شرح حقوق الجار للأطفال
شرح حقوق الجار للأطفال
حثَّ الإسلام على الاهتمام بحقِّ الجار وقد بيّنت العديد من النصوص الشرعيّة من القرآن الكريم والسنة النبويّة بعض هذه الحقوق؛ وذلك لأن الشريعة الإسلامية تحرص على تماسك المجتمع وعلى عدم تشتته وجعله كأنه جسد واحد؛ فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما زال جبريلُ يوصيني بالجارِ حتى قلتُ ليورثنَّه).
إكرام الجار
إن من عظيم ما يتخلّق به المسلم هو إكرام الجار ؛ فإن احتاج إليك جارك واسيته، وإن طلب منك مالاً وكان عندك أعطيته، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ).
وقد عدّ هذا الحديث إن من أعلى مراتب الإيمان بالله واليوم الآخر هي إكرام الجار، وما هذا إلا لعظيم الأجر المترتب على هذا العمل،ومن صور هذا الإكرام أيضاً أن تعوده إذا مرض، وتفرح لفرحه وتهنئه، وإن مات له أحد فاتبع جنازته وواسيه بكل ما يحتاج، وأن تهديه مما تأكل، وغيرها من الصور الكثيرة.
البدء بالسلام
لا بُد وأن تلتقي مع جارك كثيراً؛ وذلك لقرب المنازل من بعضها فعلى المسلم أن يبدأه بالسلام، ولا تُطل معه في الحديث حتى لا تُزعجه، ولا تتبع عوراته، فإن السلام غالباً ما يكون هو السبب في تآلف القلوب فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).
تقديم النصيحة للجار وتعليمه أمور دينه
إنّ من أعظم حق الجار على جاره هو تعليمه شؤون دينه وتعليمه ما ينفعه من أمر آخرته، فليس من الإحسان أن تعلم أن جارك لا يُصلي وربما يقع في بعض المنكرات من غيبةٍ ونميمةٍ والوقوع في أعراض المسلمين ولا تنصحه.
بل يجب عليك تذكيره بعظم شأن الصلاة، وتوضيح له ما يقع به من منكرات، ومحاولة تقديم المساعدة على أن يكون ذلك بطريقة طيبة؛ لأن ذلك أدعى في قبول النصيحة، ولا يصح لك أن تهجره أو تحاربه لأنه وقع بهذا الذنب إلا إن تعدى أذاه، فعليك هجره بالمعروف بعد أن تقدم له النصيحة.
مقابلة الإساءة بالإحسان
وهذا الخصلة يتميز بها أصحاب القلوب الصادقة، وأصحاب الحكمة، فالشريعة تحثنا على الصبر والعفو و التغافل والتجاوزـ وهذا لا يقدر عليه كل أحد.
عدم إيذاء الجار
وطرق إيذاء الجار كثيرة منها ما يكون بالفعل ومنها ما يكون باللسان، فعلى المسلم أن يتقي الله وأن يبتعد عن هذا الإيذاء لما ورد في الحديث من عقوبة للمرأة التي كانت تؤذي جيرانها بلسانها، فكان هذا الفعل سبباً في إحباط كل عملها -والعياذ بالله-، قال رسول الله: (قال رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن كَثرةِ صَلاتِها وصَدقَتِها وصيامِها، غيرَ أنَّها تُؤذي جيرانَها بِلِسانِها؟ قال: هيَ في النَّارِ).