لجأت الكثير من الدول التي لها ضفاف بحريّة إلى تحلية مياه البحر لاستخدامها في مجالاتٍ مختلفة مثل الشرب أو الزراعة أو الصناعة، وذلك بسبب قلة المياه في العالم. تحتاج عمليّة تحلية مياه البحر إلى الدقة والإمكانات من أجل الحصول على مياهٍ صالحةٍ وخاليةٍ من المواد الكيميائيّة والسموم التي قد تضرّ بالكائنات الحيّة، فكيف تقوم الدول بتحلية مياه البحر لديها.
كيفية تحلية مياه البحر
تمر عمليّة تحلية مياه البحر بعدّة مراحل للوصول إلى الشكل النهائي منها ويكون صالحاً للاستعمال، ومراحل التحلية تتم كالتالي:
المرحلة الأولى
ويتم في هذه المرحلة التخلّص من المواد الكبيرة العالقة بالمياه مثل الأتربة والحجارة وبعض الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا، ويتم ذلك من خلال مصافٍ كبيرة الحجم وإضافة بعض المواد الكيميائية إلى المياه.
المرحلة الثانية
ويتم في هذه المرحلة التخلّص من الأملاح التي تكون عالقةً مع مياه البحر، وهناك عدّة طرق، منها:
- التقطير: وهي عمليّة تعريض مياه البحر لدرجات حرارةٍ عاليةٍ جداً تصل إلى درجة الغليان، فتتبخّر المياه تاركةً وراءها الأملاح في أسفل وعاء التبخير، ومن ثم تتم عملية معالجة المياه المتبخرة حسب الحاجة منها. هناك عدة طرق متبعة للتقطير وهي:
- التقطير العادي: حيث يتمّ الاعتماد على رفع درجة حرارة المياه لوصولها لدرجة الغليان ومن ثمّ تجميع الأبخرة المتصاعدة وتكثيفها في مكثّفٍ للحصول على المياه الخالية من الأملاح.
- التقطير الومضي: ويعتمد على تعريض المياه لضغطٍ عالٍ ممّا يُقلّل من درجة غليانها.
- التقطير متعدد التأثير: ويتم في هذه الطريقة استغلال الأبخرة المتصاعدة من المبخّر الأول للتكاثف في المبخّر الثاني، ويتمّ استغلال الحرارة في هذا المكثف لتبخير مياه البحر ليتكثف في المبخر الثالث وهكذا.
- استخدام الطاقة الشمسيّة في التقطير: ويتم الاعتماد على طاقة الشمس لتبخير مياه البحر.
- اعتماد البخار المضغوط في التقطير: وتعتمد عمليّة التقطير هنا على الطاقة الخارجة من بخار المياه.
- استخدام طرق الأغشيثة في التحلية: وهنا يتمّ فصل المياه عن الأملاح باستخدام غشاءٍ خاصٍ ولا تحتاج هذه العملية إلى حرارة أو تسخين.
- استخدام طريقة البلورة أو التجميد في التحلية: تعتمد هذه الطريقة على خفض درجة حرارة مياه البحر لتجميدها وبالتالي التخلّص من الأملاح الذائبة فيها.
المرحلة الثالثة
وتتمّ في هذه المرحلة إضافة الأملاح وبعض المواد للمياه وذلك إذا كانت مخصّصةً للاستخدامات البشرية أو للزراعة، بينما إذا كان الهدف من المياه هو تشغيل المصانع أو في الصناعات الدوائية فلا تتمّ إضافة أي أملاح أو مواد كيمائية.