كيف تخفض ضغط الدم بسرعة
كيفية خفض ضغط الدم بسرعة
قد يؤثر خفض ضغط الدم بسرعة كبيرة في تدفق الدم الواصل إلى الدماغ، مما يسبّب ظهور العديد من الآثار الجانبية، لذلك يُشار إلى أهمية امتناع المُصاب عن محاولة خفض ضغط دمه بنفسه ولو توفرت الأدوية الفعالة لذلك، إذ يحتاج المُصاب بارتفاع ضغط الدم الإسعافي (بالإنجليزيّة: Hypertensive emergency) إلى مجموعة من الأدوية الفعالة التي تعمل بسرعة وتُعطى عن طريق الوريد، لذلك لا بدّ من طلب العناية الطبية الطارئة باعتبارها بيئة مُنظّمة من شأنها تحقيق الأهداف الآتية:
- خفض ضغط الدم المرتفع بطريقة آمنة.
- حماية الأعضاء وضمان قيامها بوظائفها.
- تخفيف الأعراض التي يُعاني منها المُصاب.
- تقليل المُضاعفات المُحتملة.
- تحسين النتائج السريرية.
الحالات غير الطارئة
بداية لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ خفض ضغط الدك حتى في الحالات غير الطارئة يتطلب التزام المصاب بتعليمات الطبيب بعناية، والتي غالبًا ما تشمل إجراء تغيير في نمط الحياة إلى جانب أخذ بعض أنواع الادوية، وفيما يأتي بيان لذلك:
- تغيير بعض أنماط الحياة: يُساهم اتّباع نمط الحياة الصحي، وإجراء بعض التغييرات على أسلوب الحياة في علاج ارتفاع ضغط الدم، وتعزيز فعالية الأدوية المُستخدمة في العلاج، ونذكر من هذه التغييرات ما يأتي:
- تقليل الوزن ، والحفاظ على وزن صحيّ، إذ يُسهم تقليل الوزن بمقدار كيلو غرام واحد بتقليل ضغط الدم بما يقارب 1 ملم زئبقيّ.
- الإقلاع عن التدخين.
- اتّباع نظام غذائي صحّي، ويُنصح بالالتزام بما يُعرف بحمية داش أو حمية فرط ضغط الدم (بالإنجليزية: Dietary Approaches to Stop Hypertension) واختصاراً DASH Diet، والتي تتمثل بالتركيز على الإكثار من تناول الفواكه، والخضروات، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، مع الحرص على تقليل كميات الدهون الإجماليّة والدهون المشبعة.
- تقليل كمية الصوديوم المُضافة إلى النّظام الغذائي، بحيث لا تتجاوز كميّته 1500 مليغرام في اليوم الواحد لمرضى ضغط الدم المرتفع.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، كالمشي السريع لمدّة نصف ساعة على الأقل يومياً، بحيث يتمّ تكرار ذلك لعدّة أيام في الأسبوع الواحد.
- التوقّف عن شرب الكحول.
- السيطرة على التوتر؛ إذ يُساعد التحكم في التوتر وتعلم طرق السيطرة عليه على التحكم بضغط الدم، إذ يعد التأمل والوغا من التقنيات المستخدمة في التخفيف من التوتر.
- العلاج بالأدوية: قد يصِف الطبيب دواء أو أكثر لعلاج ضغط الدم المرتفع، وفيما يأتي بيان لأبرز العلاجات التي قد يتمّ وصفها في هذه الحالة:
- مدارات البول: تُعدّ مدرات البول الخيار الأول الذي يتمّ تجربته لعلاج ارتفاع ضغط الدم، إذ تُساعد هذه الأدوية الكليتين على التخلص من الماء والصوديوم الموجودين في الجسم، ويُشار إلى وجود فئات مختلفةٍ منها، ويُعتبر كلّ من الهيدروكلورثيازيد (بالإنجليزيّة: Hydrochlorothiazide) والكلورتاليدون (بالإنجليزيّة: Chlorthalidone) أكثرها استخدامًا.
- مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin-converting enzyme inhibitors): تُعد هذه الأدوية الخط الأولي للعلاج في بعض الحالات، مثل حالات الإصابة بمرض السكري ، إذ تُساعد على إرخاء الأوعية الدموية عن طريق منع تكوين المواد الكيميائية الطبيعية المسؤولة عن تضيّق الأوعية الدموية، ومن الأمثلة عليها: ليزينوبريل (بالإنجليزية: Lisinopril)، أو بينازيبريل (بالإنجليزية: Benazepril)، أو كابتوبريل (بالإنجليزية: Captopril).
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين II (بالإنجليزية: Angiotensin II receptor blockers): تساعد هذه الأدوية على إرخاء الأوعية الدموية عن طريق تثبيط عمل المواد الكيميائية المسؤولة عن تضيّق الأوعية طبيعيًا دون التأثير في تكوينها، ومن الأمثلة عليها: كانديسارتان (بالإنجليزية: Candesartan) و لوسارتان (بالإنجليزية: Losartan).
- حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers): تُعد هذه الأدوية خط أول للعلاج لدى المصابين من أصول أفريقية وكبار السن، فهي تُساعد على إرخاء عضلات الأوعية الدموية، ويُساعد بعضها على خفض معدّل نبض القلب ، ومن الأمثلة عليها: أميلوديبين (بالإنجليزية: Amlodipine)، أو ديلتيازيم (بالإنجليزية: Diltiazem).
- حاصرات مستقبلات البيتا (بالإنجليزية: Beta-blockers): توسّع حاصرات بيتا الأوعية الدموية وتساعد القلب على أن يعمل بقوة أقل وبشكلٍ أبطأ، ممّا يقلل عبء العمل الواقع على القلب، ومن الأمثلة عليها: الأتينولول (بالإنجليزية: Atenolol)، أو أسيبوتولول (بالإنجليزية: Acebutolol).
- حاصرات مستقبلات الألفا (بالإنجليزية: Alpha-blockers): تقلل هذه الأدوية الإشارات العصبية إلى الأوعية الدموية، فيقلّ تأثير المواد الكيميائية الطبيعية المسؤولة عن تضييقها، ومن الأمثلة على هذه الأدوية: دوكسازوسين (بالإنجليزيّة: Doxazosin) وبرازوسين (بالإنجليزيّة: Prazosin).
- مُحفّزات مستقبلات الألفا (بالإنجليزية: Alpha Agonists): تؤثّر هذه الأدوية في الدماغ، فتمنعه من إرسال الأوامر المتعلقة بزيادة نبضات القلب وتضيّق الأوعية الدموية إلى الجهاز العصبي، ومن الأمثلة عليها: كلونيدين (بالإنجليزية: Clonidine) ومثيل دوبا (بالإنجليزية: Methyldopa)، وغوانفاسين (بالإنجليزيّة: Guanfacine).
- حاصرات ألفا وبيتا: تخفض هذه الأدوية معدل نبض القلب إضافةً إلى أنّها تحجب الإشارات العصبية الواصلة للأوعية الدموية، ممّا يقلل من كمية الدم التي يجب ضخّها عبر الأوعية، ومن أمثلتها كارفيديلول (بالإنجليزية: Carvedilol).
- مثبطات الرينين (بالإنجليزية: Renin inhibitors): إذ تبطئ هذه الأدوية من إنتاج الكليتين لإنزيم الرينين المسؤول عن بدء سلسلة من الخطوات الكيميائية التي تزيد نهايةً من ضغط الدم، ومن أمثلتها دواء أليسكيرين (بالإنجليزيّة: Aliskiren).
الحالات الطارئة
تتضمن نوبة فرط ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertensive crisis) فئتين رئيسيّتين؛ ألا وهما فرط ضغط الدم الإسعافي (بالإنجليزية: Hypertensive emergency)، وارتفاع ضغط الدم العاجل (بالإنجليزية: Hypertensive urgency)، ويتمثل ارتفاع ضغط الدم العاجل ببلوغ قراءة ضغط الدم 180/110 مليمتر زئبقي أو أكثر دون تعرّض الأعضاء المُستهدفة إلى أيّ ضرر، وفي سياق هذا الحديث نُشير إلى أنّ الأعضاء المُستهدفة تُمثل القلب، والرئة، والمخ ، والكلى، أمّا ارتفاع ضغط الدم الإسعافي فيتمثل بتجاوز قراءة ضغط الدم الانقباضي 190 مليمتر زئبقي أو الضغط الانبساطي 120 مليمتر زئبقي، إضافة إلى حدوث تلف في الأعضاء المستهدفة.
بشكلٍ عام يهدف العلاج إلى تقليل ضغط الدم بنسبة 15-25% في الساعة الأولى، مع الحرص على ألّا تتجاوز النسبة 25% تجنّباً لحدوث تلف الأعضاء أو الآثار الجانبية الأخرى، وفيما يتعلّق بعلاج أزمة فرط ضغط الدم فيتمّ في داخل المستشفى أو وحدة العناية المُركّزة، ويتمثل بإعطاء المريض دواء نيكارديبين (بالإنجليزية: Nicardipine) عن طريق الوريد ، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجرعة يتمّ ضبطها تبعاً لحاجة المريض، بعد ذلك يتمّ إخضاع المريض للمراقبة المستمرة وبناءً على استجابته، يتمّ تقليل الجرعة بشكلٍ تدريجيّ؛ إذ يعتمد ذلك على مدى تحمّل المريض، وتجدر الإشارة إلى أنّه عند انخفاض ضغط الدم ليبلغ 140/85 مليمتر زئبقي يتمّ تحويل المريض إلى دواء النيفيديبين (بالإنجليزية: Nifedipine) الذي يؤخذ عن طريق الفم.
قبل خروج المريض من المستشفى قد يتمّ إجراء بعض التعديلات على نظام العلاج الخاصّ به بما يتناسب مع حالته، كما يُوجّه الكادر الطّبي الإرشادات للمريض؛ خاصّة تلك المُتعلّقة بأهمية تناول الدواء وِفقاً لتعليمات الطبيب، إضافة إلى الإرشادات المُتعلّقة بالطُرق غير الدوائية، والتي تُساهم في ضبط ضغط الدم لدى الشخص؛ كالتّعديل المُناسب على النّظام الغذائي، وتقليل الوزن، والإقلاع عن التدخين ، ويجدر بالمريض الالتزام بزيارة عيادة الطبيب بشكلٍ دوريّ للتأكد من استقرار حالته.
مراحل ارتفاع ضغط الدم
يُقاس ضغط الدم بالمليمتر زئبقي، إنّ ضغط الإنسان الطبيعي لا يتجاوز 120/80، ويمكن بيان مراحل ارتفاع ضغط الدم كما يأتي:
- مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم فهي تتمثل بتراوح قيمة الضغط الانقباضي بين 120-129 والضغط الانبساطي أقل من 80 ملم زئبقي.
- المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم تتمثل بتراوح قيمة الضغط الانقباضي بين 130-139 أو الضغط الانبساطي بين 80-89 ملم زئبقي.
- المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم تتمثل ببلوغ الضغط الانقباضي 140 أو أكثر، أو الضغط الانبساطي 90 أو أكثر.