كيفية التيمم في المنزل
كيفية التيمم في المنزل
هناك الكثير من الأوقات يكون المسلم بحاجة إلى الطهارة عند عدم وجود الماء؛ ولأن الدين الإسلامي دين يسير، يسر التيمم للمسلم؛ فالتيمم يكون بالتراب ولكن إذا صَعُبَ الحصول على تراب لوجود العبد في المنزل مثلاً، أو بسبب مرض ما؛ يلجأ العبد إلى التيمم بالحجر أو السيراميك، أو البلاط أو الحائط، أو غبار الملابس أو غبار العفش.
والتيمم بهم جائز شرعًا عند جمهور الفقهاء، ويجوز أيضاً عند مذهب الحنفية والمالكية التيمم على الحجر أو الرخام، ولم يشترطوا وجود الغبار لصحة التيمم، والتيمم في المنزل ينطبق عليه نفس قواعد و شروط التيمم على التراب في الشارع لا فرق بينهما في شيء؛ فالعبرة عندهم بكون المتيَمَّم به من جنس الأرض، والتيمم سواء بالتراب أو بأي شيء آخر يكون بنفس الكيفية.
أما عن كيفية التيمم فقد اتفق الفقهاء على أن التيمم يلزمه ما يأتي:
- النية.
- مسح الوجه.
- مسح اليدين إلى المرفقين.
- الترتيب بين المسحتين؛ يجب أن يقوم الفرض بترتيب التيمم.
- النقل؛ أي القيام بتحريك التراب من المكان المخصص له لمكان العضو.
رُخصة التيمم
رخص الله -سبحانه وتعالى- الكثير من الأمور لعباده المسلمين للتخفيف عنهم، ورفع الحرج والمشقة، ومن هذهِ الأمور التيمم، وأول مرة شُرع فيها التيمم كان في السنة السادسة للهجرة وكان في غزوة بني المصطلق ، وأُثبتت مشروعية التيمم بكثير من الأدلة في الكتاب والسنة.
ومن الأدلة الثابتة في السنة النبوية: ما ثبت عن الصحابيّ الجليل عمران بن حصين -رضي الله عنه- إذ قال: (أنَّهُمْ كَانُوا مع النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في مَسِيرٍ، فأدْلَجُوا لَيْلَتَهُمْ، حتَّى إذَا كانَ وجْهُ الصُّبْحِ عَرَّسُوا، فَغَلَبَتْهُمْ أعْيُنُهُمْ حتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، فَكانَ أوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ مِن مَنَامِهِ أبو بَكْرٍ، وكانَ لا يُوقَظُ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مِن مَنَامِهِ حتَّى يَسْتَيْقِظَ).
(فَاسْتَيْقَظَ عُمَرُ، فَقَعَدَ أبو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يُكَبِّرُ ويَرْفَعُ صَوْتَهُ حتَّى اسْتَيْقَظَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَنَزَلَ وصَلَّى بنَا الغَدَاةَ، فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ لَمْ يُصَلِّ معنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: يا فُلَانُ، ما يَمْنَعُكَ أنْ تُصَلِّيَ معنَا؟ قالَ: أصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، فأمَرَهُ أنْ يَتَيَمَّمَ بالصَّعِيدِ، ثُمَّ صَلَّى).
معنى التيمم
يمكننا توضيح معنى التيمم من خلال ما يأتي:
- التيمم لغًُة
أي القصد، توخّاه وتعمّده، أصله: تأمم ودليل ذلك قول الله -تعالى- في كتابه العزيز: (وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ).
- التيمم شرعًا
مسح الوجه واليدين بالتراب بنية الصلاة أو الطهارة؛ عند عدم وجود الماء أو العجز عن استخدام الماء لسبب من الأسباب؛ مثل: السفر أو المرض، أو الحرق وغيرها من الأسباب، ودليل ذلك قول الله -تعالى- في كتابه العزيز: (وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا) .
مشروعية التيمم
لقد رخص الله -سبحانه وتعالى- للمسلم أن يقوم بالتيمم في حال عدم وجود التراب، وتعددت آراء الفقهاء في ذلك على ثلاثة أقوال:
- القول الأول
أنه يجوز التيمم بكل ما كان من جنس الأرض، وبما تصاعد على وجه الأرض من جميع أجزائها؛ من تراب أو رمل، أو حجر أو جص، أو نورة أو زرنيخ، وهذا قول الحنفية والمالكية ورواية عند الحنابلة إذا لم يجد تراباً، وأخذ بهذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية .
- القول الثاني
أنه لا يجوز التيمم إلا بتراب طاهر له غبار يعلق باليد، وقال بذلك بعض الحنفية والمالكية، وهو قول عند الشافعية والحنابلة.
- القول الثالث
أنه يجوز التيمم بالتراب والرمل دون غيرهما، وهو قول عند الحنفية والحنابلة.