كيف يكون حسن الظن بالله
كيف يكون حسن الظنّ بالله؟
يمكن تدريب النفس على حسن الظن بالله -تعالى- عن طريق ما يلي:
الإيمان بأسماء وصفات الله الحُسنى
منَ المعروف أنّ الله تعالى لهُ 99 اسماً وصفها لنا، وأيّ شكّ في صفة من صفات الله يوقع الإنسان بسوء الظّنّ، فقد قال ابن القيّم -رحمهُ الله-: "وأكثرُ النّاس يظنّون بالله ظنّ السّوء فيما يختصّ بِهم، وفيما يفعلهُ بغيرهِم، ولا يسلم من ذلك إلّا من عرفَ الله وأسماءهُ وصفاته، وعرفَ موجبَ حكمته وحَمده".
اجتناب المنكرات
المؤمن ليس مَعصوماً عنَ الخطأ، لكنّهُ مُحاسب إذا لم يتب عنهُا، وبالتّالي على المؤمن الحقيقيّ أن يتوبَ إلى الله بعد ارتكابهِ لكلّ معصية، وهو يوقِن ويؤمِن بأنّ الله سَيغفر لهُ ما تقدّمَ من ذنبه وما تأخّر، وأيضاً عندَ الابتعاد عن المُنكرات مثل شرب الخمر والزّنا والرّبا وغيرها من المنكرات، يجب أن يوقن بأنّ الله سيجازيه خيراً على ما يصبر عليه من المَعاصي.
معرفة كرمِ الله تعالى
على المؤمن أن يوقن بأنّ خزائنَ السّماوات والأرض بيد الله تعالى، وأنّ العطاء لا يُنقص ما عندَ الله شيئاً، وأنّ امتناع الله لعبدهِ ليس بخلاً منهُ، وإنّما لحكمَة قد وضعها الله لخيرِ العبد، فالإيمانُ بهذا الكرم وشكرِ الله على النّعم الموجودة والرّضى بما آتاه الله مَنها هو حسنِ الظنّ بالله، فقد قال الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
الإقبالِ على الطّاعات
الإنسان المؤمن يحسنُ الظّنّ بالّله ويخلص في عبادته وطاعته، فعلى سبيلِ المثال إنسان يُصلّي جميع الصّلوات يوقن بأنّ الله سيجازيه على طاعاتهِ، وأنّ الله لا يضيّعَ أجرَ المحسنين.
أهمية حسن الظن بالله
هناك الكثير من الأدلَّة على أهميَّة حسن الظن بالله، ومنها ما يأتي:
- قال -تعالى-: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ)، فقد يكون سوء الظنِّ بالله من علامات النِّفاق.
- قال -تعالى-: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ* الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
- قال -تعالى-: (يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ)، فكان من أخلاق الجاهليَّة سوء الظن بالله -تعالى-.
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسنُ الظنَّ باللهِ عزَّ وجلَّ)، فالمسلم يحسن الظنَّ بالله وبما عرف من أسمائه وصفاته.
معنى حسن الظن بالله
حسن الظن بالله؛ أعظم العبادات القلبيَّة الواجبة، ويُقصد بحسن الظن بالله -تعالى-: " أن يظن العبدُ بالله خيرا ورحمة وإحساناً في معاملته ومكافأته ومجازاته أحسن الجزاء في الدنيا والآخرة" فيظنُّ العبد أنَّ الله -تعالى- سوف يرزقه ويرحمه ويوسّع عليه في دنياه ويرحمه في آخرته.
ويُقابل حسن الظَّن بالله -تعالى- الظنُّ المحرَّم؛ ويكون حين يظن العبدُ أنَّ الله -تعالى- ما خلقه إلَّا ليعذبه في الدُّنيا، ويضيِّق عليه رزقه، ويبتليه بشتَّى أنواع الابتلاءات.