كيف تعالج حموضة المعدة
حموضة المعدة
حموضة المعدة هي أحد المشاكل الصحية التي تؤرّق ملايين من البشر، إذ تحوّل أوقاتهم إلى جحيم لا يطاق، وإذا ما أصابتهم وهم نيام قلبت ليلهم إلى نهار، حموضة المعدة تطارد أوقات سعادة الإنسان، لتجعلها أوقات بؤس وكآبة، لا أوقات سعادة، حموضة المعدة تحدث فجأة وبلا مقدّمات، لتعكّر مزاج الشخص المصاب، وتصيبه بحالة من الارتباك العصبي والتوتّر النفسي، الشعور بحموضة المعدة هو عبارة عن شعور يحرقان في منطقة المعدة والمريء، تحدث حموضة المعدة تزامناً مع اندفاع الحامض إلى المريء؛ ويحدث ذلك بسبب ضعف العضلة العاصرة.
كيف يحدث الحرقان
حموضة المعدة هي مشكلة في الجهاز الهضمي، لكن لا يمكننا اعتبارها مرض بالمعني الحرفي لكلمة مرض، أي أنّها ليست ناتجة عن مرض عضوي، بل ناتجة عن اضطراب هضمي فقط، لذلك، ليس هناك أي داعي للقلق من موضوع الحموضة، فليس فيها أي شيء من شأنه أن يعرض حياة الإنسان للخطر، أو أن يمهّد لقدوم أمراض أخرى.
حموضة المعدة: هو اضطراب هضمي بالإمكان التعايش معه طول الحياة، وبالإمكان الحد منه بالقليل من العقاقير البسيطة، وبعض الأنماط الغذائية الصحية.
كيف يحدث الهضم داخل المعدة
تفرز المعدة عصارة أو سائل يتكون من مزيج من المواد الكاوي، وعلى رأس هذه المواد يأتي حمض الهيدروكلوريك، بالإضافة إلى ذلك، تشتمل عصارة المعدة أو سائل المعدة على مجموعة من الأنزيمات والمواد الكيميائية، والتي تساعد بدورها في عملية هضم الطعام داخل المعدة، ونظراً لحدة وحرقة ذلك السائل، فهناك غلاف مخاطي يبطّن المعدة من الداخل، ليحمي جدرانها من أن يتلفها السائل الكيماوي ذي الخواص الحمضية الكاوية، لكن في بعض الأحيان، قد يتسلل ذلك السائل الحمضي الكاوي من المعدة إلى المريء، وهنا يحدث حرقان في المريء وتحدث الحموضة، إذاً فحموضة المعدة تحصل عندما تتسلّل عصارة المعدة أو سائل المعدة الحمضي الكاوي إلى المريء، فعند وصول ذلك السائل إلى المريء تحدث الحموضة، خصوصاً وأن المريء من الداخل غير مغلف بمادة عازلة، على غرار تلك المادة المخاطية العازلة، التي تغلف المعدة من الداخل في حالات أخرى، قد تحدث حموضة المعدة نتيجة ضعف العضلة العاصرة في المعدة، فبسبب ضعف تلك العضلة وعجزها عن العمل بجودة وكفاءة تتسلل العصارة المعدية أو السائل المعدي إلى المريء، فيحدث الحرقان وتنشأ الحموضة، وعند وقوع الحموضة في المريء والمعدة يشعر الإنسان بحرقة تجتاح صدره، ويشعر كأنّها تنطلق من مكان في الصدر، وتتحرك في اتجاهات متعددة، لذلك، فهي غالباً تتنقل ولا تستقر في مكان واحد، وهناك من يسمونها حرقة الصدر أو حرقة الفؤاد، لدرجة أن الكثيرين من المصابين بالحموضة تصيبهم الوساوس والظنون بأنهم مصابون بأمراض القلب؛ وذلك نظراً لوقوع حرقة الصدر أو حرقة الحموضة على مقربة شديدة من القلب، والحق يقال، إن أمراض واضطرابات المعدة بأسرها، وليست الحموضة وحدها، تعطي المصابين بها شعوراً وإحساس بأنهم مصابون بمشاكل واضطرابات في القلب، وليس في المعدة، وهذا بسبب التداخل المعقد والجوار اللصيق بين القلب والمعدة.
أسباب حدوث الحموضة
هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تؤدّي إلى حدوث حموضة المعدة، مثل: تناول وجبات الطعام بسرعة وبدون مضغ جيد، وتناول الطعام الدسم الذي يحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون والزيوت، أيضاً تناول الطعام كثير المكوّنات الحارّة، والتوابل، والبهارات، والبصل، والثوم، يسبب تهيج في المعدة، ويؤدّي إلى نشوء الحموضة والحرقان، كما أن الأطعمة المقلية تحفز الحموضة؛ وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون والزيوت، أيضاً تناول الطماطم والشكولاتة يسببّان فوضى في المعدة، ويحفّزان الحموضة، وشرب المشروبات المنبهة، مثل: الشاي، والقهوة، والمشروبات الغازية، يؤدي إلى تهييج المعدة وحدوث الحموضة، أيضاً لا ينصح المصابين بحموضة المعدة المزمنة بأن يتناولوا الأكلات الساخنة جداً أو الباردة جداً؛ لما لذلك من دور مساعد في نشوء الحموضة والحرقان.
علاج الحموضة في المعدة
شرب الماء بعد كل وجبة
هو أمر ضروري من أجل تلطيف هيجان الحمض داخل المعدة، والاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة هو فعل سيء؛ لأنه يساعد على خروج الحمض من المعدة ووصوله إلى المريء، لذلك، ينصح بعد تناول الطعام بالوقوف أو المشي أو الجلوس، كما أنّ النوم بعد تناول الطعام مباشرة هو فعل في غاية السوء والخطورة، فالنوم يساعد الحمض على الخروج من المعدة والوصول إلى المريء، لذلك، ينصح الإنسان بعدم النوم قبل مضي ساعتين أو ثلاث ساعات من بعد آخر وجبة طعام تناولها بعد تناول الطعام مباشرة، وينصح بعدم بذل جهد عضلي كبير، مثل: حمل أوزان ثقيلة، أو ممارسة الألعاب الرياضية، فمن شأن ذلك أن يزيد الضغط على المعدة لتخرج منها العصارة الحمضية، وتذهب إلى المريء، فتحدث الحموضة.
الإقلاع عن التدخين
هو أمر ضروري عند المدخنين الذين يعانون من حموضة وحرقان المعدة، فالتدخين يحفّز الحموضة، ويوقف إفراز اللعاب الذي من شأنه ترطيب المريء، والتصدّي لحرقة الحمض الذي في المعدة، أيضاً تجنب الانفعالات والحفاظ على الهدوء من شأنه أن يساعدك في مكافحة الحموضة، فالعصبية والتوتّر والحالات النفسية السيئة من شأنها أن تسبب الحموضة والحرقان، وعند النوم ينصح الشخص المصاب بالحموضة المزمنة بأن يضع رأسه فوق مخدّة مرتفعة بعض الشيء؛ كي لا ترتد الحموضة من معدته وهو نائم، وتصل إلى المريء، فتحدث عنده الحموضة
الإقلاع عن تناول المشروبات المنبهة
مثل القهوة، كذلك الإقلاع عن تعاطي المشروبات الكحولية، والترشيد من استهلاك الطماطم والبصل والشيكولاتة، والتقليل من استهلاك الأطعمة الحامضة، كالليمون، والكيوي، والأناناس، والابتعاد عن الأكلات المملحة، كالسمك المملح، والابتعاد عن الخل والخردل والمخلل، يجب عليك أن تشرب يومياً من سبعة إلى عشرة أكواب من الماء، فالماء يريح الجهاز الهضمي، وييسر عمله ونشاطه، وهو أفضل علاج للحموضة والحرقان، فاحرص أيضاً على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، كونها تهضم بسرعة، على عكس البروتين والدهون.
احرص على تناول زيت الزيتون
احرص يومياً على تناول زيت الزيتون والزج به في وجباتك، فزيت الزيتون مهدئ للحموضة، ويحافظ على سلامة المعدة، ويقوي المادة التي تبطّنها من الداخل، بالإضافة إلى زيت الزيتون هناك وصفات علاجية بإمكانك الاعتماد عليها وصنعها بنفسك من خلال مكونات مطبخك، مثل: عصير البطاطا النية، فعصير البطاطا يقضي على الحموضة، ويهدئ المعدة هو الآخر، فاحرص على تناول اللوز الأخضر، فحبات اللوز الأخضر تحتوي على نوع من البروتين يغلف المعدة ويقوّيها من الداخل، فيحصنها ضد التآكل وفتك الحموضة، أيضاً احرص على تناول كافة أنواع الألبان ومشتقاتها، فهي تكافح حموضة المعدة، وتيسّر عملية الهضم ، داخل المعدة وخارجها أي في الأمعاء.
تجنب دائماً ارتداء الأحزمة الضيقة
فهي تزيد الضغط على المعدة، واحذر الإفراط في مزاولة التمارين الرياضية، فهي تزيد من الضغط على المعدة، وتسبب الحموضة تناول الايس كريم بنكهة الفانيلا أو الحليب، من شأنه أن يرطب المعدة من الداخل، ويقضي على الحموضة فيها، كذلك استعمال القرنفل ضروري ومفيد جداً، وهناك أنواع من الفواكه والخضار، عليك أن تحرص دائماً على تناولها، مثل: الخيار ، والبطيخ، والخس، والكمثرى، والجزر، والتفاح.