أضرار زيادة فيتامين د
أضرار زيادة فيتامين د
تُسبّب زيادة مستوى فيتامين د في الجسم حدوث سُمّية فيتامين د، والتي تسمى أيضاً بفَرط فيتامين د (بالإنجليزية: Hypervitaminosis D)، وهي حالة نادرة، ولكنَّها قد تكون خطيرة، والتي عادةً ما تنتج عن الجرعات العالية من مكملات فيتامين د ، وليس بسبب النظام الغذائي ، إذ حتّى الأطعمة المُدعّمة لا تحتوي على كميّاتٍ كبيرةٍ من هذا الفيتامين، كما أنّها لا تحدث بسبب التعرّض لأشعة الشمس، وذلك لأنّ الجسم يُنظّم كميّة فيتامين د الناتجة عن التعرّض للشمس، ومن الممكن أيضاً أن تُسبب بعض الأدوية الموصوفة زيادةً في مستوى فيتامين د في الدم، كالأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم ، مثل ثيازيد (بالإنجليزية: Thiazide diuretics)، وأدوية أمراض القلب، مثل الديجوكسين (بالإنجليزية: Digoxin)، بالإضافة إلى العلاج بالإستروجين ، وتناول مضادات الحموضة فترةً طويلة، واستخدام دواء أيزونيازيد (بالإنجليزية: Isoniazide)، المستخدم لمرض السل.
وتشمل سُمّية فيتامين د بعض الحالات الأيضية المختلفة، مثل: فَرط فيتامين د (بالإنجليزية: Hypervitaminosis D)، وفَرط كالسيوم الدَّم (بالإنجليزية: Hypercalcemia)، بالإضافة إلى كلٍّ من فَرط كالسيوم البول (بالإنجليزية: Hypercalcuria)، وفَرط فُوسفاتات الدَّم (بالإنجليزية: Hyperphosphatemia)، والتي على الرغم من أنَّها شائعة، إلّا أنَّها تُعدُّ من النتائج غير الثابتة لتسمم فيتامين د.
أعراض ومضاعفات زيادة فيتامين د
أعراض زيادة فيتامين د
يمكن أن يُسبب فرط مستويات فيتامين د في الجسم، زيادة مستويات الكالسيوم في الدم، مؤدياً بذلك إلى فرط كالسيوم الدم، وتشمل أعراضها مايأتي:
- الإعياء.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- العطش الشديد.
- زيادة الرغبة في التبول.
- الجفاف.
- الإمساك.
- الانفعالية، والعصبية.
- طنين في الأذن .
- الوهن العضلي.
- الغثيان والتقيؤ.
- الدوخة.
- الارتباك.
- ارتفاع ضغط الدم.
- اضطراب النظم القلبي.
مضاعفات زيادة فيتامين د
يُشار فيما يأتي إلى بعض الآثار الجانبية الأكثر خطورة المرتبطة بفرط فيتامين د:
- فرط كالسيوم الدم: وهو ارتفاع إجماليّ تركيز الكالسيوم في الدم، لما يزيد عن 10.4 مليغرامات لكل ديسيلتر، وتُعدُّ كلٌّ من سُميّة فيتامين د، والسرطان من الأسباب الرئيسية لفرط الكالسيوم، ومن الجدير بالذكر أنّ لهذه الحالة بعض الأعراض غير الشائعة، مثل: كثرة التبول، والعطش، والإعياء، وآلام العظام، والصداع، والغثيان والتقيؤ، والإمساك، وانخفاض الشهية، والنسيان، والخمول، والاكتئاب، وفقدان الذاكرة، والانفعالية، وألم العضلات، وتشنّجها، بالإضافة إلى الوهن العضلي.
- النوبات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب: يمكن أن يؤدي فرط كالسيوم الدم الحاد إلى الإغماء، والخفقان، ومؤشرات اضطراب النظم القلبي، الذي قد يكون مؤقتاً، أو مستمرّاً، وغيرها من مشاكل القلب المرتبطة بسميّة فيتامين د، مثل: ألم في الصدر، والإنهاك دون أسباب واضحة، وضغط الدم المرتفع، والألم عند ممارسة الرياضة، والدوخة.
- هشاشة العظام وآلامها: لفيتامين د دورٌ مهمٌ في امتصاص الكالسيوم، وعمليات الأيض للعظام، لذا فإنَّ الحصول على ما يكفي من هذا الفيتامين ضروري للحفاظ على عظام قوية، ولكن يُمكن أن تضر الكميات العالية من فيتامين د بصحة العظام، والتي تُعزى أسباب ارتفاعه في الغالب إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، وبالإضافة لذلك يشير بعض الباحثين إلى أنَّ الجرعات الكبيرة قد تؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين ك2 في الدم، والذي يُعدُّ مهماً للحفاظ على الكالسيوم في العظام، وخارج الدم.
- الجفاف: وهو حالة تنتج عن فقدان كمية كبيرة من السوائل من الجسم، إذ تكون السوائل المفقودة أكثر ممّا يتم تناوله، وبالتالي يكون الجسم غير قادر على العمل بشكل صحيح لعدم امتلاكه كمياتٍ كافيةً منها، ويمكن لمستويات الكالسيوم المرتفعة في الدم أن تؤثر في قدرة الكلية على تركيز البول، ممّا يؤدي إلى ما يُعرف بالبوال (بالإنجليزية: Polyuria)، المتمثّل بزيادة كمية البول المطروحة بشكلٍ كبير، وغير معتاد.
- وبيّنت إحدى النظريات أنَّ مستويات الكالسيوم العالية قد تقلل من تأثير الهرمونات المضادة لإدرار البول (بالإنجليزية: Antidiuretic hormones)، التي تُحفّز الكلى على الاحتفاظ بالماء، ولذلك فإنّ نقص هذه الهرمونات يؤدي إلى طرح كميّاتٍ كبيرةٍ من الماء، والكهارل عبر البول، لذا فإنَّ الأشخاص الذين يعانون من تسمم فيتامين د قد يتعرّضون للإصابة بالجفاف، وقد تظهر بعض الأعراض على الأشخاص المصابين بالجفاف الخفيف، والمتوسط، مثل: العطش، وجفاف الفم ولزوجته، وقلة التبول، وتلوّن البول بالأصفر الداكن، وجفاف الجلد وبرودته، والصداع، وتشنج العضلات .
- التهاب البنكرياس: يمكن أن يكون التهاب البنكرياس حادّاً ومفاجئاً، أو مزمناً ومستمرّاً، وتُسبب زيادة فيتامين د الإصابة بالنوع الحاد منه، وبحسب دراسةٍ نُشرت في مجلة Saudi Journal of Kidney Diseases and Transplantation عام 2017، وأجريت على مجموعة من الأشخاص ممّن استهلكوا لما يُقارب 6,000,000 وحدة دولية من فيتامين د خلال فترةٍ تتراوح بين شهر إلى 3 شهور، وُجِدَ أنَّ اثنين من أصل 19 شخصاً عانوا من التهاب البنكرياس الحادّ كمضاعفاتٍ لزيادة فيتامين د، وقد تظهر بعض الأعراض على الأشخاص المصابين بالتهاب البنكرياس الحادّ، مثل: الألم في الجزء المتوسط أو العلويّ من الجهة اليسرى من البطن، وقد يزداد هذا الألم بعد تناول الطعام، أو الاستلقاء على الظهر، بالإضافة إلى الغثيان، والحمّى، وتسارع ضربات القلب، والجفاف.
- تلف الرئة: يُمكن للبلوّرات المتكوّنة من ارتباط ارتفاع الكالسيوم، والفوسفات في الدم، أن تُضعف وظائف الرئتين ، عند تجمّعها في الأنسجة اللينة، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور بعض الأعراض، كالسعال، وصعوبة التنفس، وآلام في الصدر.
- مضاعفات أخرى لزيادة فيتامين د: يُمكن أن تحدث بعض المضاعفات الأخرى، والتي قد تشمل حصى الكلى (بالإنجليزية: Nephrolithiasis)، والكلاس الكلوي، وتكلُّس المفاصل، والأنسجة حول المفصل، بالإضافة إلى أمراض الكلى المزمنة.
أضرار زيادة فيتامين د عند الأطفال
تُعدّ زيادة فيتامين د عند الأطفال أمراً نادر الحدوث، إلّا أنّه قد يحدث نتيجة إعطائهم جرعاتٍ عاليةً من مكمّلاته، وينصح الخبراء بفحص مستويات فيتامين د في الدم بشكلٍ دوريٍّ عند الأطفال الذين يُعطون هذه المكمّلات لفتراتٍ طويلةٍ، مع الانتباه في حال ظهور أيٍّ من أعراض زيادة فيتامين د، كقلة الشهية، وفقدان الوزن، وآلام البطن، والإمساك، والتقيؤ، ويجدر الذكر أنّه ليست هناك دراساتٌ كافيةٌ تؤكد سلامة استخدام مكملات فيتامين د للأطفال على المدى الطويل، وما زالت هناك حاجةٌ لإجراء المزيد منها لمعرفة ذلك، وخصوصاً بالنسبة للأطفال الرُّضّع.
أضرار فيتامين د على الكلى
يُمكن أن يرتبط الكالسيوم الزائد في مجرى الدم بالفوسفات، مُشكّلاً بلّوراتٍ تُخزّن في أنسجة الجسم الليّنة، والتي يمكن أن تسبب تلفاً في الأنسجة، والأعضاء، وذلك اعتماداً على موقعها، وعددها، وحجمها، وعادةً ما تكون الكلى مُعرّضةً بشكلٍ خاصّ لرواسب الكالسيوم بسبب دورها في الترشيح، ولاحتوائها على العديد من الممرّات الصغيرة، وقد يؤدي ترسُّبها في أنسجة الكلى إلى الإصابة بالكلاس الكلوي (بالإنجليزية: Nephrocalcinosis)، وقد تتسبب الحالة الشديدة منها تلفاً دائماً للكلى، وفي النهاية يمكن أن تؤدي للفشل الكلوي ، ومن الأعراض التي تظهر على المصابين بالكلاس الكلوي: الغثيان، والتقيؤ، والحمّى، و القشعريرة، والآلام الشديدة في المعدة، أو في جوانب الظهر، أو منطقة الفخذ، بما في ذلك الخصيتين لدى الرجال، وفي مراجعة تضم عدداً من الدراسات، ونُشرت في مجلة Clinical endocrinology عام 2015، وُجِد أنَّ تناول كميّاتٍ هائلةً من فيتامين د تقارب 3,600,000 وحدة دوليّة، مدّةً تتراوح بين شهرٍ إلى 3 أشهر، يُسبب الإصابة ببعض الأعراض الجانبية، بما في ذلك تلف الكلى الحادّ، لذا يُنصح بالحذر عند تناول مُكمّلات فيتامين د للتقليل من خطر الإصابة بهذه الحالة.
أضرار فيتامين د على الحامل
إنّ زيادة فيتامين د في الجسم تُسبّب ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم والبول، أو ما يُعرف بفرط كالسيوم الدم (بالإنجليزية: Hypercalcemia)، وفرط كالسيوم البول (بالإنجليزية: Hypercalciuria)، وخلال فترة الحمل يزداد امتصاص الكالسيوم في الأمعاء الدقيقة عند الحامل، ولذلك فإنّ هناك قلقاً من أنّ أخذ الكالسيوم مع فيتامين قد يسبب فرط كالسيوم الدم بشكلٍ مؤقت، إلّا أنّ ذلك قد لا يكون ضارّاً وذلك لأنّ عظام الحامل تكون بحاجةٍ إلى الكالسيوم بشكلٍ كبير، ولم تُسجَّل أيّ مشاكل صحيّة نتيجة أخذ الكالسيوم مع فيتامين د.
علاج زيادة فيتامين د
يتضمّن علاج زيادة فيتامين إيقاف استهلاك هذا الفيتامين، والتقليل من استهلاك الكالسيوم، أمّا حالة فرط كالسيوم الدم الناتج عن سميّة فيتامين د، فيتمّ علاجها عن طريق ما يأتي:
- تجنُّب المصادر الخارجيّة لفيتامين د.
- التقليل من استهلاك الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم، والفوسفور .
- إعطاء المريض السوائل التي لا تحتوي على الكالسيوم عبر الوريد.
- إعطاء مدرات البول للمساعدة على طرح الكالسيوم.
- استخدام الهرمونات القشرية السكرية (بالإنجليزية: Glucocorticoids)، والكالسيتونين (بالإنجليزية: Calcitonin) وبيسفوسفونات لمعالجة التسمم بفيتامين د.
الحد الأقصى المسموح به من فيتامين د
يوضّح الجدول الآتي الحدّ الأعلى المسموح به من فيتامين د لمختلف الفئات العمرية:
الفئة العمرية | الحد الأعلى المسموح به (وحدة دولية) |
---|---|
الرضّع | 1000 إلى 1500 |
الأطفال من عمر سنة إلى 8 سنوات | 2500 إلى 3000 |
الأطفال من عمر 9 سنوات فما فوق والمراهقين والبالغين والحوامل والمرضعات | 4000 |
لمحة عامة حول فيتامين د
يُعدُّ فيتامين د (بالإنجليزية: Vitamin D) أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون، والذي يُعرف أيضاً بفيتامين أشعة الشمس، إذ يُصنّعه الجسم بشكلٍ طبيعيّ عند التعرُّض لأشعة الشمس، ويمكن أيضاً الحصول عليه من خلال بعض الأطعمة، والمكملات الغذائية للمحافظة على مستوياته في الدم،
فوائد فيتامين د
يُعدُّ فيتامين د من الفيتامينات المهمّة لصحّة الجسم، وتقوية العظام، والعضلات، ولذلك فإنّ نقصه قد يكون ضاراً للصحة، فقد يسبب ألماً في العضلات والعظام، وضعفها، وقد يؤدي هذا النقص إلى الإصابة بمرض الكساح (بالإنجليزية: Rickets) لدى الأطفال، وتليّن العظام لدى البالغين (بالإنجليزية: Osteomalacia).
لقراءة المزيد من المعلومات حول فوائد فيتامين د يمكن الرجوع لمقال فوائد وأضرار فيتامين د .