كيفية الاستغفار من مشاهدة الأفلام الإباحية
الاستغفار من مشاهدة الأفلام الإباحية
يكون الاستغفار من مشاهدة الأفلام الإباحية كسائر الذنوب الأخرى؛ بحيث يستطيع المسلم الاستغفار بأي صيغة يشاؤها مثل: "أستغفر الله" أو "اللهم اغفر لي ذنبي" أو "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه"، وما إلى ذلك من الصيغ التي تفيد الندم وتطلب المغفرة والعفو من الله -سبحانه وتعالى-، مع الإشارة إلى ضرورة الندم في القلب لا مجرد تحريك اللسان بالاستغفار فقط.
ولا شك أن أفضل صيغة للاستغفار بشكل عام، ولذنب مشاهدة الأفلام الإباحية بشكل خاص، هو ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت اسم سيد الاستغفار، ونصه الآتي: (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ).
شروط التوبة الصادقة
لكي تصح التوبة وتقبل من الله -تعالى- لا بد وأن تتضمن شروطاً عدة -بالإضافة إلى الندم والاستغفار-، نبين هذه الشروط كاملة على النحو الآتي:
- الإقلاع عن فعل الذنب.
- الندم على فعل الذنب.
- الاستغفار.
- العزم على عدم العودة إلى الذنب.
- إعادة الحقوق إلى أصحابها في حال تضمن ذنبه أكلاً لحق من حقوق العباد، سواءً أكان ذلك الحق مادياً أم معنوياً.
- أن تسبق التوبة لحظة الغرغرة وخروج النفس؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ ليقبلُ توبةَ العبدِ، ما لم يُغَرْغرْ).
خطورة الأفلام الإباحية
تعد الأفلام الإباحية واحدة من المصائب التي وقعت على الأمة الإسلامية، والتي يهدف منها أهل الفساد والإفساد في الأرض هدم دعائم الإسلام، وزعزعة المسلمين، وإضعاف عزيمتهم، وشغلهم عن الهدف الأسمي الذي خلقهم الله -تبارك وتعالى من أجله-، ولا عجب في أن ذلك ديدن أهل الفساد؛ فقد وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز: (وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
كما أن الأفلام الإباحية تؤدي إلى قسوة القلب، والغفلة عن ذكر الله تعالى، وقد توصل إلى الفواحش الكبرى، ويضاف إلى الضرر الديني للأفلام الإباحية العديد من الآثار السيئة والأضرار على كل صحة الإنسان البدينة والنفسية، فهي توهن الجسد وتلحق الشعور بالعار وتأنيب الضمير وإضعاف ثقة المرء بقوته وعزيمته على تركها.
نصائح لترك الأفلام الإباحية
في أمة الإسلام خير عظيم، ووقوعها في المعاصي لا بد وأن يعقبه توبة وندم وإقبال على الطاعات، وفيما يأتي بعض النصائح التي تفيد في الإقلاع عن الذنوب بشكل عام وعن ذنب مشاهدة الأفلام الإباحية بشكل خاص:
- استشعار رقابة الله -سبحانه وتعالى- على الإنسان في سره وعلنه.
- تذكر حكم مشاهدة الأفلام الإباحية وحرمتها وأضرارها الدينية والنفسية والجسدية.
- الاستعانة بالصبحة الصالحة وترك رفقاء السوء.
- الإكثار من الطاعات.
- تجنب الخلوات.
- تذكر وصية الله -جل وعلا- لعباده: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).
حكم العودة إلى الذنب بعد التوبة
قد يأتي المسلم بشروط لتوبة كافة، ويصدق الله -عز وجل-، ويقلع عن الذنب لفترة ولكنه ما يلبث أن يقع فيه مجدداً؛ فهنا نقول إن نوى المسلم التوبة عن ذنبه وأتى بشروط التوبة النصوح كافة وضعفت نفسه بعد ذلك وفعل الذنب مرة أخرى، نقول له بإن الله -تعالى- يقبل توبته مرة أخرى، وعليه ألا يجعل تلك الزلة تُقعده عن المحاولة من جديد.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه ربه في الحديث القدسي: (إنَّ عَبْدًا أصابَ ذَنْبًا - ورُبَّما قالَ أذْنَبَ ذَنْبًا - فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ - ورُبَّما قالَ: أصَبْتُ - فاغْفِرْ لِي، فقالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ أصابَ ذَنْبًا، أوْ أذْنَبَ ذَنْبًا، فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ - أوْ أصَبْتُ - آخَرَ، فاغْفِرْهُ فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أذْنَبَ ذَنْبًا، ورُبَّما قالَ: أصابَ ذَنْبًا، قالَ: قالَ: رَبِّ أصَبْتُ - أوْ قالَ أذْنَبْتُ - آخَرَ، فاغْفِرْهُ لِي، فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ ما شاءَ).