كيف تعالج ضعف البصر
علاج ضعف البصر
هنالك العديد من العلاجات المختلفة المتوفرة والمُعتمدة بشكل أساسي على الحالة التي يعاني منها الفرد، ومن الممكن استخدامها لعلاج مُختلف حالات ضعف البصر، أو ضعف النظر، أو ضعف الرؤية (بالإنجليزية: Visual Impairment)المختلفة؛ والتي يمكن ذكرها بشيء من التفصيل فيما يأتي:
علاج أخطاء العين الانكسارية
تُعدّ أمراض العين الانكساريّة أكثر حالات مشاكل الرؤية شيوعًا، ويُقصد بها وجود خلل في شكل عين المُصاب، ممّا يؤدي إلى خلل في قدرة العين على كسر الضوء وتركيزه بشكل طبيعيّ على شبكيّة العين (بالإنجليزيّة: Retina)، وبالتالي عدم وضوح الرؤية (بالإنجليزيّة: Blurred Vision)، بحيث قد يعاني الفرد من قصر النظر (بالإنجليزيّة: Myopia)، أو طول النظر (بالإنجليزيّة: Hyperopia)، أو قصوّ البصر الشيخوخي (بالإنجليزيّة: Presbyopia) وهو فقدان القدرة على رؤية الأجسام القريبة المُصاحب للتقدم في العمر، إضافة إلى اللابؤرية (بالإنجليزيّة: Astigmatism)، وبالحديث عن الخيارات المُتاحة لعلاج أخطاء العين الانكساريّة، فيمكن القول إنّ هناك العديد من الخيارات؛ لعلّ أبسط هذه الطرق وأكثرها أمانًا هو استخدام النظارات الطبية ، وقد يُفضّل المُصاب في بعض الأحيان استخدام العدسات اللاصقة التي توضع على سطح العين، كما ومن الممكن أن يقترح الطبيب إجراء عمليّة كعمليّات الليزر في حال كان ذلك خيارًا متاحًا للمصاب، والتي من الممكن أن تؤثر على شكل قرنية العين (بالإنجليزيّة: Cornea) بشكل يسمح لها بتصحيح الأخطاء الانكساريّة.
علاج التنكس البقعي المرتبط بالسنّ
يُعاني الشخص المُصاب بالتنكس البقعي المرتبط بالسنّ (بالإنجليزيّة: Age-related Macular Degeneration) من عدم القدرة على الرؤية المركزيّة (بالإنجليزيّة: Central Vision)؛ أي أنّ المُصاب يستطيع رؤية الأجسام الواقعة في جانبيّ مدى رؤيته، دون قدرته على رؤية الأجسام الموجودة في المنتصف، ويعود ذلك إلى خلل في شبكيّة العين.
في الحقيقة، يعتمد علاج التنكس البقعي المرتبط بالعمر على نوع التنكس البقعي الذي يعاني منه الفرد، وتجدر الإشارة إلى عدم توفر علاج يعمل على الشفاء التام من التنكس البعقيّ، إلّا أنّ العلاجات المتوفرة قد تؤدي إلى التقليل من سرعة تقدّم الإصابة، أو تجنّب فقدان المصاب لجزء كبير من بصره، وفي ما يأتي بيانٌ لأنواع التنكّس البقعي مع ذكرٍ لبعضٍ من أبرز العلاجات التي يُمكن اللجوء إليها في كل حالة:
- التنكّس الجاف البقعي المرتبط بالعمر: (بالإنجليزيّة: Dry Age-related Macular Degeneration) بالرغم من عدم توفر العلاج إلّا أنّ استخدام مساعدات الرؤية (بالإنجليزيّة: Vision Aids) قد يُساهم بشكل كبير في الحد من تأثير التنكس البقعي على حياة المصاب، وهي أجهزة عادة ما تحتوي على أنواع خاصة من العدسات أو الأجهزة الإلكترونية التي تعمل على مُساعدة المصاب على رؤية الأجسام القريبة بشكل أوضح.
- التنكس البقعي الرطب المرتبط بالعمر: (بالإنجليزيّة: Wet Age-related Macular Degeneration) قد يحتاج المُصاب في هذه الحالة إلى تلقّي حقن في العين مرة في الشهر أو كل شهرين، تحتوي على أدوية مضادة لتولّد الأوعية (بالإنجليزيّة: Anti-angiogenesis Drugs) والتي تمنع تكوين الأوعية الدموية وتسربها من الأوعية الموجودة، حيثُ إنّ هذا النوع من التنكّس ينتج عن تكوّن أوعية دمويّة غير طبيعية في المنطقة السفليّة لشبكيّة العين، ومن هذه الأدوية ؛ مثل أفليبيرسيبت (بالإنجليزية: Aflibercept)، وبيفاسيزوماب (بالإنجليزية: Bevacizumab)، وبيجابتانيب (بالإنجليزية: Pegaptanib)، ورانيبيزوماب (بالإنجليزية: Ranibizumab)، كما من الممكن أن يستفيد المُصاب من تلقي نوع من العلاج الضوئي يُدعى بالعلاج الضوئي الديناميكي (بالإنجليزيّة: Photodynamic Therapy)، حيث يتم حقن دواء حساس للضوء في مجرى الدم مثل فرتيبورفين (بالإنجليزية: Verteporfin)، ليتم امتصاصه بواسطة الأوعية الدموية غير الطبيعية، ثم يقوم الطبيب بتوجيه ليزر إلى العين لتحفيز إتلاف هذه الأوعية غير الطبيعية من قبل هذا الدواء، وقد يُنصح به إلى جانب حقن العين إذا كانت الحقن وحدها لا تؤدي الغرض المطلوب من العلاج، وعادةً يتم تكرارها كل بضعة أشهر، وتتضمن الآثار الجانبية حدوث مشاكل الرؤية المؤقتة، إضافة إلى حساسية العين والجلد للضوء لبضعة أيام أو أسابيع.
علاج الزّرق
يُعرّف الزّرق أو المياه الزرقاء في العين أو الجلوكوما على أنّه مجموعة من الحالات التي تؤدي إلى الإضرار بالعصب البصريّ (بالإنجليزيّة: Optic Nerve)، وغالبًا ما يُرجع هذا الضرر في العصب البصريّ إلى ارتفاع ضغط العين غير الطبيعي، وتجدر الإشارة إلى أنّه وبالرغم من أنّ الزّرق من الممكن أن تصيب الأشخاص من مختلف الفئات العمريّة، إلّا أنّها أكثر شيوعًا لدى كبار السنّ؛ إذ تُعد إحدى الأسباب الرئيسيّة المؤديّة إلى فقدان البصر عند الأشخاص الأكبر عمراً من 60 سنة؛ وإنّ العصب البصريّ أساسيّ لقدرة الأشخاص على الرؤية الواضحة، ونظرًا لأنّه لا يمكن استعادة فقدان الرؤية بسبب الزّرق فيُنصح الأشخاص بإجراء فحوصات دوريّة لضغط العين ؛ حيثُ إنّ التشخيص المبكر والمباشرة بالعلاج يساعدان بشكل كبير على الحد من تفاقم المشكلة لتجنب فقدان البصر، كما أنّ المُصابين غالبًا ما سيحتاجون لتلقي العلاج بشكل دائم طول حياتهم، وفي الحقيقة، إنّ الإصابة بالعديد من أنواع الزّرق لا تؤدي إلى ظهور أي أعراض واضحة على المُصاب؛ فتظهر الأعراض بشكل تدريجيّ وبطيء فلا يُلاحظ الشخص أي إشارات للإصابة إلّا بعد تقدّمها بشكل كبير، وفي ما يأتي بيان لبعض من الأعراض المُصاحبة لأكثر أنواع الزّرق شيوعاً:
- أعراض الزّرق مفتوحة الزاوية: قد يلاحظ المُصاب عند الإصابة بالزّرق مفتوحة الزاوية ظهور بقع عمياء في مجال رؤيته، سواء كانت طرفيّة أو مركزية، كما ومن الممكن أن تُصبح الرؤية نفقيّة (بالإنجليزيّة: Tunnel Vision) في بعض المراحل المتقدمة.
- أعراض الزّرق مغلقة الزاوية: قد يعاني المُصاب من ألم في الرأس، وألم في العين، والغثيان ، والتقيّؤ، وعدم وضوح في الرؤية، واحمرار في العين، بالإضافة لظهور الهالات حول الأجسام المضيئة.
وبالحديث عن علاج الزّرق، فهناك العديد من أنواع العلاج المتوفّرة، والتي كما أشرنا غالبًا ما تهدف إلى تجنّب تفاقم مشكلة فقدان البصر التي يعاني منها المريض سوءًا، ولا تعمل على إعادة الضرر الذي تمّ سابقًا. ويقوم الطبيب باختيار العلاج المُناسب للحالة اعتمادًا على نوع الزّرق، وشدة الإصابة، ومدى استجابة المُصاب لهذا العلاج، وبشكل عام في ما يأتي بيان لبعض من أبرز خيارات العلاج المتوفرة للزّرق:
- الأدوية المستخدمة لعلاج الزّرق: هنالك العديد من أنواع الأدوية المتوفرة التي تقوم عادة على خفض ضغط العين المرتفع لعلاج الزّرق، حيث يمكن وصف دواء واحد أو مجموعة من الأدوية معًا، وبالرغم من أنّ بعض الأشخاص المصابين قد يحتاجون إلى أدوية تؤخذ من خلال الفم كمضادات الانهيدرازات الكربونيّة (بالإنجليزيّة: Carbonic Anhydrase Inhibitors)، إلّا أنّه في أغلب حالات الإصابة يتم استخدام قطرات العين التي عادة ما تحتوي على نظائر البروستاجلادينات (بالإنجليزيّة: Prostaglandin Analogues)، أو مضادات الانهيدرازات الكربونية، أو عناصر كولينيّة (بالإنجليزيّة: Cholinergic agents)، أو حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزيّة: Betablockers). ومن الممكن أن تؤدي هذه القطرات إلى ظهور بعض الأعراض الجانبيّة: كألم واحمرار في العين، وزيادة في نمو الرموش، وتغيّر في لون العين، وصعوبة في التنفس ، أمّا الأدوية المتناولة من خلال الفم فمن الممكن أن تؤدي إلى خدران في أصابع اليدين والقدمين، والتبوّل المتكرّر، إلّا أنّ هذه الأعراض عادة ما تختفي خلال بضعة أيّام كما أنّ تناولها أثناء تناول الطعام يقلل من آثارها الجانبيّة. وتجدر الإشارة إلى احتمالية تغيير نوع القطرات المُستخدمة في حال عدم تحمّل المُصاب للآثار الجانبية الناتجة أو في حال عدم استجابة المُصاب لنوع معيّن من القطرات.
- العمليات الجراحية لعلاج الزّرق: في حال عدم استجابة الزّرق للأدوية أو في حال عدم تحمّل المُصاب استخدامها، يُمكن اللجوء إلى إجراء نوع من أنواع العمليات التي قد تعمل على تخفيض ضغط العين، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه العمليات لا تقوم بعلاج فقدان البصر، وفي ما يأتي بيان لبعض من أبرزها:
- العمليات الليزرية: (بالإنجليزيّة: Laser Surgery) أو ما يُسمى بعمليّة رأب الترقيع الليزرية (بالإنجليزيّة: Laser Trabeculoplasty) يتم خلالها توجيه شعاع ليزري عالي الطاقة إلى الشبكة التربيقيّة (بالإنجليزيّة: Trabecular Meshwork) في العين المسؤولة عن تصريف السائل من العين، وذلك لتحفيزها للقيام بوظيفتها بالتقليل من السائل في العين بفاعلية أكبر، وفي الواقع قد تكون نتائجها مؤقتة ومن الممكن أن يحتاج المُصاب إلى تكرار هذه العملية أكثر من مرة.
- الجراحة التقليديّة: (بالإنجليزيّة: Conventional Surgery) التي يتم اللجوء إليها في حال فشل الأدوية والعمليات الليزرية في حل المشكلة، وهي عملية ترشيح لسائل العين (بالإنجليزيّة: Trabeculectomy) تتم من خلال إحداث فتحة في جدار العين يتم عبرها ترشيح السائل من العين إلى الجهاز الوعائي.
- أنابيب التصريف: (بالإنجليزيّة: Drainage Implants) يتم من خلالها زرع أنابيب من السيليكون (بالإنجليزيّة: Silicone) في العين للمُساعدة على تصريف السوائل الزائدة في العين، وعادة ما يتم اللجوء إلى هذه العملية في حال الإصابة غير المُسيطر عليها بالطرق الأخرى، أو في حال الإصابة بالزّرق الثانويّة، أو في حال إصابة الأطفال.
علاج المياه البيضاء
تُعرّف المياه البيضاء المعروفة بالساد أو عتامة العدسة على أنّها ضبابية في عدسة العين الداخليّة، ممّا يؤدي إلى منع مرور الضوء عبر العدسة، وبالتالي عدم وضوح في الرؤية، وتؤدي الإصابة بالمياه البيضاء في العين إلى صعوبة رؤية المُصاب بوضوح، كما وقد تؤدي إلى فقدان تام للبصر في بعض الأحيان؛ حيث إنّ الإصابة بالمياه البيضاء تكون تدريجية بحيث تسوء وتتفاقم مع مرور الوقت، وبالرغم من أنّها غالبًا ما تظهر عند الأشخاص الكبار في العمر إلّا أنّ بعض الأشخاص الأصغر عمراً من الممكن أن يصابوا بالمياه البيضاء في العين. ويُمكن استخدام النظارات والعدسات اللاصقة الطبيّة للتحسين من قدرة المُصاب على الرؤية، إلّا أنّه وفي حال لم يكن ذلك كافٍ للعلاج، فقد يلجأ الطبيب لإجراء عملية جراحية تقوم على إزالة عدسة العين المتضررة واستبدالها بعدسة صناعية، وعادة ما تتم الجراحة لعين واحدة في كل مرة، وفي ما يأتي بيان لنوعين من العمليّات التي يتم إجراؤها لعلاج المياه البيضاء:
- استحلاب العدسة: (بالإنجليزيّة: Phacoemulsification) أو عملية الفاكو، وهي العملية الأكثر شيوعاً لعلاج المياه البيضاء، يتم خلالها إحداث فتحة صغيرة في القرنيّة الواقعة في مقدمة العين، ليتم من خلالها إدخال جهاز يعمل على إطلاق موجات فوق صوتية (بالإنجليزيّة: Ultrasound Waves) تهدف إلى تليين وكسر العدسة لتسهيل استخراجها من العين عن طريق الشفط.
- عملية خارج المحفظة: (بالإنجليزيّة: Extracapsular Surgery) تكون الفتحة المُحدَثة في هذا النوع من العمليّات أكبر وأوسع؛ بحيث يتم إجراء شقّ على جانب القرنية وبعدها يتمّ إخراج الجزء المتضرّر من العدسة كقطعة واحدة، ومن ثم استخراج ما بقي من العدسة عن طريق الشفط.
علاج اعتلال الشبكية السكري
يُعد اعتلال الشبكية السكري أحد مُضاعفات الإصابة بمرض السكري (بالإنجليزيّة: Diabetes)، وينتج عن ضرر الأوعية الدموية الموجودة في شبكيّة العين؛ وهي الأنسجة الحساسة للضوء التي تبطن الجزء الخلفي من العين والمسؤولة عن قدرة الأشخاص على رؤية تفاصيل الأشياء بشكل واضح، وفي الحقيقة، إنّ أهمّ خطوة يتم اتخاذها لعلاج اعتلال الشبكية السكري هي السيطرة الجيدة على مرض السكري؛ ففي المراحل الأولى للإصابة قد يكون ذلك كافياً لمنع تفاقم مشكلة اعتلال الشبكية السكري وتجنّب تأثيرها في قدرة المُصاب على الرؤية، وحتى في بعض الحالات المتقدمة والتي تكون فيها القدرة على الرؤية قد تضررت، فإنّ أخذ التدابير والعلاجات اللازمة للسيطرة على مرض السكري من الممكن أن يكون كافياً لتجنّب تفاقم الإصابة لوضع أسوأ، إلّا أنّه في بعض الحالات قد يضطر الطبيب إلى اللجوء إلى طرق مختلفة للعلاج؛ حيثُ إنّ عتلال الشبكية السكري يكون متقدّماً لدرجة قد تؤدي إلى احتمالية فقدان قدرة المصاب على الرؤية، وفي ما يأتي بيان لبعض من أبرز العلاجات المستخدمة:
- الحقن الدوائية: وهي حقن تحتوي على أدوية تُسمى بمثبطات عامل النمو البطاني الوعائي (بالإنجليزية: Anti–vascular endothelial growth factor therapy) واختصارًا Anti-VEGF، والتي من الممكن أن تعالج اعتلال الشبكية السكري أو تمنع تفاقمه، كما ويمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزيّة: Corticosteroids) في بعض الأحيان.
- العلاج بالليزر: وذلك من خلال استخدام أشعة الليزر لتصغير الأوعية الدموية وإيقاف تسريبها للسوائل، وبالتالي التخفيف من انتفاخ شبكية العين.
- العملية الجراحية: يُمكن أن يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية جراحية في العين تُدعى باستئصال الزجاجية (بالإنجليزيّة:Vitrectomy)، وذلك في حال وجود ندب كثيرة في العين أو في حال نزف الشبكية الشديد.
علاج عتامة القرنية
القرنيّة هي الجزء الشفاف الواقع في مُقدمة مقلة العين، وقد تؤدي بعض العوامل: كالعدوى (بالإنجليزيّة: Infection)، أو الإصابات، أو خدش القرنيّة، أو انتفاخ العين إلى تكوّن الندب في قرنيّة العين، ممّا يؤدي إلى إعاقة مرور الضوء عبر القرنيّة وإلى الشبكيّة، وبالتالي إلى ظهور القرنيّة بلون غائم أو أبيض، في ما يُدعى بعتامة القرنيّة، ويختلف علاج عتامة القرنية باختلاف سبب تندّب القرنيّة وشدّته، وفي ما يأتي بيان لبعض من أبرز العلاجات المستخدمة:
- الأدوية: من الممكن أن يوصي الطبيب باستخدام أدوية فموية أو العلاج باستخدام قطرات العين التي تحتوي على الستيرويدات (بالإنجليزيّة: Steroids)، أو المضادات الحيوية (بالإنجليزيّة: Antibiotics)، أو كليهما.
- الجراحة: قد يحتاج المُصاب إلى إزالة ندب القرنية من خلال عمليّة جراحية تُجرى باستخدام الليزر إذا كانت الندب قريبة من سطح العين في عمليّة تُعرف باستئصال القرنية بالعلاج الضوئي (بالإنجليزيّة: Phototherapeutic Keratectomy)، إلّا أنّ بعض الحالات الشديد لعتامة القرنية قد تتطلّب إجراء عملية زراعة للقرنية (بالإنجليزيّة: Keratoplasty).
علاج الرمد الحُبَيْبي
تحدث الإصابة بالرمد الحبيبي نتيجة الإصابة بعدوى بكتيريّة من الكلاميديا تراكوماتيس (بالإنجليزيّة: Chlamydia Trachomatis)، والتي من الممكن أن تنتقل بشكل سهل وسريع من خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب، أو بسبب استخدام المستلزمات الشخصية لشخص مُصاب، كما أنّها من الممكن أن تنتقل عبر الحشرات إذا لامست أنف أو عين أحد الأشخاص المصابين، وفي ما يأتي ذكر لأبرز العلاجات المُستخدمة لعلاج الرمد الحبيبيّ والتي يتم اختيارها حسب الحالة وشدتها:
- المُضادات الحيوية: تُعتبر المُضادات الحيوية الخيار الأول لعلاج الرمد الحبيبي، وبالأخص الأزيثروميسين (بالإنجليزيّة: Azithromycin)؛ حيثُ إنّه يعمل على القضاء على البكتيريا المُسببة للإصابة في الحالات غير المعقّدة، ممّا يتيح للجسم بالمباشرة بعمليّات التعافي الذاتيّة للعين، وعادة ما يُنصح بتناول هذا المُضاد الحيوي من قبل جميع أفراد عائلة المصاب، كما قد يحتاج سكان المناطق الذي تنتشر فيها العدوى لأخذ العلاج، ومن الممكن أن يضطر المُصاب لإعادة تكرار العلاج كل 6-12 شهرًا.
- الجراحة: يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية لتصحيح تشوه الجفن وتغيير الرموش المصابة عند كبار السن.
علاج متلازمة العين الجافة
قد يُعاني بعض الأشخاص من نقص مزمن في الترطيب الكافي والفعال لسطح العين ممّا قد يؤدي إلى العديد من الأعراض التي تتراوح ما بين تهيّج العين المستمرّ، وجفاف في العين إلى التهاب شديد في العين أو حتى تندّب في سطحها في بعض الأحيان؛ ويُعرف ذلك طبيّاً بمتلازمة العين الجافة (بالإنجليزيّة: Dry Eye Syndrome). وبشكل عام من الممكن إرجاع حدوث هذه المتلازمة إلى بعض العوامل: كاستخدام الأجهزة الإلكترونية، أو استخدام العدسات اللاصقة، أو العوامل البيئية كجفاف الطقس، أو بعض أنواع الأدوية كمضادات الهيستامين (بالإنجليزيّة: Antihistamines) وبعض الأدوية المستخدمة في علاج ضغط الدم، ممّا قد يستدعي تحديد ماهية هذه العوامل المُسببة والعمل على تجنّب التعرض لها وذلك لتجنّب الإصابة بمتلازمة العين الجافة، وقد يوصى بوضع جهاز ترطيب في المنزل أو مكان العمل للمساعدة في تقليل الجفاف في حال كان العامل البيئي له دور في ذلك.
في الحقيقة، لا يوجد علاج لمتلازمة العين الجافة، إنّ العديد من الأشخاص قد يعانون من نوبات متكررة من الإصابة طيلة حياتهم، إلّا أنّ هناك العديد من الخيارات التي يمكن اللجوء إليها؛ كقطرات العين التي تُساعد على السيطرة على الأعراض، وعادة ما تحتوي هذه القطرات على مواد مُشابهة في تركيبها للدموع الطبيعية وغالبًا ما تكون متوفرة في الصيدليات دون الحاجة لوصفة طبية، ويمكن استشارة الطبيب أو الصيدلاني من أجل اختيار قطرة مناسبة، وقد تستدعي الحالات الشديدة من متلازمة العين الجافة غير المُستجيبة للعلاجات والإجراءات السابقة إلى إجراء عمليّة جراحية؛ كعمليّة الإطباق الدقيق (بالإنجليزيّة: Punctual Occlusion) التي يتم خلالها استخدام سدادة صغيرة لإغلاق القنوات الدمعيّة (بالإنجليزيّة: Tear Ducts) بهدف المُحافظة على الدموع التي تعمل على حماية العين، وتجدر الإشارة إلى أنّه يتم استخدام سداة من السليكون في البداية للتأكد من فعاليتها في علاج المشكلة، ويتم استبدالها بأخرى دائمة إذا كانت فعالة.
حقائق حول ضعف البصر
يُعرّف ضعف البصر طبيّاً بأنّه أي خلل في الوظائف البصريّة لإحدى العينين أو كلتيهما، مما قد يؤدي إلى فقدان قدرته على رؤية الأشياء الواقعة أمامه بوضوح مقارنة برؤية الفرد السليم في ما يُعرف بفقدان حدّة الإبصار (بالإنجليزيّة: Visual Acuity)، أو ملاحظةُ تقلّصٍ في مجال الرؤية (بالإنجليزيّة: Visual Field)؛ أي أنّ المُصاب يفقد قدرته على رؤية ما حوله ضمن مجال رؤية الفرد السليم إلّا عند تحريك عينيه أو التفاف رأسه، كما ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى عدم قدرة المُصاب على تحمّل النظر إلى الضوء في ما يُعرف برهاب الضوء (بالإنجليزيّة: Photophobia)، بالإضافة إلى الصعوبات الإدراكية البصرية، أوالتشوّه البصري، كما ومن الممكن أن يبدأ المُصاب بملاحظة ازدواجيّة في الرؤية (بالإنجليزيّة: Double Vision or Diplopia)، وقد تظهر العديد من الحالات المذكورة مجتمعة.
في الحقيقة هنالك العديد من العوامل والأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى مُختلف أشكال ضعف البصر أو الرؤية، وبحسب المقال الذي تمّ نشره من قبل منظمة الصحة العالميّة (بالإنجليزيّة: World Health Organization) في شهر تشرين الأول من سنة 2019، تُعتبر المُسبّبات التالية أكثر أسباب ضعف النظر شيوعًا في العالم: الأخطاء الانكسارية (بالإنجليزيّة: Refractive Errors)، والمياه البيضاء أو ما يُعرف بالساد (بالإنجليزيّة: Cataracts)، والمياه الزرقاء أو الزّرق أو الجلوكوما (بالإنجليزيّة: Glaucoma)، والتنكّس البقعي الجاف (بالإنجليزيّة: Macular Degeneration) المرتبط بالسنّ، بالإضافة إلى اعتلال الشبكيّة السكّري (بالإنجليزيّة: Diabetic Retinopathy)، وعتامة القرنيّة (بالإنجليزيّة: Corneal Opacity)، والتراخوما (بالإنجليزيّة: Trachoma) أو ما يُعرف بالرمد الحبيبيّ، وتجدر الإشارة إلى أنّه على الرغم من أنّ هنالك 2.2 مليار حالة من اعتلال في البصر أو العمى حول العالم، إلّا أنّ ما يُقارب نصف هذه الحالات كان أو لا يزال من الممكن اتّخاذ إجراء طبيّ لعلاجها حسب منظمة الصحة العالميّة.