كيف تتنفس الفقمة؟
'كيف تتنفس الفقمة؟'
تقضي الفقمة معظم وقتها داخل الماء، ولكنها لا تتمكن من التنفس تحت الماء كما تفعل الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية، وبالرغم من أنّها قادرة على حبس أنفاسها لفترة طويلة أثناء الغوص داخل الماء، إلا أنها تضطر في النهاية للخروج إلى السطح لتتنفس الهواء الجوي بواسطة الرئتين مثلها في ذلك مثل جميع الثدييات البحرية .
يدخل الهواء الجوي من أنف وفم الفقمة عبر أنابيب -القصبات والقصيبات الهوائية- تصل إلى الرئتين حيث توجد الحويصلات الهوائية، وهناك يحدث تبادل الغازات بين الحويصلات الهوائية والدم، فينتقل الأكسجين من الحويصلات إلى الدم الذي ينقله بدوره إلى كل جزء من أجزاء الجسم، ويحمل ثاني أكسيد الكربون بدلاً عنه، ثم ينقله إلى الرئتين، ليخرج بعد ذلك خارج الجسم.
'تكيف رئتي الفقمة للغوص في الماء'
تكيفت رئتا الفقمة مثلها في ذلك مثل جميع زعنفيات الأقدام (بالإنجليزيّة: Pinnipeds) للعيش داخل الماء، وفيما يأتي سنوضح ذلك:
- تكون الممرات الهوائية في الرئتين مدعومة بشكل جيد بعضلات ملساء وغضاريف.
- تتمكن الرئتان من التوسع والتضخم أثناء غوص الفقمة في الماء؛ بفضل وجود منشطات للسطح الرئوي (بالإنجليزيّة: Pulmonary surfactant) التي تمنع التصاق الرئتين، وتعيد فتح الحويصات الهوائية التي تنهار بعد فترة طويلة من الغوص.
- تتمكن رئتاها من استبدال 90% من كمية الأكسجين في الجسم في كل نفس مقابل 20% فقط لدى البشر، مما يعني أنّ الرئتين لديها تعملان بكفاءة عالية.
'عوامل تساعد الفقمة على الغوص لفترة طويلة'
يُمكن لبعض أنواع الفقمة الغوص في الماء وحبس أنفاسها لمدة ساعتين دون أن تضطر للخروج للسطح للتنفس،ويعود الفضل في ذلك لعدة عوامل نذكر منها ما يأتي:
- القدرة على إبطاء معدل ضربات القلب
بالإضافة إلى تحويل تدفق الدم المحمل بالأكسجين من الأطراف إلى الأعضاء الأكثر أهمية مثل الدماغ، والقلب والعضلات.
- احتواء عضلات الفقمة على 10 أضعاف الميوغلوبين الموجود في عضلات البشر
مما يمكنها من الاحتفاظ بمخزون مرتفع من الأكسجين تعتمد عليه أثناء وجودها تحت الماء، علمًا أن الميوغلوبين هو نوع من البروتينات، والتي ترتبط بالأكسجين وتساعد على نقله.
- وجود بروتين الميوغلوبين في الدم
مما يساعد الفقمة على تحمل التركيز المرتفع لثاني أكسيد الكربون في دمها أثناء وجودها لفترة طويلة تحت الماء.
- احتواء دم الفقمة على خلايا دم حمراء كبيرة الحجم
يوجد بداخلها تركيز مرتفع من الهيموجلوبين الذي يرتبط بالأكسجين؛ أي أنّ الفقمة تتمكن من تخزين معظم الأكسجين المذاب في الماء الذي تحتاجه أثناء وجودها تحت الماء داخل دمها، وبهذا فإنها لا تضطر لملء رئتيها بالهواء قبل الغوص.
- قدرة عضلاتها على العمل لبعض الوقت حتى بعد انخفاض تركيز الأكسجين
لذا فهي تختلف عن ثدييات اليابسة التي تعمل عضلاتها فقط بوجود الأكسجين.
- قدرتها على إغلاق أنفها بشكل كامل أثناء الغوص
بالإضافة إلى قدرتها على تحريك اللسان للخلف لإغلاق الحلق عندما تفتح الفقمة فمها للإمساك بفريستها، مما يمنع دخول الماء إلى الرئتين.