كيف تصلى صلاة الشفع والوتر
كيفية صلاة الشفع والوتر
صلاة الشفع والوتر هي الصلاة التي تؤدى من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر، ويؤديها المسلم تقربًا من الله وحبًا له، ويستحب أن يتم تأخيرها إلى آخر الليل لتحصيل أجر وثواب القيام، لكن في حال تعذر الاستيقاظ لأدائها ليلًا فتصلى قبل النوم. وتؤدى صلاة الشفع والوتر بأكثر من وجه على النحو الآتي:
- أن تؤدى صلاة الشفع والوتر ركعة واحدة، وهذا أقل الوتر، حيث قال -عليه السلام-: (الْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِن آخِرِ اللَّيْلِ).
- أن تؤدى صلاة الشفع والوتر ثلاث ركعات بتسليمين، أو ثلاث ركعات بتسليمة واحدة بلا جلوس في الركعة الثانية؛ منعًا من التشبه بصلاة فريضة المغرب.
- أن تؤدى صلاة الشفع والوتر خمس أو سبع ركعات لا يجلس إلا في آخرها.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما يهم لأداء صلاة الوتر يقرأ في الركعة الأولى سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون، وفي الأخيرة الإخلاص، حيث ورد عنه (كانَ يوترُ بـ: سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى، وقل يا أيُّها الْكافرون، وقل هوَ اللَّهُ أحدٌ). والتزام القراءة بهذه السور في صلاة الوتر يعد من السنة، ويستحب الإتيان بغيرها.
القنوت في صلاة الشفع والوتر
القنوت هي كلمة مشتقة من المصدر قنت، ويقصد بها لزوم الطاعة والخضوع، وهي في الصلاة الدعاء. والقنوت في صلاة الوتر له عدة أركان؛ أولها القانت وهو الذي يتلو الدعاء في حال صلى منفردًا أو أم بالناس، ومن كان مأمومًا يكون عليه التأمين فهو بمثابة الدعاء.
والركن الثاني هو الوتر؛ حيث أن القنوت يكون بالوتر في القيام قبل السجود الأخير، والركن الثالث يكون الدعاء ذاته وألفاظه التي يدعون بها المصلين.
وألفاظ القنوت في الوتر عديدة، بعضها ورد من السنة وأخرى من السلف وبعضها في ختمة القرآن الكريم، ومن أبرز أدعية القنوت من السنة ما ورد عنه -عليه السلام- أنه قال: (اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديتَ وعافِني فيمن عافيتَ وتولَّني فيمن تولَّيتَ وبارِك لي فيما أعطيتَ وقني شرَّ ما قضيتَ فإنَّكَ تقضي ولا يُقضى عليكَ وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ).
فضل صلاة الشّفع والوتر
تعد صلاة الشفع والوتر من السنن التي اهتم الرسول الكريم بأدائها اهتمامًا كبيرًا، وحافظ على تأديتها مسافرًا كان أم حاضراً، وكان الرسول يوصي صحابته الكرام بألا يناموا إلى أن يوتروا ومنهم أبو هريرة حيث ورد حديث عن رسول الله أنه قال: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ. وَزادَ هَمَّامٌ، عن أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّه وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ).
وتظهر أهمّية صلاتي الشّفع والوتر في القرآن، فقد ذكرها في محكم آياته قال الله تعالى: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ).
وتعد صلاة الوتر من السنن التي بيّن الله -عز وجل- منزلة من يؤديها وكيف أن بالتزامها يتحقق حب الله تعالى وقربه وينال المسلم الأجر والمنزلة العظيمة.
حيث قال -عليه السلام-: (أنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ).