كيفية الاغتسال من الاحتلام للمرأة
تعريف الاحتلام
الاحتلام عند فقهاء الشريعة فهو اسمٌ لما يراه النائم من المباشرة، فيحدث معه إنزال المني في الغالب، وقد يُذكر الاحتلام ويقصد به الإمناء، إلّا أنّ الإمناء أعم منه؛ حيث إنّ الإمناء يكون في حالة اليقظة على خلاف الاحتلام الذي لا يكون إلّا في المنام، وقد يكون الاحتلام وجهاً من وجوه الجنابة في نهاية الأمر، فالاحتلام علامة من علامات البلوغ في الرجل والمرأة، لقول الله تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}، وربما يخرج المنيّ في النوم دون أن يتذكر الإنسان شيئاً في منامه، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الاحتلام في حقيقة الأمر هو نعمة من الله تعالى، فقد يحتاج الجسم لإخراج المنيّ، ولا يجد لذلك طريقة لإخراجه بواسطة المعاشرة الزوجية، فإنّ الله -عزّ وجلّ- برحمته يفرج على الإنسان بإخراج المني على صورة الاحتلام وهو نائم، والحاصل أن الجسم يُخرج المني بصورته الوظيفية الطبيعية لحاجته إلى إخراجه، وهذا له نظائر كخروج العرق من الجسم، والمخاط، والبلغم، والدموع، وما شابه من الأمور التي تخرج للضرورة من البدن.
كيفية الاغتسال من الاحتلام للمرأة
ذكر أهل العلم وجوب الاغتسال على من احتلم، ويستوي في ذلك الرجل والمرأة، بدليل الحديث الذي روته أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- عندما قالت: (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أبِي طَلْحَةَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ يا رَسولَ اللَّهِ: إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، هلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا هي احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ إذَا رَأَتِ المَاءَ)، فالحديثَ فيه دلالة واضحة على أنّ من احتلم فرأى الماء، أي: المنيّ، فعليه الغُسل، والمرأة كالرجل في الاحتلام والغسل منه، وفيما يأتي ذكر كيفيّة اغتسال المرأة من الاحتلام:
الغسل الأكمل
- النيّة، فتنوي المرأة رفع الحدث الأكبر قبل البدء بالاغتسال.
- التسمية، فتقول: بسم الله الرحمن الرحيم.
- غسل اليدين ثلاث مرات.
- غسل الفرج.
- المضمضة ثلاث مرات.
- الاستنشاق ثلاث مرات.
- غسل الوجه ثلاث مرات.
- غسل اليدين إلى المرفقين ثلاث مرات.
- تخليل شعر الرأس بالماء حتى يصل جذور الشعر، ولا يشترط فك الضفائر إذا أمنت المرأة وصول الماء إلى أصول الشعر.
- صب الماء على رأسها، وغسله ثلاث مرات.
- إفاضة الماء على بدنها كاملاً مرةً واحدة.
- غسل القدمين في آخر الغسل.
وبذلك يرتفع الحدث الأكبر، وتكون المرأة قد اغتسلت أفضل غسلٍ وأكمله، بحيث احتوى غسلها على واجبات الغسل، وسننه كلّها، لذلك يعد هذا الغسل بهذه الكيفية مندوبًا للمسلمة والمسلم.
الغسل المجزئ
لقد ذكر الفقهاء غسلاً مجزءًا لمن لا يملك وقتاً أو ماءً كافياً، وهذا الغسل قد ذكر في عدد من الأحاديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، بحيث يجزء بالبدء بالنية وغسل الرأس مرةً واحدةً والبدن مرةً واحدةً في الغسل، وبه تتحقق الطهارة ، وإن كان إتيان الغسل بسننه أفضل.