كيف يكون وجع المرارة
كيف يكون وجع المرارة؟
بداية يجدر التفريق بين الألم الناجم عن المرارة والألم الناجم عن الغازات، وذلك لاحتمالية حدوث لبس بينهما؛ فيُشار إلى أنّ تجمع الغازات في البطن يُسبب ألمًا يتحسن عند تغيير وضعية الجسم، أو التجشؤ، أو حتى عند إخراج الغازات أو إطلاق الريح، في حين أنّ ألم المرارة لا يستجيب لذلك، كما يُشار إلى أنّ ألم المرارة قد يكون مصحوباً بالغثيان والقيء ولكن دون الشعور بحموضة في المعدة أو حرقة، ومن الممكن أن يكون ألم المرارة مُحتملًا في بعض الحالات، في حين أنّه قد يكون شديدًا للغاية في حالات أخرى ويُعرف ألم أو وجع المرارة بالمغص المراري أو المغص الصفراويّ (Biliary colic)، والجدير بالعلم أنّ حصوات المرارة (بالإنجليزية: Gallstones) هي السبب الأكثر شيوعاً لهذا المغص، والحصوات هي أجزاء صلبة تنشأ عند حدوث خلل في تركيبة العصارة الصفراوية، أو عند عدم القدرة على تصريف العصارة بشكل صحيح، ومما يجدر بيانه أنّ تكون الحصوات لا يُسبب بحد ذاته أية أعراض تُذكر؛ لكن عندما تعيق هذه الحصوات تدفق العصارة الصفراوية من المرارة إلى الأمعاء نتيجة انسداد القنوات الصفراوية بها، فإنّ هذا الانسداد يؤدي إلى انقباض الخلايا العضلية المحيطة بالقناة الصفراوية بقوة لمحاولة تحريك الحصوات مما يسبب ألمًا يُعرف بالمغص المراري، وقد ينجم المغص المراريّ عن التهاب المرارة (والذي غالبًا ما يكون أحد مضاعفات حصى المرارة)، أو في حالات نادرة أخرى يمكن أن ينتج المغص المراريّ عن تضيق القناة الصفراوية أو بسبب وجود ورم يمنع تدفق العصارة الصفراوية.
وصف وجع المراة
يمكن وصف الألم الناجم عن المرارة بالتفصيل كما يأتي:
- الشعور بألم مفاجئ وشديد في البطن.
- قد يكون الألم في منتصف البطن أو في الجهة اليمنى مباشرة تحت الأضلاع.
- قد ينتشر الألم إلى الكتف الأيمن أو الظهر.
- يحدث الألم على شكل نوبات تتكرر في كل مرة تسد فيها الحصوات القناة الصفراوية، كما تختفي الأعراض عادةً بزوال هذه الحصوات، وقد يفصل بين النوبة والأخرى عدة أسابيع أحياناً.
- يمكن أن يشعر المصاب بالألم في أي وقت من اليوم، حتى أنّه قد يوقظ المصاب من النوم.
- يزداد الألم عادة بعد تناول الوجبات الكبيرة أو الأطعمة الغنية بالدهون.
- يصف المصابون الألم في الغالب بأنّه يُشبه المغص أو التقلصات، أو قد يكون حادًا في بعض الحالات أو خفيفًا في حالات أخرى.
- يستمر الألم في العادة من عشرين دقيقة إلى ساعة واحدة.
- قد يكون الألم مصحوبًا بالشعور بالغثيان أو التقيؤ.
- قد يكون الألم مصحوبًا بانتفاخ البطن أو الشعور بالتعب.
دواعي التدخل الطبي
ينبغي على الشخص الذي يعاني من ألم خفيف ومتقطع في المرارة استشارة الطبيب ومراجعته في أقرب وقت ممكن، حتى لو اختفت الأعراض بشكل تلقائي للتأكد من عدم وجود مشكلة خطيرة قد تظهر في المستقبل، وتنبغي مراجعة الطبيب بشكل عاجل إذا كان المريض يعاني من واحد أو أكثر من الأعراض الآتية:
- الشعور بألم شديد لا يمكن تحمله.
- زيادة الألم عند التنفس.
- استمرار الألم في الجزء العلوي من البطن لأكثر من خمس ساعات.
- اصفرار الجلد أو بياض العينين وهو ما يعرف باليرقان.
- الحمى والقشعريرة
- تسارع ضربات القلب .
- القيء المستمر.
- تغير لون البول بحيث يصبح داكناً أو بلون الشاي.
- تغير لون البراز بحيث يصبح فاتح اللون.
وجع المرارة دون وجود حصوات
يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من ألم مشابه للألم الناجم عن حصوات المرارة رغم عدم وجود حصوات في المرارة، أو عند وجود حصوات مرارية صغيرة جداً لا يمكن اكتشافها بواسطة الموجات فوق الصوتية، ويعد هذا النوع من الألم أكثر شيوعاً لدى النساء وخاصة الصغيرات في العمر، ومن الجدير بالذكر أنّ أمراض المرارة غير الحصوية نادرة الحدوث، وتتشابه أعراض أمراض المرارة غير الحصوية مع وجع المرارة الحصوي مثل: وجع في الجهة اليمنى من البطن، ويحدث على شكل نوبات، وغالباً ما يترافق مع حدوث الغثيان، ويزداد بعد تناول الوجبات الغنية بالدهون.
نصائح لتخفيف وجع المرارة
توجد مجموعة من النصائح التي تساعد على تخفيف ألم المرارة، وكذلك تُفيد في الحدّ من تطور آلام المرارة وأمراضها لمن لم يُعاني منها سابقًا، ومنها ما يأتي:
- إجراء تغييرات على النظام الغذائي: ومن التغيرات المتعلقة بالنظام الغذائي التي يُنصح بها: الحرص على اختيار الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، والحدّ من تناول السكريات والكربوهيدرات، كما يُنصح باختيار اللحوم منزوعة الدهون، ومشتقات الألبان قليلة الدسم، والبقوليات، والأسماك، ففي كثير من الحالات يمكن أن تزداد فرصة الإصابة بمشاكل المرارة نتيجة تناول الأطعمة الغنية بالكوليسترول، أما الدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا والسلمون والأسماك الدهنية الأخرى والمكسرات فهي من الدهون الصحية التي لا تضر المرارة.
- الامتناع عن شرب الكحول: فالكحول تُدمر المرارة وتزيد الأعراض سوءًا.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة مثل المشي السريع وغيرها من التدريبات المعتدلة كل يوم في حماية المرارة من الأمراض المختلفة، كما تجدر استشارة الطبيب حول ممارسة الرياضة في حال المعاناة من مشاكلها لأنّها قد تساهم بشكل فعال في تخفيف الأعراض.
- المحافظة على وزن صحي: يمكن أن تزيد السمنة من خطر الإصابة بمشاكل المرارة، ولذا ينصح بتقليل الوزن بشكل تدريجي مع ضرورة تجنب الصيام لفترات طويلة، وفي حال المعاناة من مشاكل المرارة فإنّه يُنصح بسؤال الطبيب حول الوزن الذي يجدر بالمصاب فقده في حال كان يُعاني من الوزن الزائد أو السُمنة.