كيف تتعامل مع الحروق
الحروق ودرجاتها
تتمثّل الحروق (بالإنجليزية: Burns) بحدوث تلف شديد للجلد يتسبّب بموت الخلايا المتأثرة، ويُعدّ التعرّض للحروق أحد أكثر الإصابات المنزلية شيوعاً، وخاصة عند الأطفال، وغالباً ما يمتثل معظم الأشخاص للشفاء منها دون عواقب صحية وخيمة، ولكن يعتمد الشفاء على درجة الحرق ومسبّبه؛ إذ إنّ هناك ثلاثة أنواع أساسية للحروق يتمّ تصنيفها حسب شدة الأضرار التي أُلحقت بالجلد. ومن الجدير بالذكر أن درجة الحرق لا تعتمد على المسبّب؛ إذ قد يسبّب التعرّض للماء الساخن أو البخار مثلاً الحروق الثلاثة جميعها، ولكنها تعتمد على درجة حرارة السائل ومدة بقائه على اتصال مع الجلد. أما بالنسبة للحروق الكيميائية والكهربائية فإنها تستدعي العناية الطبية الفورية لاحتمالية تأثيرها في باطن الجسم، حتى وإن كان تلف الجلد طفيفاً.
وفي ما يلي توضيح لدرجات الحروق:
- حروق الدرجة الأولى: وتسمى هذه الحروق الحروق السطحية لأنها تؤثر في الطبقة الخارجية من الجلد، و تتضمن علامات الحروق من هذه الدرجة الاحمرار دون حدوث فقاعات (بالإنجليزية: Blisters)، والالتهاب الطفيف أو التورم، والألم، وجفاف الجلد وتقشّره عند شفائه، وعادة ما تشفى هذه الحروق في غضون 7 إلى 10 أيام دون ندوب أو آثار.
- حروق الدرجة الثانية: ويعتبر هذا النوع من الحروق أكثر خطورة لأن الضرر يمتد إلى ما وراء الطبقة العليا من الجلد، كما يتسبّب بظهور الفقاعات، واحمرار الجلد والتهابه، وتحتاج أغلب حروق هذه الدرجة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للشفاء، إلا أن بعضها قد يستغرق وقتاً أطول من ثلاثة أسابيع، وعادة ما يشفى الحرق دون ترك ندوب، ولكنه قد يتسبّب بتغيّر لون الجلد.
- حروق الدرجة الثالثة: تعتبر حروق هذه الدرجة الأشد حدة؛ حيث إنّها تُسبّب ضرراً بالغاً، وتمتد خلال كل طبقات الجلد، ويمكن أن تتضمّن أعراض الحروق من الدرجة الثالثة تغيّر لون الجلد ليصبح أبيضَ شمعيّاً، أو بنيّاً داكناً، أو حدوث تفحّم للجلد، ومما يميّز هذا النوع من الحروق عدم وجود فترة زمنية متوقعة للشفاء التلقائي والكامل لها، كما أنها قد تلتئم مع بقاء ندوب شديدة وانكماش للجلد إذا لم يتم اللجوء للتدخل الجراحي، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الحروق قد لا يتسبّب بالشعور بالألم وذلك نتيجة لتلف الأعصاب.
التعامل مع الحروق
يعتمد علاج الحروق على نوع ومدى الإصابة، ويتم عادة التعامل مع معظم الحروق البسيطة في المنزل باستخدام المنتجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أو باستخدام نبات الألوفيرا (بالإنجليزية: Aloe Vera) الذي يعتبر أحد أنواع الصبر ، أما الحروق الخطيرة؛ فقد تحتاج إلى الجراحة بعد تقديم الرعاية المناسبة والإسعافات الأولية. ويهدف العلاج عامة إلى السيطرة على الألم، وإزالة الأنسجة الميتة، ومنع حدوث العدوى، والحد من تشكّل الندوب . ولعلاج الحروق الطفيفة يمكن اتباع الخطوات التالية:
- تبريد مكان الإصابة بالحرق : وذلك بوضع المنطقة المتأثّرة تحت مياه الصنبور لمدة 10 إلى 15 دقيقة، أو إلى أن يخف الألم، ويمكن كذلك وضع منشفة نظيفة مبللة بالماء البارد. ويجب التنبيه إلى عدم استخدام الثلج؛ إذ إنّ وضع الثلج مباشرة على الحرق يمكن أن يتسبّب بزيادة الضرر الحاصل للأنسجة.
- إزالة الإكسسوارات كالخواتم والأساور، والملابس الضیقة عن مكان الحرق؛ إذ قد يكون من الصعب إزالتها في وقت لاحق لأن منطقة الحرق يمكن أن تنتفخ ويزداد حجمها، ويجدر التنبيه إلى عدم إزالة الملابس عند التصاقها بالحرق وإنما يتمّ قصّها بعناية حول المنطقة المتاثّرة.
- عدم فتح الفقاعات الصغيرة التي قد تتكون في منطقة الحرق ، والقيام بتنظيف المنطقة بلطف بالصابون والماء، ووضع مرهم يحتوي على مضاد حيوي في حال فتحها، وتغطيتها باستخدام ضمادة الشاش غير اللاصقة.
- تطبيق مرهم مرطب أو استخدام مستحضر الألوفيرا؛ وذلك للمساعدة على تهدئة المنطقة ومنع جفافها عند شفاء الحرق ، كما أن استخدام كريم الهيدروكورتيزون (بالإنجليزية: Hydrocortisone) بتركيز 0.5٪ يمكن أن يخفّف من التورّم الحاصل، مع ضرورة الانتباه إلى عدم استخدامه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين دون استشارة الطبيب.
- استخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج لوصفة طبية إذا لزم الأمر، كالآيبوبروفين (بالإنجليزية :Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية : Naproxen)، والأسيتامينوفين (بالإنجليزية : Acetaminophen).
- استخدام واقي الشمس ومرطب بانتظام مرة واحدة بعد أن تلتئم منطقة الحرق.
- الابتعاد عن التدخين ؛وذلك لأنه يبطئ الشفاء، حيث إنه يقلّل من وصول الدم ويؤخر إصلاح الأنسجة.
الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب
تجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- حروق الدرجة الأولى التي تغطي مساحة كبيرة من الجلد، أو إذا كان الحرق يؤثر في مفصل رئيسيّ كالركبة، أو الكاحل، أو القدم، أو العمود الفقري، أو الكتف، أو الكوع.
- الحروق التي تُصيب الوجه، والكفّين، والمنطقة الإربية (بالإنجليزية: Groin).
- الحروق الناجمة عن المواد الكيميائية أو الكهرباء.
- صعوبة التنفس، أو حروق مجرى الهواء.
- الحروق العميقة التي تؤثر في جميع طبقات الجلد وحتى الأنسجة الأخرى.
مضاعفات الحروق
قد تؤدي الحروق العميقة، أو الحروق واسعة الانتشار إلى مضاعفات عديدة، ومنها:
- العدوى: إذ يتسبّب الحرق بإضعاف الجلد، ويجعله أكثر عُرضة للإصابة بعدوى بكتيرية، ومن علامات العدوى زيادة شدة الألم، والاحمرار، وتورّم المنطقة، وخروج سائل لزج من مكان الإصابة.
- نقص حجم الدم: إذ قد تُحدث الحروق تلفاً في الأوعية الدموية فتتسبّب بفقدان السوائل؛ مما يؤدي إلى انخفاض حجم الدم (بالإنجليزية: Hypovolemia)، وقد يمنع النقص الحاد في السوائل والدم القلب من ضخ ما يكفي من الدم إلى الجسم.
- الندوب: يمكن أن تسبب الحروق الندوب أو الآثار.
- مشاكل العظام والمفاصل: يمكن أن تحدّ الحروق العميقة من حركة العظام والمفاصل؛ إذ إن تشكّل الندبة قد يتسبّب بتقصير وتقلّص الجلد، والعضلات، والأوتار.
- انخفاض درجة حرارة الجسم: إذ يساعد الجلد على التحكّم في درجة حرارة الجسم، وبإصابة جزء كبير منه تزيد احتمالية انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل خطير.
- مشاكل التنفس: قد يؤدي استنشاق الدخان أو البخار الساخن إلى إحراق الشعب الهوائية وبالتالي صعوبة التنفس.