كيف دخل الإسلام إلى إفريقيا
كيف دخل الإسلام إلى إفريقيا؟
بدأت الفتوحات الإسلاميّة في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ثمّ استكملها من بعده من الخلفاء الراشدين ومن تبعهم من المسلمين، وقد كانت بلاد الشام ومصر المركزّ الأهمّ الذي انطلق منه المسلمون لنشر الدين الإسلامي، فمن مصر انتقلوا في فتوحاتهم إلى الشمال الإفريقي، ففتحوا دول المغرب العربي واستقر فيها الإسلام، واستمرت الفتوحات حتى وصلت الدعوة إلى الأندلس والبرتغال وأجزاء من فرنسا.
وعلى الجبهة الجنوبية انطلق المسلمون في جهادهم ونشر دعوتهم؛ ففتحوا السودان وتشاد والنّوبة حتى وصلوا إلى الصحراء الكبرى. وبعد أن استقرّ الدين الإسلامي في السودان اتخذها المسلمون مقرًا للدعوة، فبدعم من المسلمين القادمين من الجزيرة العربيّة انطلق السودانيون والأحباش يدعون النّاس في الدول المجاورة إلى الإسلام، فانتشر الإسلام في جميع أنحاء القارّة الإفريقيّة في القرن الأول للإسلام.
وكان من الدول التي شاع فيها الإسلام كينيا وزيمبابوي وأوغندا ومقديشيو وجزر القمر وتنزانيا، وغيرها عدا جنوب إفريقيا التي انتقل الإسلام إليها بعد فترة من خلال المسلمين المهاجرين الذين كانوا يأتون إليها من القارة نفسها ومن الهند.
وقد كان التجّار المسلمون الذين يتّجهون إلى البلاد يعملون على نشر الدعوة الإسلامية فيعجب سكّان البلاد بما يرَونه من حسن في أخلاقهم وطيب في كلامهم فيدخلون في الإسلام.
أعداد المسلمين في إفريقيا
تشير دراسات أجريت في عام 2020 أنّ عدد المسلمين في قارّة أفريقيا ارتفع في القرن الأخير حتى وصل 1307 ملايين مسلم؛ أي ما نسبته 41% من العدد الكلي للسكّان، وعلى الرغم من الارتفاع المذكور في العدد إلّا أنّ نسبة المسلمين في إفريقيا انخفضت بمقدار 6% عمّا كانت عليه عام 1870م.
وتشير الدراسات إلى أنّ 76% تقريبًا من مسلمي القارّة الإفريقيّة يعيشون في الدول الإسلامية بينما يعيش البقيّة في الدول غير الإسلاميّة.
وهناك العديد من الدول التي تحتوي على أقليات إسلاميّة يختلف الباحثون في تصنيفها؛ فبينما يعتبرها البعض دولًا إسلاميّة يصنّفها آخرون على أنّها من دول الأقليّات الإسلاميّة ومن أهمّ هذه الدول؛ توغو وساحل العاج والحبشة والكاميرون وغيرها، كما تعدّ إثيوبيا من الدول المختلف في عدد المسلمين فيها بين الباحثين؛ حيث يذكر البعض أنّ فيها حواليّ 65% من المسلمين، ويشير آخرون إلى أنّ النسبة لا تتجاوز 48%.
أحوال المسلمين في إفريقيا
على الرغم من وجود الكثير من محاولات نشر الدين المسيحي والإلحاد في قارّة إفريقيا وقمع الدين الإسلامي؛ إلاّ أنّ حال المسلمين في إفريقيا ما زال بخير، فهناك الكثير من الرجال الذين نذروا حياتهم من أجل الدعوة إلى الدين الإسلامي، ودأبوا على نشر الدين بكل ما يملكون من علم ومال وهمّة.
كما أنّهم يعملون على نشر الأخلاق الطيّبة التي تحببهم النّاس بالدين الإسلامي، وتزيدهم رغبة بتعلم المزيد عنه والدخول فيه.
وهناك أيضًا الكثير من الحريصين على الدعوة يرسلون المساعدات والمعونات الماديّة من خارج القارّة الإفريقيّة يعينون فيه أهل الدعوة على نشر الإسلام، ومع تقدّم السنوات والأعمار لا يكلّ المسلمون ولا يملّون؛ بل إنّهم يبنون المساجد والمدارس التي تعلّم الثقافة الإسلاميّة بما يملكون من مال، فضلًا عن الإنفاق على تعليم النساء وإخراجهنّ من براثن الجهل، وفي كلّ يوم هناك مسلمون جدد.