كيفية التخلص من وسوسة الشيطان
طرق التّخلّص من وساوس الشّيطان
يُريد الشيطان بوسوسته لبني آدم تضليلهم عن طريق الحق والصواب، وأمر الله -تعالى- المؤمنين بالإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وعدم الالتفات لتلك الوسوسة، والانشغال بذكر الله -تعالى-، وسنذكر بعض الطرق التي يمكن اتباعها للتخلّص من وسوسة الشيطان فيما يأتي:
الإيمان واليقين بالله
الإيمان الذي يتسلّح به المؤمن في حياته هو خيرُ سلاحٍ يَقيه من وسوسة الشّيطان؛ ذلك لأنّ النّفس المُؤمنة هي نفسٌ لا تستمع إلى تزيين الشّيطان للباطل والمُنكر؛ لإدراكها الحقّ والخير، وإيمانها فيه، وتمسّكها به، وعبادة الله -تعالى- بإخلاص والتوكل عليه وحده.
وترى الشّيطان يتسلّط على النّفس ضعيفة الإيمان؛ لهوانها وسُهولة اختراقها، ويستطيع تطويعها بسهولةٍ لتنفيذ مآربه وأهدافه، قال -تعالى-: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ).
الإكثار من الذّكر
الذّكر هو حصنٌ حصينٌ، وحرزٌ مكين، وهو من أنفع الوسائل وأفضلها في وقاية الإنسان من وساوس الشّيطان ومكائده في النّفس الإنسانيّة؛ وفي الأحاديث الصّحيحة الكثير من الأدعية والأذكار التي تتضمّن الاستعاذةَ من شرّ الشّياطين.
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (وآمُرُكم بذِكْرِ اللهِ؛ فإنَّ مَثَلَ ذلك كمَثَلِ رجُلٍ طلَبه العدوُّ سِراعاً في أثَرِه فأتى على حُصَيْنٍ فأحرَز نفسَه فيه، فكذلك العبدُ لا يُحرِزُ نفسَه مِن الشَّيطانِ إلَّا بذِكْرِ اللهِ).
ويُستحب للمسلم المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وأذكار الدخول والخروج، وأذكار الأكل وخلع الثياب، والإكثار من الاستعاذة بالله -تعالى- من شر الشيطان، والإكثار من قراءة القرآن الكريم.
طلب العلم الشّرعي من مظانّه
العلم يرتقي بالإنسان، ويزيد من إيمانه ويقينه بربّه جلّ وعلا؛ فالعالم والعارفُ يقوم بتحكيم شرع الله -تعالى- وتقديمه على وساوس الشيطان وهوى النفس، وذلك لأنّ الشّياطين تأتي للجُهّال من النّاس وأصحاب الهوى الذين لا يُدركون حقائق الأُمور، ولا يستبينون الطّريق المُستقيم.
عداوة الشيطان لبني آدم
أخذ الشّيطان على نفسه منذ أن طرده الله من ملكوته، وغضِب عليه، أن يضلّ بني آدم ويُسوس لهم، وقد بدأت أوّل مكائده حينما جاء إلى آدم -عليه السّلام- وزوجه في الجنّة، فوسوس لهما ليأكلا من الشّجرة التي نُهِيا عن الأكل منها، ثمّ استمرت وساوسه بعد ذلك لبني آدم.
وهي باقيةٌ إلى قيام السّاعة؛ لتحقيق هدفه الأسمى وهو إبعادهم عن عقيدة التّوحيد الخالصة بالله -تعالى-، بدعوتهم إلى الإشراك بالله وعبادة غيره، وكذلك خلق الشّحناء والبغضاء والتّدابر بين النّاس، وإفساد العلاقة الزّوجيّة بين الأزواج.
وبيّن الله -سبحانه وتعالى- لآدم وذرّيته عداوة إبليس اللعين لهم، وأمرهم بالحذر من وساوسه ومكائده وتزيينه للمُنكر، كما حذّر النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- المُسلمين من اتّباع سُبُل الشّيطان، وبيّن بعض مكائده ضدّهم، وأمرهم بإبعاد وساوس الشيطان بالتمسك على طريق الحق والصواب.