كيف كان لباس الصحابيات
مواصفات لباس الصحابيات
كانت نساء الصحابة يخرجن من بيوتهنّ لقضاء بعض حاجاتهنّ فيتعرّض المنافقون لهنّ فيتَأذين، فلمّا سُئل المنافقين عن ذلك قالوا نظنّ أنهنّ إماء.
فأنزل الله -تعالى- قوله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).
وأصبحت النساء الحرائر يتميّزن عن الإماء بلباسهنّ الذي يشمل الجلابيب من فوق الرؤوس والتي تغطّي جميع البدن باستثناء عين واحدة.
وقد روت أمّ سلمة -رضيَ الله عنها- فقالت: (لمَّا نزلت: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ خرجَ نساءُ الأنصارِ كأنَّ علَى رؤوسِهِنَّ الغِربانَ منَ الأَكْسِيَةِ).
صفة اللباس الشرعي
كرّم الإسلام المرأة واعتنى بها عنايةً شديدةً، وحافظ عليها من أن يصيبها الأذى، لذلك شرع الحجاب واشترط فيه مجموعة من الشروط بما يتوافق مع مبادئ الإسلام، وهذه الشروط كما يأتي:
- أن يكون فضفاضاً واسعاً، بحيث يغطي جميع أجزاء الجسد، ولا يصف ما تحته.
- أن يكون ثقيلاً لا يظهر ما تحته من الجسد.
- الحرص على ألا تكون الملابس زينة في ذاتها، تلفت أنظار الرجال إليها ، بل تبتعد عن الألوان الفاقعة وتتوجه نحو الألوان الهادئة البعيدة عن جلب النّظر إليها.
- الابتعاد عن التشبّه بملابس الرجال.
- أباح الإسلام للمرأة لبس الذهب والفضة، وذلك مراعاةً لأنوثتها وميلها بطبيعتها للزينة، كما أباح لها لبس كل ما يُظهر نعمة الله عليها من الملابس الفاخرة بشرط عدم التفاخر والتكبّر.
- أن لا يكون لباسها لباس شهرة، وأن لا تتطيّب خارج منزلها.
مبادئ اللباس الشرعي
يقوم اللّباس الشرعي في الإسلام على مجموعة من المبادئ نذكرها فيما يأتي:
- يُعد اللّباس الشرعي من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده؛ ليستر عوراتهم، بما يتوافق مع فطرتهم ويحقّق جمال مظاهرهم، بدلاً من العريّ.
- يُعدّ الستر مظهراً من مظاهر الحياء التي تقوم الفطرة السليمة عليها، فالإنسان بطبعه يميل إلى الستر.
- ارتباط مبدأ اللّباس الشرعي ارتباطاً وثيقاً بشرع الله، حيث يرتبط الأمر بتوحيد الربوبيّة القائم على ما يحقّق المصالح بجميع جوانبها، كما ترتبط بالغريزة الإنسانيّة التي تتوافق مع الستر بطبيعتها، بخلاف الغريزة الحيوانيّة التي تدعو إلى العريّ والتكشّف.
من فضائل اللباس الشرعي
فرض الله اللّباس الشرعي لحكم عظيمة وفضائل كبيرة، وما كان من المسلمات إلّا الاستجابة لأمر الله تحقيقاً لهذه الفضائل، ومنها ما يأتي:
- صيانة الأعراض، منعاً من انتشار الفتنة والفساد.
- تحقيق طهارة القلوب، قال -تعالى-: (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ).
- التخلّق بمكارم الأخلاق من العفّة، والحياء، وغض البصر.
- علامة دالّة على النّساء المسلمات اللّواتي التزمن أمر الله.
- الوقاية ممّا يؤدي إلى المفاسد والمشاكل الاجتماعية، الناتجة عن إطلاق البصر، ورمي المحصنات، والتعرّض للنساء بعرضهنّ، وكل هذا ناتج عن التعرّي.
- حفظ الحياء الذي يأتي مع الإنسان منذ ولادته وتدعو له فطرته السليمة.
- حجب المجتمعات الإسلاميّة من المجتمعات التي يملؤها السفور والاختلاط.
- الوقاية من الفواحش والكبائر مثل الوقوع في الزّنا.