كيف تكون نفسك مادياً
الاستقرَار المادي
بدايةً يجب علينا توضيح مفهوم الاستقرار المادِي حتى نتمكّن من معرِفة الطّريقة الصّحيحة للوصول إليه، إنّ معنى الاستقرار المادِي هو الاكتفاء الذّاتِي منَ النّاحية الماديّة حيث يتمّكن الشّخص من أنْ يكون مسؤولاً مادياً عن نفسِه يتحمّل مصاريفُه دون الحاجة أنّ يطلب المُساعدة من أحد والديْه، ويختلِف العُمر المُحدّد للبدء في عملية الاستقرار المادي ففي بعض الدول الأوروبية يُعتبر عُمر السّادسة عشر هو العُمر الذي يبدأ عندهُ الشخص بالاستقلال ليس مادّيا وحسب بل الاستقلال كُلياً عن عائلتِه، فهو يذهب للاعتماد على نفسِه عن طريق أنْ يجِد له مكان مُستقّل يسكُن به، ويجد له وظيفة أو عمل يعتَاش منه وفي نفس الوقت يقوم بإكمال دِراستِه.
لكنّ الوضع يختلِف باختلاف البلد واختلاف العادات والتقاليد، ففي البُلدان العربيّة يحكُم الطّابع الديني الشّخص فهو يبدأ بالاعتماد على نفسِه مادّياً لكي يتمكّن من الزّواج وتكوين أسرة يستطيع أنْ يتكفّل بمصاريفَها، بغَضّ النّظر عن بعض العوائِل الغنيّة التي تقوم بمُساعدة أبنائها في مَصاريف الزّواج وبناء البيت وحتى أنها قد تقوم بمُساعدتهم على توفير احتياجات بيوتهم في بعض الأحيان، فهو نموذج موجود ولكنّه غير مُحبّذ، ولا يحظى بالاحترام من النّاحية الاجتماعية فهو مُتواكِل غير مُعتمِد على نفسِه ويُسبب هذا الاتّكال كثير من المشاكل الاجتماعية.
بغضّ النّظر عن العُمر والعادات والتقاليد لا بُدّ للشخص أنْ يُؤمّن لنفسِه مصدر دخل يعتمِد به على نفسِه، سواء من خِلال العمل في المجال المِهنّي، أو مِن خلال أنْ يبدأ بمشروعه الشخصي، أو منْ خلال العمل عبر الإنترنت وغيرها، ولكنْ يكمن السّر في إيجاد طريقة مُبتكرَة تتناسب مع ظُروفه الاجتماعيّة والدّينية، ولا تُؤثّر على تعليمه إنْ كانْ لا يزال في مراحل تعليمَه، ولمْ يعُد الاستقرار المادِي مُقتصراً على الذُّكور دون الإناث، فأصبحت حتى الإناث تبحث عن مصدر دخل يُؤمّن لهنُّ العيش الكريم مما يُعطيهُن قوة أكبر في مواجهة مصاعب الحياة، طبعاً دون الخروج عن العادات والتّقاليد المعروفة في البلد التي يسكُن بها.
العمل في المجال المِهنّي
أيّاً كان هذا العمل سواء في مجال: النّجَارة أو الحِدَادة أو البّناء وغيرها، وبالنّسبة للإناث هناك عدد من المِهن التي يُمكن لها أن تعمل بها دون الحاجَة لشهادة مثل: الخّياطة والتطريز، تربية الأطفال، الطّبخ فعنْ طريق التدّريب يُصبح الشخص قادراً على العمل في مثل هذه المجالات، ولكنْ غالباً لنْ يكون الأجر مُرتفعاً إلا في حالات المصانع الضّخمة.
العمل في وظيفة
تقوم الشّركات سواء كانت حُكومية أو خاصة بالإعلان عن وجود شاغِر وظيفي ضِمن وصف وظيفي مُحدد مثل أنْ يكون حاصلاً على شِهادة مُعيّنة أو مُجتاز لدورة مُحدّدة أو يتمتّع بمهارات مُتعلّقة بالعمل على الكمبيوتر والإنترنت وغيرها من المهارات المطلوبة لإنجاز عمل مُعيّن، وهنا يقوم المؤهلين بالتقدّم والتّسجيل في هذا الإعلان، ثم تقوم الشّركة باختيار الأكفَأ بناءً على معايير مُحدّدة وضعت مُسبقاً، وما يُميّز العمل بوظيفة عن غيرِه وجود درجة كبيرة من الأمان، فالمُوظف يتلّقى راتباً حُدّد مُسبقاً بغضّ النّظر عن ظروف العمل، وبعض الشّركات يتمتّع مُوظفيها بمُميزات مُغريّة مثل التأمين الصّحِي، وتأمين المُواصلات، ورحلات ترفيهية وغيرها.. ، وهذه الأمور تجعل العدد الأغلب يرغبون في الحُصول على الوظيفة، على الرّغم منْ أنّه يُوجد مصادر دخل أخرى تُمكّن الشّخص من الحُصول على دخل أفضل من الرّاتب الذي يتلّقاه الشّخص نتيجة لعملِه في وظيفة مُعيّنة.
العمل بمشروع خاص
ويتميّز العاملون في هذا المجال بالتمتُع بمساحة جيّدة من المُرونة والحُرية والإبداع، على الرّغم من تميُزها بدرجة من المُخاطَرة خاصّة عندما يكون رأس المال كبير، فهنا يبدأ العمل عن طريق إيجاد فكرة جديدة تُدعمَها مجموعة من العوامل مثل: الحاجَة المُلّحة للزبائن لمِثل هذه الفكرة، أو أنْ تكون السّلعة غير موجودة في السّوق في ذلك الوقت، أو عن طريق تقديم خدمة مُفيدة، حيث يتّم البدء بالعمل عن طريق وضع خُطة واضحة يكون الهدف فيها واقعياً، قابلاً للقياس مُحدّداً وواضحا، يدرس في هذه الخُطة وضع السّوق، والوضع المادِي (طريقة الحُصول على رأس المال وفترة الاسترداد المُتوقّعة والعائد المَالي على المشروع )، ومُقارنة الفِكرة بالنّسبة للمنافسين الأصليين المُوجودين بالسّوق، ودراسة الطّريقة التي سوف تتّبع لتسويق هذه الفكرة، وغيرها من العوامِل التي يجب أنْ يتّم دِراستها قبل البدء في عملية تنفيذ الفكرة، وبعد أنْ تتبلّور هذه الفِكرة يتّم البدء بعملية التنفيذ مع مُراعاة ما يلزم هذه المرحلة من دّقة وتأنّي، خاصة حين تكون هذه المرّة الأولى التي يبدأ بها الشّخص تنفيذ فِكرتِه الخاصّة، حينها سوف يلزمُه الكثير من الدّراسات والاستعانة بأصحاب الخبرة، ويُعتبر الدّخل الذي سوف يدُّره المشروع الشخصّي على الشخص مصدراً ممتازاً للبدء في عملية الاستقلال المادِي، خاصّة وأنّ المَردود المالي للمشاريع النّاجحة غالباً ما تكون مُضاعفة، مُقارنة بالمبلغ الذي يحصل عليه المُوظَف مُقابل عملِه في شركة ما.
العمل الحُرْ عبرَ الإنترنت
إنّ للتكنولوجيا أثرَها الواضح في حياتنا، فأصبح هناك الكثير من الأعمال التي يُمكن تنفيذها من خلال العمل الحُرْ عبر الإنترنت سواء في مجال التّصميم أو الهندسة أو الكتابة والترّجمة وغيرها، ويتميّز العمل الحُر بإمكانية الإبداع والحُريّة في مجال العمل والمُرونة في ساعات العمل، حيث يُمكِن للشخص أنْ يعمل منْ أيْ مكان كان منْ المنزل أومِنْ الحديقة وحتى يُمكنُه مُتابعة أعمالِه من سيارته، فهذه أحد مُميّزات العمل الحُرْ، فأنت المُتحكّم بجميع تفاصيل ساعات عملِك حتى لو رغبت بالعمل ليلاً.
نصائِح للبدء بمشروع ناجح والاستمرار به
- عند جمع رأس المال حدّد طريقة تسديده إذا كان قَرض أو دَين، وحدّد المُدة اللازمة لاسترجاع رأس المال، حتى تستطيع حِساب صافي ربحك.
- تقليل النّفقات أسهل من زيادة الإيرادات.
- ضع هدَفك صَوب عينيك، ضع أهداف سهلة في بداية الأمر.
- قيّم هدفك بشكل دوري، وقارِن تقدُمك بتقدُم الشّركات المُنافِسة وقيّم ترتيبك بينهم.
- تعلّم من أخطائك ولا تيأس، وخُذ العِبر من أخطاء الآخرين.
- منْ المُتوقع الفَشل في بادئ الأمر، المُهم لا تيأس ولا تجعل هذا الفشل هو نِهاية المَطاف، وتعلّم من فشلِك.
- اهتَم بمظهر عملِك الخاص وسُمعتِه، فمِن المُهم أنْ تختار اسم جيداً وشِعار خاص بك يُميزُك عن غيرك.
- لا تُهمِل الأمور القانونيّة، فتدّعيم عملك بشكل قانوني صحيح يزيد من مِصداقِيتِك، ويُسّهل عليك إجراء الكثير من مُعاملتِك بشكل صحيح.
- اختر الخُطّة التسويقية المُلائِمة لعملك، واختر وسيلة الإعلان المُناسبة للعمل.
- قيّم عملَك وقارِن إنجازك بالهدف الذي اخترتَهُ مُسبقاً، واكتشِف أخطائك لكي تُصارِح نفسك بها وتتدّخل لإيجاد الحلْ المُناسِب.
- عند تعيينك للأشخاص داخل شركتِك الخاصّة، اختر صاحب الكفاءة، خُذ الأمور بحزِم وجديّة، ولا تدَع مَكان للعواطِف داخِل العمل، فلا تُعيّن شخص ما فقط لأنّه صديقك أو قريب.
- استفِد من التكنولوجيا فوجودها يقوم بتسّهيل العمل بشكل مَلحوظ، إذا استُخدمَت كما ينبِغي لها.
- طوّر من نفسك، فليس من الخطأ أنْ تقوم بأخذ دورات تطّور مهاراتِك في مجال لا تملِك فيه المهارة الكافيّة مثل: مجال الإدارة الماليّة، أو مجال التّسويق أو غيرها.