كيفية الاغتسال بعد الاحتلام
كيفية الغسل المجزئ من الاحتلام
الاحتلام هو ما يراه الإنسان في نومه من رؤيا الجماع وما شابهه ، ويصاحب ذلك في الغالب خروج المني، ويعد الاحتلام علامةً من علامات البلوغ. ويكون الاغتسال من الاحتلام بصفتين؛ أولاهما صفة الاغتسال المجزئة؛ وتسمَّى الكيفيَّة الواجبة، وثانيهما صفة الاغتسال الكاملة؛ وتسمَّى الكيفيَّة المسنونة، أما الكيفية الواجبة؛ وهي صفة الاغتسال المجزئة، فتكون بالقيام بالفرضين الآتيين:
- الفرض الأوَّل
يكون باستحضار النيَّة قبل البدء بالغسل، لحديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات)، وهذه النيَّة محلُّها القلب ويجوز التلفُّظ بها، وصيغة هذه النيَّة تكون كالآتي: نويت رفع الجنابة، أو نويت رفع الحدث الأكبر.
- الفرض الثاني
تعميم الماء على البدن كاملًا؛ من الرأس إلى القدمين، مع التأكد من وصول الماء إلى باطن الشعر، وإلى الأماكن التي يصعب وصوله إليها، مثل طبقات البطن والسرَّة.
كيفية الغسل الكامل من الاحتلام
كيفية الغسل الكاملة (الكيفيَّة المسنونة) تكون كما يأتي:
- يبدأ المسلم بالتسمية.
- النيَّة؛ وهي نيَّة رفع الجنابة، أو رفع الحدث الأكبر.
- يغسل يديه إلى الرُّسغين ثلاثاً.
- يفرغ الماء بيمينه على شماله فيغسل فرجه حتى ينقيه، ويزيل ما على بدنه من قاذورات.
- يتوضأ وضوءه للصَّلاة ثلاثاً ثلاثاً؛ أي مع تثليث غسل أعضاء الوضوء، والأفضل أن يؤخِّر غسل قدميه حتى نهاية الغسل.
- يخلِّل أصول شعر رأسه ولحيته.
- يغسل رأسه ثلاثًا.
- يفيض الماء على جميع جسده مبتدئاً بشقِّه الأيمن ثمَّ الأيسر، حتى يصل الماء إلى جميع شعره وبشرته.
- يدلك عموم بدنه ويوصل الماء إلى معاطف بدنه وما يصعب وصول الماء إليه.
- يغسل قدميه، ويقوم بتثليث أعمال الغسل كما يفعل في الوضوء.
وجوب الاغتسال من الاحتلام
يصاحب الاحتلام في الغالب خروج المني؛ فإذا احتلم الإنسان ورأى المني عندما استيقظ؛ وجب عليه الغسل، وكذلك الحال إن لم يرَ شيئاً أثناء نومه إلَّا أنَّه وجد المني عند الاستيقاظ، دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا).
وممَّا يدلُّ على ذلك أيضًا حديث النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (عن أم سلمة، قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم إذا رأت الماء).
أمَّا إذا شكَّ هل الذي خرج منه مني أم مذي؟، تخيَّر بينهما، وعمل بمقتضاه، فإن جعله منيًا اغتسل، وإن جعله مذيًا غسل فرجه وما أصابه من ثيابه ثمَّ يتوضأ.
أمَّا إذا احتلم الشخص ولم يرَ منياً عندما استيقظ؛ فلا غسل عليه، والدَّليل على ذلك حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (عن عائشة، قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يرى أنه قد احتلم ولا يجد البلل، قال: "لا غسل عليه" فقالت أم سليم: المرأة ترى ذلك أعليها غسل؟ قال: نعم، إنما النساء شقائق الرجال).
ويجب على من أصابته جنابةٌ بسبب احتلامٍ أن يغتسل قبل أن يُؤدي الصَّلاة، فقد أجمع المسلمون على حرمة الصَّلاة من صاحب الحدث، كما أنَّهم أجمعوا على عدم صحَّتها منه لو أدَّاها، ويستوي في ذلك ما إن كان عالماً بالحدث، أو جاهلاً به، أو ناسياً له، إلَّا أنَّه إن صلَّى محدثاً ناسياً ذلك، أو جاهلاً به؛ لم يأثم بفعله، أمَّا إن كان عالماً؛ فيكون مرتكباً لمعصيةٍ عظيمةٍ.