كيفية الصلاة جالساً
كيفيّة الصلاة جالساً
يَسَّر الله -عز وجلّ- على عباده، فرخّص لعدم القادرين على القيام في صلاة الفرض أن يُصلّوا جالسين، والسنّة أن يُصلّي عدم القادر على القيام جالساً على الأرض، ويجلس متربعاً، فإن لم يستطع ذلك لمشقتها عليه فيمكنه أن يصلّي جالساً على كرسي، وسيتمّ فيما يأتي توضيح كيفية الصلاة في حال الجلوس بحسب حال المُصلّي:
الجمع بين القيام والجلوس
إذا كان المُصلّي قادراً على الجمع بين القيام والجلوس في الصلاة دون مشقَّةٍ أو ضررٍ فعليه القيام خلال تكبيرة الإحرام وقراءة سورة الفاتحة وما أمكنه من آيات القرآن، ثم الركوع من خلال حني ظهره ومد ذراعيه لحين ملامسة يديه لركبتيه إن استطاع، أمّا السجود فيجلس على الأرض أو على الكرسي مع حني رأسه للأسفل عند كل سجدة.
وفي حال عدم قدرة المصلّي على الركوع وهو قائم فيشرع له الجلوس بعد الانتهاء من قراءة ما تيسّر من القرآن، ثمّ حَنْي رأسه للأسفل عند الركوع كما هو الحال عند السجود، مع وجوب الفصل فيما بينهما، ويكون حني الرأس نحو الأسفل أكثر عند السجود.
اقتصار الصلاة على الجلوس
إذا كان المصلّي غير قادرٍ على الوقوف خلال الصلاة؛ فيكبّر تكبيرة الإحرام وهو قائم -إلا لمن كان مقعداً أو مشلولاً ونحوهما-، ثم يجلس على الكرسي أو متربعاً على الأرض بحسب ما هو أفضل له، ويقرأ سورة الفاتحة وما أمكنه من آيات القرآن الكريم، ويكمل صلاته جالساً كما تم توضيحه فيما سبق، بحيث يركع بإيماء الرأس للأسفل، ويسجد بإيماء رأسه أكثر من حاله في الركوع.
حكم الجلوس في الصلاة
القيامُ في الصلاة ركنٌ من أركانها، وشرط لقبولها للقادر على ذلك، إلا أنّ بعض المسلمين من المرضى لا يستطيعون القيام أثناء الصلاة، وقد يلحق ذلك الضرر بهم أو يبطئ من شفائهم، فيجوز لهم الجلوس أثناء الصلاة.
ويدلّ على ذلك ما رواه عمران بن حصين -رضي الله عنه-، حيث قال: (كانَتْ بي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَقالَ: صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ).
وهذا الحكم السابق فيما يتعلّق بصلاة الفريضة، أمّا الجلوس في صلاة النّافلة فحكمه الجواز حتّى وإن كان المُصّلي قادراً على القيام، إلا أنّ أجر القيام له إن كان قادراً عليه أعظم، ويدلّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أجْرِ القَائِمِ).
هل ينقص أجر الجالس المعذور في الصلاة؟
لا يختلف أجر صلاة القائم عن أجر صلاة الجالس ما دام عاجزاً؛ أي غير قادرٍ على القيام، فله أجره كاملاً؛ لأنّه معذور في جلوسه، بدليل قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا).