مفهوم الفكر الاجتماعي
مفهوم الفكر الاجتماعي
هو الفكر الذي يتضمن كل تلك الأفكار التي لدى الشخص لتبرير حقيقة الانتماء إلى مجتمع معين، وبهذا تتم دراسة الفكر الاجتماعي من قبل العديد من التخصصات المتنوعة، على سبيل المثال: علم الاجتماع ، وعلم النفس الاجتماعي، والفلسفة، والتاريخ.
يمكن القول بأنه يمثل محصلة التفكير المشترك لأبناء المجتمع في المعضلات التي يواجهونها، وكذلك يتمثل في وسائل وطرق تحليل هذه المشكلات والتغلب عليها.
يعد الفكر الاجتماعي ثمرة العقل البشري، ويتأثر بالمؤثرات التي تتعلق بتكوين هذا العقل ولا ينفصل هذا الفكر عن ماضيه، لذلك نرى المفكرين المعاصرين يعرضون للفكر الاجتماعي باعتباره وحدة متماسكة، بدءًا من المجتمعات القديمة وحتى المجتمعات المعاصرة والحديثة.
أبرز رواد الفكر الاجتماعي
من أبرز رواد هذا الفكر:
- أفلاطون: كان أفلاطون أول من بذل جهدًا لدراسة كيفية عمل المجتمع وكيفية تحسينه، وتلخصت تلك الجهود في عدة كتابات منها La República، إذ حلل وفصَّل فيه القطاعات المتنوعة والتي شكلت مجتمع اللحظة، وحاول فيما بعد تصميم نظام تم دمجهم فيه على نحو كامل، وبالتالي أراد تحقيق أقصى قدر من الكفاءة لبلده، من خلال تحليل عقلاني.
- أرسطو: وهو تلميذ أفلاطون، لذلك فقد عزم أن يكمل عمل أستاذه على هيكل المجتمع بدلًا من محاولة تصميم نظام مثالي، وبالتالي فإن منهج أرسطو في هذا العمل تلخص في تحليل المجتمع اليوناني في مختلف الطبقات الموجودة والتفاعل بينهما، وبهذا فقد حاول أن يفهم سبب وجود الأشياء بأسلوب معين.
القضايا التي اهتم بها الفكر الاجتماعي
كان الفكر الاجتماعي عبر التاريخ مسؤولًا عن عدة قضايا مركزية، وحتى يومنا هذا فلا تزال تلك القضايا هي نفسها إلى حدٍّ ما، ومنها:
المجتمع المثالي
تتلخص هذه القضية في معرفة ما هو النموذج المثالي للمجتمع، وكيف يمكننا تحقيقه، ارتكازًا على أفكار سياسية ومعتقدات وآراء لكل منها، فتوجد عدة آراء في هذا المجال.
ظهور المجتمعات
السبب وراء ظهور المجتمعات المنظمة الأولى يُعد مسألة تثير اهتمام المفكرين الاجتماعيين، إذ يوجد عدد من الآراء المتعارضة بخصوص هذه النقطة.
تأثير المجتمع على الناس
أما في فترة ما بعد الحداثة فقد ركز المفكرون الاجتماعيون اهتمامهم بشأن آلية تأثير المجتمع على طريقة التفكير، إذ ينصب هذا المجال في صلب عمل بعض التخصصات مثل: علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع.
التطور التاريخي للفكر الاجتماعي
مرَّ الفكر الاجتماعي عبر التاريخ بمراحل تطور متعددة، وفيما يلي بيان لتلك المراحل:
في الحضارات القديمة
إن المجتمعات التاريخية القديمة هي تلك التي انتقلت من الترحال وحياة عدم الاستقرار إلى الاستقرار والتنظيم الاجتماعي، فحازت على الخبرات الاجتماعية والتطور في النواحي التقنية والفنية، وأسفرت عن آثار مادية وحضارية وكانت لها فلسفة اجتماعية خاصة، ومن تلك الحضارات القديمة:
- الحضارة الفرعونية: إذا حللنا النظام الذي كان مطبقًا في هذه الحضارة؛ فسوف نرى بأن البناء الاجتماعي لها كان يعتمد على تقسيم طبقي، ففي قمة هذا البناء الطبقي يكون الفراعنة، ثم طبقة الكهنة، ثم طبقة قوات الجيش، ثم طبقة الحرفيين.
- الحضارة الصينية: اختلفت في الفكر الاجتماعي الصيني القديم عدة توجهات متنافسة، ومن أهمها الكونفوشيوسية والقانونية والتاوية والموتستية.
- الحضارة اليونانية: حسب قول الكثير من مؤرخي الفكر اليوناني فإن الفيلسوف الإغريقي سقراط هو أول من وجه الفكر الإنساني المنظم للشؤون الاجتماعية للشعب، وهو الذي ينتمي إليه الفكر الإنساني لأنه أول من أسس التأمل الفلسفي في الطبيعة، وهو الذي نادى بالمعرفة الخالصة والخالية من عيوب الميتافيزيقا.
الفكر الاجتماعي عند المسلمين
أدّى ظهور الإسلام لإفساح المجال للباحثين والمفكرين المسلمين في باب الاجتهاد الفكري، وحازت الأبحاث الاجتماعية في ذلك الوقت على العناية.
الفكر الاجتماعي في القرنين السابع عشر والثامن عشر
إن الفكر الاجتماعي في هذه الفترة أدى في المسائل الحياتية بعد ابن خلدون إلى ضبط بعض الآراء والأفكار المثالية، ومن أمثلة هذا التفكير (كتاب اليوتوبيا لتوماس مور) ويُعنى بـ"اليوتوبيا" البلد الذي لا وجود له إلا في الخيال.