كيف تتعامل مع صديقك
كيفية التعامل مع الصديق
توجد عدّة طرق يمكن من خلالها التعامل مع الأصدقاء، ومنها ما يأتي:
التصرف كصديق إيجابي
يعتمد التصرف بإيجابية مع الصديق على عدّة أمور، ومنها ما يأتي:
- ما لا يمكن الرضا به للنفس لا يُرضى به للصديق: يُعامِل الشخص صديقه مثلما يُحب أن يُعامَل، بحيث يجعل الشخص نفسه ميزاناً بينه وبين غيره، ويُحسن لأصدقائه كما يحب أن يُحسنوا إليه، إذ لا يمكن للصديق أن يكون ملاكاً يمشي على الأرض، فقد يُخطئ أحياناً، أو قد يفعل شيئاً مُحرجاً، لذلك من المهم التّوقف والتّفكير بالكيفية التي يرغب الشّخص أن يُعامَل بها، عندما يُخطئ في حق أحدهم، أو بما سيشعر إذا سخر منه أحدهم عند تعرضه للإحراج.
- التعامل بلطف: يعرف بعض الأصدقاء مدى أهميّتهم لدى بعضهم البعض، ومع ذلك من الأفضل إخبارهم بصريح العبارة، بحيث يخبر الشخص صديقه بمقدار محبته، وتقديره له، بالإضافة إلى الإطراء عليه، فلا بأس من مدح الصديق ومجاملته وشكره باستمرار، حيث إنّ ذلك سيجعله سعيداً، والأخذ بعين الاعتبار الاطمئنان دائماً عليه، فقد يمر ذلك الصّديق بأوقات سيئة، ممّا يستدعي السّؤال عنه وعن أحواله، والوقوف إلى جانبه، ومحاولة مساندته قدر الإمكان، ورفع معنوياته، وتفهّم الظّروف التي يمر بها، ومقدار معاناته، والاهتمام بمشكلته، ويمكن سؤال الصديق عن حاجته إلى المساعدة في وقت الضيق، دون انتظار أن يطلبها بنفسه.
- الإخلاص للصديق: يصدق الصديق المخلص صديقه القول، ويوجهه إلى الصّواب، بحيث يسانده في الأوقات الحسنة والسيئة، ويستمع إليه عندما يحتاج للتكلّم، كما لا يستغيبه، حتّى وإن كان مُنزعجاً منه، فإنّ الثرثرة عليه من وراء ظهره لن تؤدي إلّا إلى جرح مشاعره، وإفساد علاقة الصداقة معه.
قضاء الوقت مع الصديق
يزدحم جدول الأعمال لدى أكثر النّاس، فلكلّ شخص ما يشغله في حياته، لكنّ عدم تخصيص وقت للتواصل مع الصديق يُؤدّي إلى فُقدانه، لذلك قد يتطلّب الحفاظ على علاقة الصداقة إلى البقاء على اتصال بشكلٍ دائم، بالرّغم من المجهود الكبير الذي سيبذله الصديقان في ذلك، حيث إنّ الصديق يستحق الوقت والمجهود، ويمكن الحفاظ على الاتصال المستمر معه، من خلال الاتصالات الهاتفية، أو الرسائل الإلكترونية، أو اللقاء به بشكلٍ شخصي، مثل: دعوته إلى المناسبات، والحفلات، ووجبات الطّعام، وشرب القهوة، والقيام بنشاطات ممتعة معاً، والأخذ بعين الاعتبار معاملته كشخص له مكانة مهمّة في قلب صديقه.
التواصل بفعالية
يمكن اتّباع عدّة طرق للتواصل بشكلٍ فعّال مع الصديق، ومنها ما يأتي:
- الإصغاء الجيد: يستمع الصديق إلى صديقه بشكلٍ فعّال من خلال التركيز على ما يقوله، وفهمه، ويمكن اللّجوء إلى لغة الجسد، لإظهار حسن الاستماع له، وذلك بالنّظر مباشرةً إلى عينيه، والجلوس مُقابله، بحيث يتجه الجسد نحوه، وجعل تعابير الوجه مماثلة لتعابير وجهه.
- حل الخلافات: يمكن حلّ الخلاف مع الصديق بطريقة فعّالة، وذلك من خلال التّحلي بالهدوء، والتّفكير مليّاً بالأحداث والأخطاء التي حصلت، ومراعاة عدم التحدث عن مشاعر الغضب والانزعاج على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إنّ الغضب سيزول في النّهاية، وبعد ذلك يمكن ترتيب لقاء مع الصديق بشكلٍ شخصي والتحدّث عن الأمر بهدوء، والبوح بما شعر الطّرفان به، مع مراعاة تفهّم موقف الصديق، ووجهة نظره.
نصائح للتعامل مع الصديق
توجد عدّة نصائح يمكن اتّباعها للتعامل بشكلٍ أفضل مع الصديق، ومنها ما يأتي:
- الحفاظ على الحدود الشّخصية في علاقة الصداقة، واحترامها، مثل مراعاة أوقات الاتصال، وعدم توقع الرد الفوري على الرّسائل، بالإضافة إلى عدم الشّكوى إليه بشكلٍ دائم ومستمر، فالفضفضة للأصدقاء أمر طبيعي، لكن دون مبالغة فيها، حيث إنّ لها تأثير سلبي على علاقة الصداقة على المدى البعيد.
- التواصل الواعي مع الصديق، من خلال منحه الانتباه الكامل، والتّفكير جيداً بالكلام قبل النّطق به، بحيث لا يجرح مشاعره، بالإضافة إلى الاستماع بعمق لحديثه، والامتناع عن عدّة أمور عند التعامل معه، مثل السّخرية منه، ومقاطعة حديثه، والإكثار من طرح الأسئلة عليه وكأنّه في جلسة استجواب، والاستماع بانتقائية له، والانشغال بأمور أخرى أثناء التواجد معه.
- التّعرف على الصديق أكثر من خلال حضور المناسبات الخاصة به، مثل: عيد ميلاده، أو حفل زفافه، بالإضافة إلى مقابلة الأشخاص المُقربين لديه في حياته، مثل: أفراد أسرته، وأصدقائه الآخرين.
- عدم التّعلق كثيراً بالصديق، ومنحه مساحة كافية، حيث إنّ لديه حياة خاصة به، ومسؤوليات تقع على عاتقه، فمن المستحيل أن يدور عالمه حول أصدقائه فقط.
- كسب ثقة الصديق وبناء علاقة حقيقية معه، من خلال مشاركته ومبادلته بعض الأمور الشخصية، مثل ما يحبه الشخص، وما لا يحبه، وطموحاته التي يرغب بتحقيقها في المستقبل، بالإضافة إلى الحفاظ على الوعود معه، وكتمان أسراره، وعدم البوح لأحد بأموره الخاصة.
- عدم مقارنة الشخص بين نفسه وصديقه الإيجابي، فذلك يُؤدّي إلى الشعور بالإحباط، أو البحث المستمر عن عيوب الصديق، أو الحكم السلبي عليه، فمن الأفضل الشعور بالقناعة والرضا عن النفس والحياة، والنّظر إلى الصفات الحسنة في الصديق، وتمني الخير والنجاح له.
- عدم انتقاد الصديق، أو لومه على الأخطاء، بحيث يعتقد الشخص بأنّه على صواب دائماً، وأنّ كلّ خطأ حصل بسبب صديقه.
- قضاء الوقت مع الصديق، أو الاتصال به للاستمتاع بصحبته، وليس عند الحاجة إلى شيء معين منه فقط.
- الاعتراف بالخطأ في حق الصديق عند الوقوع به، والاعتذار منه.
- مشاركة الصديق أفراحه وإظهار الشّعور بالفرح له، من خلال تعابير الوجه، بالإضافة إلى قولها بصريح العبارة له، مثل أن يقول إنّه سعيد لأجله.
أهمية الصداقة
يحتاج الإنسان للأصدقاء في جميع مراحل حياته، سواء أكان طفلاً، أو بالغاً، حيث إنّ للأصدقاء الحقيقيين أثر كبير على حياته الشخصية، فالتقرّب منهم يُساعد على التخفيف من التوتر والضغوط الحياتية، إضافةً إلى أنّ لديهم تأثير إيجابي على نضج الشّخصية، فبعض الأصدقاء قدوة حسنة يقتدي بها كلّ من يرافقهم، بالإضافة إلى ذلك يلعب الأصدقاء دوراً مهماً في تقديم المساندة والدعم في جميع الظّروف والأوقات، فعلاقة الصداقة الحقيقية تمنح الإنسان السّعادة خلال سنوات حياته، مهما تقدّم العمر به.