كيف كان لباس الرسول
صفة لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينتقي من اللباس أحسنها من غير كبر ولا خيلاء، ولا إسراف ولا تبذير، وكان -صلى الله عليه وسلم- يختار أكثر اللباس نفعاً للبدن، ويبتعد عما تشق معه الحركة، فكان يبتعد عن الأكمام الواسعة، أو الطويلة، وعن الأردية الطويلة التي تتجاوز الكعبين، كما لم تكن عمامته كبيرة تؤذي حاملها ولا صغيرة لا تقي لابسها من الحر والبرد، ولباس النبي لم يكن على هيئةٍ واحدة، فأحياناً كان يلبس الصوف وأحياناً أخرى يلبس القُطن أو الكِتان، وتعددت هيئة ملابسه فأحياناً يرتدي الرداء، والإزار، أو البُردة، والخميصة، والمُرط، وأحياناً يلبس ما يكون مُفصلاً كالمخيط، والأثواب، والقُمصان، والقِباء، كما أنه لم يكن يقصد لباساً بعينه، وتفصيل ذلك فيما يلي:
- لباس الرأس:
- العصابة: وهي كُل ما استدار بغيره، فيُقال: عصب رأسه، أي شده، وما يُشَدُّ به فهو العصابة، وفي آخر حياة النبي -عليه الصلاة والسلام- لبس العصابة، يصف ابن عباس -رضي الله عنه- ذلك بقوله: (صَعِدَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المِنْبَرَ، وكانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ مُتَعَطِّفًا مِلْحَفَةً علَى مَنْكِبَيْهِ، قدْ عَصَبَ رَأْسَهُ بعِصَابَةٍ دَسِمَةٍ)، ولما كان يبعث السرايا في أيام البرد يأمُرُهم بالمسح على عصائِبِهِم، وقد توضع العصابة على البطن أيضاً، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يضعها على بطنه من الجوع، لحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (جِئْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَوْمًا فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا مع أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ، وَقَدْ عَصَّبَ بَطْنَهُ بعِصَابَةٍ، قالَ أُسَامَةُ: وَأَنَا أَشُكُّ علَى حَجَرٍ، فَقُلتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ لِمَ عَصَّبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بَطْنَهُ؟ فَقالوا: مِنَ الجُوعِ).
- العمامة: وهي من ألبسة الرأس المعروفة عند العرب، وكانت تُسمى تيجان العرب، وجاء ذِكرُها في أحاديثَ كثيرة، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يلبسها بِطريقة خاصةٍ به؛ بحيث كان يلفُّها ويترك منها جزءاً يرخيه بين كتفيه، ولبس العمائم يكون على أكثر من طريقة وليس بطريقةٍ واحدة، وقد تكون العمامة عصابة، ولا يكون من نسيجٍ خاصٍ، فقد يكون الثوب والرداء عمامة، وقد لبس النبي -عليه الصلاة والسلام- العمائم الحرقانيّة أي السوداء، والحوتكية، والقِطريّة، وجاء في وصف لبْس النبي -عليه الصلاة والسلام- للعمائم: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَعليه عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ).
- الإزار: وهو كُل ما يستُر الإنسان، ويُطلق على ما يُحيط بالجزء السفلي من بدن الإنسان، ويستُر عورته، ولا يكون من نسيجٍ خاصٍ به، وجاء ذِكر الإزار في أحاديث كثيرة، كقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإزَارِ فَفِي النَّارِ)، وذكر الصحابة أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يخرُج إليهم لابِساً الإزار، وفي أحاديث الاعتكاف أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يشدُ مِئزره، وكان يُطلق لفظ الإزار في العُصور الإسلاميّة الأولى على الثوب بشكلٍ عام، ثُمّ أصبح يُطلق على الغطاء الكبير والواسع.
- البُرد: وهو الثوب الذي يكون فيه خُطوط، وجمعه أبراد أو بُرُد، ويكون على عدة ألوان كالأخضر، ورأى بعض الصحابة النبي -عليه الصلاة والسلام- لبس بُردان أخضران، ورآه بعض الصحابة يخطُب بِمِنى لابساً بُرداً أحمر.
- البُرْدة: وهي لباسٌ يتلحف به الإنسان، وصنعت عائشة -رضي الله عنها- بُردة سوداء للنبي -عليه الصلاة والسلام- فلبسها، وأُهدي إليه بُردة من امرأة، فقبلها منها، وكان له بُردان أخضران، وتُسمى الحبرة، وهي البُرود التي فيها حُمرة، وكانت البُردة تُستعمل في العصر الجاهليّ، وتُتخذ عباءة في النهار، ولِحافاً في الليل، ومن أشهر بُرد النبي -عليه الصلاة والسلام- البُردة التي أهداها لكعب بن زُهير مُكافأةً له على قصيدته التي مدحه بها، واشتراها منه مُعاوية، وبقيت عند الخُلفاء العباسيين إلى أن احتل المغول بغداد، وأمر هولاكو بإحراقِها، وقيل: أنها لم تُحرق، وكانت تُلبس في المواكب.
- الجُبَّة: وهي من اللباس المُفصل، ويُشبه في وقتنا الحاضر الفروة، ولها أكمام طويلة، تكون عادةً مفتوحة من الأمام وتُلبس فوق القفطان وهو الرداء الطويل، وتُبطن في الشتاء بالفرو، وكانت في مكة تُلبس فوق الجسم، وتُصنع من القِماش الخفيف، والحرير.، وهي عبارةٌ عن لباس كامل، لا يحتاجُ الإنسان للبس شيءٍ آخر معها، وروي أن النبي -عليه الصلاة والسلام- صلى بالصحابة وكان لابِساً جُبته، وليس عليه غيرُها، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يكره جِباب السُندس أي الحرير، وجِباب الديباج الذي تكون أطرافه من الحرير، ومن أنواع الجِباب السيجان التي لها أزرار من حرير، وجاء رجل إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- لابساً جُبة سيجان، فأخذه بِمجامع ثوبه، وقال له: هذه لباس من لا يعقل، ولبس النبي -عليه الصلاة والسلام- الجُبة في السفر، وكانت ضيقة الكمين، وورد لبس النبي -عليه الصلاة والسلام- لها، كما في قول المُغيرة بن شُعبة -رضي الله عنه-: (كُنْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَقالَ: يا مُغِيرَةُ خُذِ الإدَاوَةَ، فأخَذْتُهَا، فَانْطَلَقَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَقَضَى حَاجَتَهُ، وعليه جُبَّةٌ شَأْمِيَّةٌ)،
- الحبرة: وهي نوعٌ مِن اللباس اليمنيّ، وهو ما كان مُخططاً، وكانت اللباس المُفضل للنبي -عليه الصلاة والسلام-، لقوله: (كانَ أحَبُّ الثِّيَابِ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَلْبَسَهَا الحِبَرَةَ)، وهي عبارة عن زينةً تكون لاحِقاً بالباس، وليست لباساً بعينها، وروي أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كُفّن في ثوبين وبُرد وحبرة، وقيل: أنه سُجّيّ ببرد وحبرة، وسُميت بالحبرة؛ لأنها تكون مُحبرة ومُزينة، وكانت من أشرف أثواب العرب، وتكون من القطن المنسوج، وغير مفصلة على الجسم، وتكونُ عادةً باللون الأخضر.
- الحُلَّة: وهي عبارة عن إزارٍ ورِداء، وتُكون اسماً للثوبين معاً، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يلبس حُلةً حمراء، وصنعت له عائشة -رضي الله عنها- له حُلةً فلبسها، ولما عرق ووجد فيها رائحة الصوف تركها، وقال عنه البراء بن عازب -رضي الله عنه-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرْبُوعًا، وقدْ رَأَيْتُهُ في حُلَّةٍ حَمْراءَ، ما رَأَيْتُ شيئًا أحْسَنَ منه)، ورآه بعض الصحابة الكرام بِحُلةٍ يمانيّة، ورأى عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حُلةً سيراء تُباع عند المسجد ، فأشار على النبي -عليه الصلاة والسلام- بِشرائِها ليستقبل بها الوفود، فقال له: أنَّها لباس من لا خلاق له في الآخرة، وصالح أهل نجران على ألفي حُلة، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُهدي بعض المُلوك من الحُلل، كالنّجاشيّ.
- الخَمِيصَة: وهي لباسٌ أسود اللون، على شكل مُربع، وله علمان، وإن لم يكُن مُعلماً فلا يُسمى خميصة، وورد عن عائشة -رضي الله عنها- لبس النبي -عليه الصلاة والسلام- لها، بقولها: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ، فَقالَ: شَغَلَتْنِي أَعْلَامُ هذِه، اذْهَبُوا بهَا إلى أَبِي جَهْمٍ وأْتُونِي بأَنْبِجَانِيَّةٍ)،ورآه بعض الصحابة وهو يستسقي وعليه خميصةٍ سوداء، وجاء عن أنس -رضي الله عنه- لما بعثته أُمّ سليم إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ليرى غُلامها، فحنكه، وكان لابساً خميصةً حُريثية.
- الرداء: وهو ما يُلبس فوق الثياب كالعباءة، ويُغطي الجُزء الأعلى من الجسم، ويدُل على لبس النبي -عليه الصلاة والسلام- له قول عائشة -رضي الله عنها-: (رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَسْتُرُنِي برِدَائِهِ)، ومن الأردية التي لبسها أيضاً، الرداء النجرانيّ، ورآه أنس -رضي الله عنه- وهو يلبسُه، والرداء الحضرميّ، والكُرديّ، وكان يخرُج به النبي -عليه الصلاة والسلام- عند صلاته للاستسقاء، وعند الإحرام بالحج أو العُمرة، وكان طول رِدائه -عليه الصلاة والسلام- ستة أذرُع في ثلاثة وشبر، وإزاره العُمانيّ أربعة أذرُع وشبر، وعرضُه ذراعين وشبر.
- السراويل: وهو لباس يغطي الجزء الأسفل من الجسم، ويحرُم لبسه للمُحرم ، وروي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- شراءه للسراويل،كما روي عنه لبسه له، ولبس الصحابة له بإذنه.
- الشَّمْلة: وهي اللباس الذي كان العرب يشتملون به في الليل عند النوم ، وجمعُها شِمال، وهي إزار من الصوف أو الشعر، ورأى الصحابة النبي -عليه الصلاة والسلام- يُصلي وعليه شملة وعقدها عليه، ومرةً تبع جنازة وكان عليه شملتان، وأهدت إليه امرأة شملة، فقبلها منها، وإذا كانت الشملة مُخططة فتُسمى نمرة، وجمعُها نِمار؛ لأنها تُشبه النِمر في ألوانها غالباً، وهي الأسود والأبيض، ولبسها النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل الإسلام، عندما كان يبني الكعبة مع قُريش بعد هدمها، وتُعد من اللباس المتواضع، والذي يلبسُهُ الفُقراء.
- القَبَاء: وهي كلمةٌ فارسيّة، وتعني الثوب المفتوح من الأمام، يُلبس فوق الثياب، ويُربط بِحِزام، ووتُلبس فوقها جُبَّة، وقال الدوزيّ: أنها ثوبٌ، طويل، مقفل من الأمام بأزرار، ومُقور من عند الرقبة، ويكون ضيق الأكمام، وعند المماليك يُستخدم كالبُرنس أو العباءة عند النساء ، وسُمي قباء؛ لاجتماع أطرافه، يُلبس في السفر والحرب؛ لسهولة الحركة فيه، ورأى بعض الصحابة النبي -عليه الصلاة والسلام- لابساً قباء من الديباج أُهدي إليه، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يُحب لبسه؛ كونه يُعدُّ من لباس المُترفين المُنعَّمين، وممَّا ورد في لبس النبي -عليه الصلاة والسلام- للقباء، حديث المسور بن مخرمة: (قَسَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَقْبِيَةً، ولَمْ يُعْطِ مَخْرَمَةَ منها شيئًا، فَقالَ مَخْرَمَةُ: يا بُنَيَّ، انْطَلِقْ بنَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَانْطَلَقْتُ معهُ، فَقالَ: ادْخُلْ، فَادْعُهُ لِي، قالَ: فَدَعَوْتُهُ له، فَخَرَجَ إلَيْهِ وعليه قَبَاءٌ منها، فَقالَ: خَبَأْنَا هذا لَكَ، قالَ: فَنَظَرَ إلَيْهِ، فَقالَ: رَضِيَ مَخْرَمَةُ).
- القَميص: وهو ثوب مخيط بِكُمَّين غير مُفرج، يُلبس تحت الثياب، ويكون من القُطن أو الكِتان، أو الصوف، وهو من أحب الثياب إليه، لحديث زوجته أُمُ سلمة -رضي الله عنها-: (كانَ أحبَّ الثِّيابِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ القَميصُ)، ورآه بعض الصحابة وهو يُصلي الجنازة وعليه قميصان، وفي معركة بدر أهدى إليه عمه العباس قميصاً من عبد الله بن أُبي، وكان كُمّ قميص النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى رُسغه.
- المُلاءة أوالمِلْحفة: المُلاءة بالضم تعني الملحفة، وبالضم والمد تعني الإزار والريطة، وهي الملحفة التي لا يكون لها شقين، والملحفة هي الملاءة إذا حُشِيت أو وُضِع لها بطانة، وتكون فوق بقية اللباس، وذكرت قليلة بنت مخرمة رؤيتها للنبي -عليه الصلاة والسلام- وعليه ملاءتين من الزعفران، وذكر ابن عباس صُعود النبي -عليه الصلاة والسلام- على المنبر وعليه ملحفة فوق كتفيه.
- الكِساء: وهو اسمٌ لِكُل ما يُلبس ويصنع من القِماش لتغطية الأشياء، وليس مُختصاً بالإنسان فقط، فقد يكون للكعبة، أو للفرس، أو للإبل وغيرها، وكغطاء السرير، والمقعد وغيره، وشاهد أنس بن مالك -رضي الله عنه- النبي -عليه الصلاة والسلام- مُتزراً بِالكِساء، وصلى بِالكِساء، وكان يتقي به حر الأرض وبردها، ومن أنواع الكِساء ما يُسمى بالعباءة، وتكون من الصوف، مفتوحة من الأمام، وتُلبس فوق الثياب، وذكر لبس النبي -عليه الصلاة والسلام- لها حديث يزيد بن شريك: (فألْبَسَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن فَضْلِ عَبَاءَةٍ كَانَتْ عليه يُصَلِّي فِيهَا، فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حتَّى أَصْبَحْتُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قالَ: قُمْ يا نَوْمَانُ).
ألوان ثياب النبي صلى الله عليه وسلم
لبس النبي -عليه الصلاة والسلام- من الثياب الأخضر، والأسود، وما كان مُخطَّطاً بالأبيض والأسود، والأصفر ما لم يكُن مُعصفراً أو مُزعفراً، والأبيض، وكان من أحب الألوان إليه، وكان يحثُّ الصحابة الكرام على لبسه، بقوله: (عليكم بالبَياضِ من الثِّيابِ ، فلْيلْبَسْها أحياؤُكمْ ، وكفِّنُوا فيها مَوتاكُمْ ، فإنَّها خيرُ ثِيابِكمْ)، فيكون لبس الأبيض من السُنة، ولبس غيره من الألوان من باب المُباحات، واختلفوا في لبس اللون الأحمر، فقال بعضهم: بالكراهة، وأباحه البعض الآخر، للحديث: (فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عليه حُلَّةٌ حَمْرَاءُ)، ونهى عن لبس المُزعفر والمُعصفر وهو الذي استُخدِم العصفر أو الزعفران بصبغه.
اللباس وأهميته
يُعرف اللباس في اللُغة: بأنه كُل ما يُستر به بدن الإنسان من ثوبٍ أو غيره، فيُقال: لبست الثوب وألبسه، والشيء الذي يُلبس يُسمى لبوس، وتظهر أهميةُ اللباس في كونه علامةً للتحضُرِ والتمدُن واحترام الآخرين، كما أنه من نعم الله -تعالى- على الإنسان ، وبسببه يبتعد الإنسان عن فتنة الشيطان ووساوسه التي تدعو إلى نزع اللباس، يقول تعالى: (يا بَني آدَمَ قَد أَنزَلنا عَلَيكُم لِباسًا يُواري سَوآتِكُم وَريشًا وَلِباسُ التَّقوى ذلِكَ خَيرٌ ذلِكَ مِن آياتِ اللَّـهِ لَعَلَّهُم يَذَّكَّرونَ* يا بَني آدَمَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِنَ الجَنَّةِ يَنزِعُ عَنهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوآتِهِما إِنَّهُ يَراكُم هُوَ وَقَبيلُهُ مِن حَيثُ لا تَرَونَهُم إِنّا جَعَلنَا الشَّياطينَ أَولِياءَ لِلَّذينَ لا يُؤمِنونَ)، فالخطاب عامٌّ لجميع البشر، إذ أنعم الله -تعالى- عليهم بما يستُر به أجسامهم من الريش والثياب وغيره.