كيف فسر الإسلام الإصابة بالعين؟
ثبوت الإصابة بالعين في الإسلام
الإصابة بالعين شيء ثابت وموجود في الشريعة الإسلاميّة، وهناك العديد من الأدلة على ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية، على النحو الآتي:
- قوله -تعالى-: (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ).
والآية الكريمة تُثبت أنّ العين يمكن أن تقع أيضاً من الكافر، فقد كان الكُّفار ينظرون إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بنظرة حاسد شديد العداوة، ولكنّ الله -تعالى- هو الحافظ لنبيه، فعصمه من شرورهم.
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الْعَيْنُ حَقٌّ).
في الحديث أيضاً إثبات أنّ العين حق وقد تُصيب نتيجة حسد الإنسان وحقده على الشخص المحسود، وقد تسبب ضرر له، ولكن كل ذلك بقضاء الله وقدره.
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (العينُ تُدخلُ الرجلَ القبْرَ، والجملُ القدرَ).
- قوله -تعالى-: (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).
- وقد كان -عليه الصلاة والسلام- يعوذ الحسن والحسين -رضي الله عنهما- بما كان يعوذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق -عليهم السلام- بقوله: (أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ).
ما يستطب به من العين
هناك العديد من الطُّرق الشرعيّة الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- للعلاج من الإصابة بالعين، وهي على النحو الآتي:
التبريك
والمقصود بالتبريك الدعاء من العائن المعجب بالشيء للمعين بالبركة، عند نظره إليه، فذلك بقدرة الله ومشيئته، يحول دون إحداث أي ضرر بالمعين كما ويبطل كل أثر من آثار العين ، فلما أصاب عامر بن ربيعة، سهل بن حنيف لما رأى بدنه.
وقال له: ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء، فوعك سهل مكانه واشتد وعكه، فلما أتاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبره سهل بالذي كان من شأن عامر بن ربيعة، فقال الرسول: (علامَ يقتُلُ أحدُكم أخاه ألَا برَّكْتَ إنَّ العينَ حقٌّ توضَّأْ له فتوضَّأ له عامرُ بنُ ربيعةَ فراح سهلٌ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليس به بأسٌ).
استعمال الرقية الشرعية
الرقيّة مما يستطب به للإصابة بالعين، لما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أَمَرَنِي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -أوْ أمَرَ- أنْ يُسْتَرْقَى مِنَ العَيْنِ)، ومن التعويذات النبويّة: (أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ).
الغسل
يجب على العائن إذا دعاه المعين للاغتسال أن يغتسل، فيغتسل الذي يصيب بالعين، ويؤخذ الماء فيصب على المصاب بالعين، فيشفى -بإذن الله-، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا).
عقوبة العائن
والعائن هو الشخص الذي يصيب بالعين، ونقل عن النووي أنّ العائن لا دية ولا قصاص عليه، وتعليله لذلك: أن غاية العائن تكمن في الحسد وتمن زوال النعمة، وليس تمن زوال حياة الشخص المصاب بالعين، ونقل عن بعض أهل العلم: أنه ينبغي للمسؤول منع العائن إذا عرف بذلك، من يختلط بالناس، ويجب أن يلزمه الجلوس في بيته.