كيف نستقبل العام الهجري الجديد
كيفية استقبال العام الهجري الجديد
الأصل في المسلم أن يخطط لكل يوم من أيام حياته؛ فقد قال الحسن البصري -رحمه الله-: "ما من يوم ينشق فجره إلا ويُنادى: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منى فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة".
ريثما ينتهي شهر ذي الحجة فالمسلمون على موعد مع بداية سنة هجرية جديدة، فحري بالمسلم أن يُحسن استقبالها، وفيما يأتي بيان لكيفية استقبال العام الهجري الجديد.
تذكر هجرة النبي
لا تعني بداية السنة الهجرية أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد هاجر في نفس هذا اليوم من كل عام، وذلك لأنّ السنة الهجرية تبتدئ بشهر محرم، بينما كانت هجرة النبي-صلى الله عليه وسلم- في الثاني عشر من ربيع الأول على أرجح الأقوال.
ولكنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما أراد أن يؤسس التقويم الهجري اختار حدث الهجرة النبوية ليكون وسماً لتقويم المسلمين؛ إذ كانت الهجرة النبوية هي الحدث الفاصل في تاريخ الإسلام.
فلا بأس أن يتذكر المسلمون هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم- في هذا اليوم وأخذ العظة والدروس منها؛ كأن يجتمعوا لتدارس سنته، وأن يقوم الآباء بحكاية قصة الهجرة النبوية على الأطفال، من دون اعتبار أنّ هذا اليوم بمثابة عيد؛ إذ ليس للمسلمين سوى عيدي عيد الأضحى وعيد الفطر المبارك.
صيام يوم عاشوراء
إنّ أحسن ما يستقبل به المسلم العام الهجري الجديد أن يصوم شهر محرم ، فقد سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الصيام بعد شهر رمضان فقال: (أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).
ولقد ثبت عن النبي فضل صيام يوم عاشوراء الموافق للعاشر من شهر محرم؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ).
محاسبة النفس على ما فات
ينبغي على المسلم أن يتوقف مع نفسه في بداية عام جديد؛ ليتفكر هل أحسن في عامه الماضي؟ ويحاسب نفسه على تقصيره، فالإنسان سيحاسب على كل كبيرة وصغيرة، قال الله -تعالى-: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).
وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، فَإِنَّ أَهْوَنَ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ تَزِنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ يَوْمَ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ".
التخطيط للعام الجديد
لا بد أن يخطط المسلم للعام الجديد؛ بأن يستدرك تقصيره، ويتمم النقص الذي فاته في العام الماضي، وعليه أن يتعلم من أخطائه في العام الجديد ، وأن يستقبل هذا العام الجديد بجد ونشاط، وأن يحدد أهدافه، كي لا يعتاد الكسل.