كيفية استقبال النبي لشهر رمضان
كيفية استقبال النبي لشهر رمضان
شهر رمضان من أعظم الشهور التي منّ الله بها على عباده، فهو شهر يتضاعف فيه الأجر والثواب، فالعمل فيه ليس كسائر الشهور، ففيه -سبحانه وتعالى- أنزل القرآن الكريم على رسوله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، وفيه خير الليالي وأعظمها؛ ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستقبله بابتهاج وسرور، مستعدًا لله بالطاعة والعبادة والجود والسخاء، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينبه أصحابه الكرام لفضيلة هذا الشهر وكيفية استقباله، مع تبشيره لهم، فيقول: (أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ).
ومما نُقل أيضاً أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: (إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ مِن رمَضانَ صُفِّدَتِ الشَّياطينُ مَردةُ الجنِّ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ، فلَم يُفتَح منها بابٌ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنانِ، فلم يُغلَق مِنها بابٌ، وَنادى مُنادٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبل، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر، وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ)، فهذا ترغيب لفاعل الخير ليستزيد من الخير، ولفاعل الشر ليقصر عن شره ويتوب عنه، فللّه عتقاءَ في كل ليلة من رمضان.
استعداد النبي قبل رمضان
كان الرسول الكريم يفرح بقرب قدوم رمضان ويدعوا لبلوغه، فقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان أكثر ما يكون صائماً في شعبان ، فقالت عائشة أم المؤمنين: (كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصومُ حتى نقولَ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى نقولَ: لا يصومُ، وما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ إلَّا رَمضانَ، وما رأيتُه في شَهرٍ أكثَرَ منه صيامًا في شَعبانَ)، وكأن هذا العمل استعداداً وتهيئة للنفس على استقبال شهر الصيام.
كيف كان رسول الله في رمضان؟
ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، لا يمكن حصره هنا، إنما نذكر بعضاً مما كان عليه كما يأتي:
- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، يكثر من الصدقة والإحسان، وذلك لقول ابن عباس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة).
- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره، وقد صلّى معه حذيفة بن اليمان ليلة في رمضان، فقال: (ثم قَرَأَ البَقَرةَ، ثم النِّساءَ، ثم آلَ عِمْرانَ، لا يَمُرُّ بآيةِ تَخْويفٍ إلَّا وَقَفَ عندَها... فما صلَّى إلَّا رَكعَتَينِ حتى جاءَ بلالٌ فآذَنَه بالصَّلاةِ).
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الاعتكاف في هذا الشهر الفضيل وخاصة في العشر الأواخر ، وكان يجتهد في هذه العشر ابتغاء إصابة ليلة القدر، كما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- قوله: (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان).