كيفية التواصل بين الخفافيش
كيفية التواصل بين الخفافيش
تتواصل الخفافيش (بالإنجليزية: Bats) مع بعضها عن طريق الموجات الصوتية والاستشعار بالصدى، ويكون التواصل عبر تغريدات وصراخ وأغاني عالية التردد تَخرج إمّا من فتحات أنوفها أو أفواهها (عبر الحلق أو النقر على الألسن) اعتمادًا على نوع الخفاش.
ويَستخدم الخفّاش الآخر أذنيْه لتفسير تلك الأصوات، ويلعب الهيكل الخارجي المميز لآذان الخفافيش أهميةً كبيرة في تلقّي الصدى؛ فيرى العلماء أنّ اختلاف أحجام آذان الخفافيش، وأشكالها وطياتها وتجاعيدها له دور في استقبال الصدى وتوجيهه، كما تُساعد هذه الآذان على التعرّف على الأصوات المنبعثة من الفريسة.
من أصوات الخفافيش ما يستطيع الإنسان سماعه، وهي تلك التي تقع بين الترددات 20 إلى 20,000 موجة في الثانية، ومنها ما يخرج عن نطاق تردد الموجة لدى الإنسان؛ فلا تتمكّن الأذن البشرية من التقاطها، وهي الترددات التي تزيد عن 100,000 موجة في الثانية.
أهمية تحديد الموقع بالصدى
إنّ آلية التواصل بين الخفافيش لا تختلف في أساسها عن طريقة تواصل بقية الثدييات كما سبق وذُكر؛ إلّا أنّ ما يُميزّها هو الاستشعار بالصدى، وهي وسيلة الاتصال التي تستخدمها الخفافيش للانتقال لمسافات طويلة وبسرعةٍ كبيرة في الوقت الذي تظلّ فيه قادرة على الاتصال بمجموعتها.
عن طريق هذا النوع من الاتصال يستطيع الخفاش تحديد ما يعترض طريقه بدقّة؛ فيُميز من خلاله شكل ما يعترضه وحجمه، وعدد الأشياء التي تعترضه وبُعدها عن بعضها البعض، ويتمكّن من الابتعاد عن الحيوانات المفترسة ، ويكتشف الطعام، ويحسب المسافة والسرعة التي يرغب أن يتحرّكها أثناء الطيران حسابًا أكثر دقّة من أفضل آلة من صنع الإنسان.
جديرٌ بالذكر أنّ ميزة تحديد الموقع بالصدى لا تقتصر على الخفافيش فقط؛ إذ تتمتّع بها بعض الطيور، و الحيتان القاتلة ، والدلافين وخنازير البحر أيضًا.
الغرض من التواصل بين الخفافيش
تختلف أصوات الخفافيش باختلاف نوع الخفّاش أو عائلته بل تختلف من خفّاش مُفرد لآخر، كما أنّ الصوت الذي تُصدره لغرض معين يختلف عن ما تُصدره لغرضٍ آخر، فأصوات الذكور الصادرة عند التزاوج تختلف عن تلك التي تُصدرها ذات الذكور لتنبيه بقية الخفافيش بالخطر، أو تلك التي تَصدر لتمييز المنطقة أو المكان.
فعندما يرغب الذكر في جذب الأنثى يُغنّي ويُصدر صوتًا عالي التردد يتسبب في تهدئة الأنثى لتقترب منه أخيرًا ويحدث التزاوج، وفي حين تتمتّع الذكور بأصوات ناعمة، إلّا أنّها تُصبح عدوانية وتميل للشراسة عندما يتعلّق الأمر بتحديد منطقتها.
أما في الأماكن التي تعيش فيها الخفافيش ، حيث يوجد أعداد كبيرة تُقدّر بالمئات من الأمهات وصغارها، تتمكّن الخفاش الأم من العثور على صغارها بسهولة في كلّ مرة تعود للمستعمرة بعد مغادرتها عن طريق أصوات محدّدة.
أمّا تواصل أنثى الخفاش مع أنثى أخرى يختلف عن تواصل الأنثى مع الذكر، وتستطيع أذن الإنسان التمييز بين نغمات الإناث ونغمات الذكور.