كيف دخل الإسلام إلى تركيا
تركيّا
تقع تركيّا في الجنوب الغربيّ من قارة آسيا مركز الثقل السكانيّ في العالم. لتركيا امتداد في قارة أوروبا، وتحيط بها المياه من ثلاث جهات خاصةً في الجهة الجنوبيّة عند سواحل البحر الأبيض المتوسّط تحدّها من الجنوب الشرقيّ الجمهوريّة العربيّة السوريّة والجمهوريّة العربيّة العراقيّة، ومن الجهة الشرقيّة تحدّها أرمينيا وإيران، ومع أنّ أغلب حدودها بحريّة على البحر الأسود وبحر إيجة، الذي يصل بالبحر الأبيض المتوسّط، إلّا أنّنا نلاحظ أنّ لها حدوداً بريةً مع أكثر من ستِّ دول.
كيف دخل الإسلام إلى تركيا
الموقع الجغرافيّ لتركيّا جعلها غير بعيدةٍ عن تطوّرات الدولة الإسلاميّة في بلدان الجزيرة العربيّة وبلاد الشّام، فكانت تربط تركيّا مع منطقة الجزيرة العربيّة نشاطاتٌ تجاريّةٌ دائمة؛ كانت القوافل التجاريّة تنتقل من اليمن إلى شمال الجزيرة العربيّة؛ حيث الموانىء البحريّة على البحر الأبيض المتوسّط، ومن ثمّ إلى تركيّا وجنوب شرق آسيا، وكان التجّار يُقيمون في المناطق التي يمرّون عليها كمحطّات استراحة، فكانوا يتواصلون مع الأهالي، ومن خلالهم تعرّف السكان الأصليين على الدّين الجديد الذي يدعو إليه النبيّ -محمد صلى الله عليه وسلّم- في الجزيرة العربيّة، والكثير منهم صدّق هذه الرسالة وآمن بها.
كان للفتوحات الإسلامية الدور الكبير في انتشار الإسلام في مناطق تركيّا، خاصةً أنّ تركيا كانت تقع ضمن الإمبرطوريّة البيزنطيّة، وكانت هناك صدامات بينها وبين المسلمين، فتوجّهت الحملات إلى جنوب شرق الأناضول في عهد الخلفاء الراشدين، خاصّةً في عهد الخليفة عثمان بن عفّان -رضي الله عنه -.
استمرّت الفتوحات الإسلاميّة حتى فُتحت القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطيّة، ممّا سهّل على العثمانيين التوسّع في المناطق المجاورة لتركيا من الجهتَين الشماليّة والشرقيّة، واتّخذ بعض الخلفاء نظام أُعطيات الضِيَاع للقادة العسكريين في المناطق التي فتحوها، فكان بعض الجُنْد يقيمون في المناطق المفتوحة، ويعملون على نشر الدين الإسلاميّ بين النّاس خاصةً الدعاة منهم.
تُعدّ مرحلة حكم الخليفة العثمانيّ سليمان القانونيّ مرحلةً مضيئةً في التاريخ الإسلاميّ؛ إذ كان للقوانين والتشريعات التي فرضها في الولايات أثرٌ كبيرٌ في إظهار صورة الإسلام العلميّة والحضاريّة، والتعرّف على مبادىء هذا الدين التي تدعو إلى الصّدق و العدل والتعاون والتآخي ورفض الظلم ونُصرة المظلوم؛ فقد كانت هذه المبادىء الأخلاقيّة هي السبب في اعتناق شعوب العالم للدين الإسلاميّ، في الوقت الذي كانت فيه دول أوروبا دولًا متناحرة يسودها الظلم والفساد.
نسنطيع القول بأنّ تركيّا كان لها دورٌ كبيرٌ في المحافظة على صورة الإسلام الناصعة النظيفة، لهذه الأسباب خطّطت الدول الأوروبيّة لنزع روح الإسلام من النظام التركيّ، حتى جاء كمال أتاتورك وفصل الدين عن الدولة، وتحوّلت تركيّا إلى دولةٍ علمانيّةٍ.