ما هي متلازمة اسبرجر
حول المرض
تعتبر متلازمة اسبرجر من الإضطرابات المتعلّقة بطيف التوحد ، أو ما يعرف بالنمائية الشاملة ، غير المصحوبة بالتخلّف العقلي ، وهي نوع من الحالات النفسيّة التي تصيب الأطفال ، بدءاً من سنّ الرضاعة ، تكون بحركات متكرّرة مقيّدة بسلوكيّات وأنماط موحّدة ضمن مسار ثابت ، ويعود هذا الاسم نسبة للطبيب النمساوي الذي اكتشف هذا المرض عام 1944 ، ويدعى هانز أسبرجر ، حيث عمل على تحديد هذا المرض وتوصيفه ، بأنّه حالة من الشذوذ في طريقة التواصل والتفاعل مع الآخرين في المجتمع ، وفي طريقة الأداء الفردي للشخص .
من يصيب
إنّ متلازمة اسبرجر تصيب الأطفال ، بحيث يصبحون غير قادرين على التواصل بمهارات حركيّة ، بالنسبة لأقرانهم ، لتشكّل لديهم حالة من الارتباك في اداء الأعمال التي تحتاج إلى مهارة في الحركة .
أسباب المرض :
إنّ هذا المرض مازال غير معروف الأسباب ، رغم كلّ الأبحاث التي أجريت ، والدراسات التي قامت حول هذا المرض ، حيث بيّنت بعضها أسبابه جينيّة المنشأ ، ولكن اللافت في هذا المرض ، أنّ النطق واللفظ يكون بمستوى متساوٍ مع الأقران ، بل يكون بحالة تطوّر وإدراك كلّي ، ومازالت آلات التصوير الدماغيّة ، ورغم تقنيّاتها المتطوّرة ، لم تستطع التعرّف بشكل واضح على هذا المرض ، ولم تسجّل إصابات مشتركة بين المرضى المصابين به .
إنّ العلاج الفعّال في هذا المرض هو العلاج السلوكي أكثر من الدوائي ، ويعود ذلك لأنّ العلاج الدوائي قد يسبب بعض التداخلات في حالة المصاب ، أمّا العلاج السلوكي فإنّه يعتمد على التعامل مع حالات معيّنة منفردة عند المصابين ، بحيث تركّز على حالة معيّنة كمثل التعامل مع فقرة مهارات التواصل مع الآخرين ، أوّ فقرة الهوس ، وقد سجّلت بعض حالات تحسّن لدى المصابين ، ولكن تحتاج لوقت طويل ، وقد طالب بعض المهتمين من باحثين وأطباء بالتعامل مع هذا المرض لا على كونه إعاقة ، وإنّما هو فرق يختلف من شخص لآخر ، وبيّنت الدراسات بأنّ مهما حصل التقدّم والتطوّر بتحسين أداء المصاب إلاّ أنّه ، في حالة الاعتماد على نفسه كالعيش بمفرده ، مازالت شبه مستحيلة ، وأيضاً حالات التكيّف الاجتماعي التي يواجه المريض بهذا المرض صعوبة فيها مهما استمرّت فترة العلاج .
قد رأى مجموعة من الخبراء ، في المؤتمر المنعقد سنة 2008 ، عن الأمراض المتعلقة بالتوحّد ، بضرورة أن تحذف متلازمة اسبرجر من الأمراض التابعة للتوحد ، واعتبارها مرضاً منفصلاً ، إذ هو يصيب خللاً بالحركة فقط ، ولا علاقة له بالخلل العقلي أو التخلّف .