين B وفيتامين K. يستخدم البرسيم الحجازيّ كنوع من أنواع الطعام للإنسان؛ حيث يمكن تناول البذور المُبرعمة منه والمعروفة باسم الفِصْفِصَة، ويساعد هذا النبات على زيادة الشهيّة وزيادة الوزن، وكما يعطي الحيويّة للجسم إذا ما تَمّ تناوله ما قبل الطّعام.
قد عُرفت الفِصْفِصَة منذ عصور ما قبل التاريخ، ويُعتقد أنّ الأصل لهذا النوع من النباتات هو من منطقة الشرق الأوسط، وانتشر فيما بعد إلى دول أخرى. وفي تركيا توجد لوحات من الآجر تعود للقرن الخامس عشر قبل الميلاد توضّح استخدام الفِصْفِصَة كعلف للأبقار، وفيما بعد نقلت زراعة الفِصْفِصَة إلى اليونان ومن ثُمّ إلى شمال إفريقيا وإسبانيا وإيطاليا. ومن خلال الحملات البريطانيّة والإسبانيّة في القرن السادس عشر الميلاديّ تمّ نقل هذا النبات إلى أمريكا الوسطى والجنوبيّة، وقاموا بنقلها كذلك من أوروبا إلى مستعمراتهم في أمريكا إلا أنّها لم تنجح في زراعتها هناك بسبب المشاكل التي كانت تُعاني منها التربة هناك، وذلك بسبب فقرها وكثرة الآفات والأمراض والحشرات فيها، ولكنّها تمت بنجاح في بعض المناطق الأمريكيّة فيما بعد.
ولعلّك تتساءل أيّها القارئ كيف يمكن زراعة هذا النوع من النباتات في هذه المناطق التي تكون في فصل الشتاء باردةً ودافئة ومعتدلة، والإجابة على هذا تكمن في أنّ نبات الفِصْفِصَة يصنّف إلى ثلاثة أنواع من حيث تحمّله لدرجات الحرارة في فصل الشتاء، فهي إمّا أن تكون قويّة المقاومة والتحمل، أو متوسطة، أو ضعيفة المقاومة، وبناءً عليه فإنّها تستطيع الصمود بحسب نوعها، وإذا ما كانت مُتناسبة مع المكان المزروعة فيه.