كيف تتخلص من الرشح بسرعة
نصائح للتخلص من الرشح في المنزل
توجد مجموعة من النصائح التي تساعد المصاب بالرشح أو الزكام على تخفيف شعوره بالانزعاج وتعزيز شعوره بالراحة قدر المستطاع، وإنّ هذه النصائح سهلة التطبيق في المنزل، ويمكن بيانها فيما يأتي:
- الحرص على شرب كميات كبيرة من السوائل: وذلك في حال كان الشخص المصاب بالزكام يُعاني من ارتفاع في درجة الحرارة أو حُمّى؛ إذ تساعد السوائل في مثل هذه الحالات على تعويض السوائل التي قد تُفقد جرّاء الإصابة بارتفاع الحرارة، ولكن من جهة أخرى لا يوجد أي دليل علمي يُبين فعالية شرب السوائل بكمية تفوق الوضع الطبيعيّ في التعامل مع الزكام غير المصحوب بالحُمّى أو ارتفاع درجات الحرارة.
- تجنب شرب الكحول على الإطلاق: وكذلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين .
- أخذ القسط الكافي من الراحة: يُساعد أخذ القسط الوفير من الراحة بما في ذلك التغيب عن المدرسة أو العمل على الشفاء من الزكام، وذلك لأنّ الراحة تُعطي الجسم الفرصة للتعافي، فضلًا عن أنّ التغيب عن المدرسة أو العمل يقلل فرصة نقل العدوى إلى الآخرين، والجدير بالبيان أنّه يُوصى بشكل عام بأخذ إجازة في حال كان الشخص المعنيّ مصابًا بالحُمّى أو يُعاني من سعال شديد أو في حال تسببت الأدوية التي يأخذها بشعوره بالدوار أو الدوخة .
- عدم عودة الأطفال إلى المدرسة: (أو إلى دار رعاية الأطفال) إلا بعد مرور أربع وعشرين ساعة على اختفاء الحُمّى وعودة الحرارة إلى درجاتها الطبيعية.
- ضبط درجة حرارة الغرفة ورطوبتها: إذ يجدر المحافظة على درجة حرارة الغرفة التي يوجد فيها المصاب الزكام دافئة، وليس مرتفعة بشكل يفوق الحدّ الطبيعيّ، ويُنصح باستخدام جهاز الترطيب في حال كان الهواء الموجود في الغرفة جافًا، وذلك لأنّ ترطيب الهواء يساعد على تخفيف الاحتقان والحدّ من مشكلة السعال التي يُعاني منها الشخص المعنيّ، وفي سياق الحديث عن أجهزة الترطيب يُشار إلى أهمية الحرص على تنظيفها بحيث لا يُسمح للبكتيريا أو العفن بالنموّ فيها.
- محاولة استنشاق البخار بطريقة صحيحة: على الرغم من غياب الدليل العلمي القوي الذي يدعم فعالية استنشاق البخار في السيطرة على أعراض الزكام، إلا أنّ كثيرًا من المصابين أبدوا استجابة جيدة للغاية، وإنّ أفضل طريقة لاستنشاق البخار هي الجلوس في الحمّام بعد إغلاق الباب وفتح صنبور الماء الدافئ حتى يمتلئ الحمّام بالبخار المتصاعد، وفي سياق الحديث عن استنشاق البخار ننوه إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر لتجنب الإصابة بالحروق بأي من أشكالها، وخاصة إذا تعلق الأمر بالأطفال.
- تخفيف ألم الحلق: يمكن التخفيف من ألم الحلق الذي قد يُرافق مشكلة الزكام بشرب المشروبات الدافئة، كما يمكن التخفيف من ألم الحلق بالغرغرة بالماء والملح، ويمكن تحضير المحلول الملحي الخاص بالغرغرة عن طريق إضافة ربع إلى نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى كوب من الماء الدافئ، ثمّ المضمضة به دون بلعه، هذا ويُشار إلى أنّ مص أقراص الثلج، كما يمكن استخدام أقراص الحلق الخاصة بالحلق والتي تباع في الصيدليات أو بخاخات الحلق الطبية كذلك، ولكن مثل هذه المنتجات لا يصح استخدامها للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أعوام.
- استخدام قطرات الأنف الملحية: يُمكن استخدام قطرات الانف الملحية التي تُباع دون وصفة طبية للمساعدة على تخفيف الاحتقان والأعراض الأخرى التي قد يُعاني منها المصاب بالزكام، وحقيقة يمكن استخدام هذه القطرات حتى للأطفال، وأمّا بالنسبة للرضع فيمكن استخدام القطرات الملحية لهم كذلك بشرط الحرص على إجراء سحب أو شفط من الأنف بعد تطبيق القطرات الملحية في الأنف، وذلك باستخدام حقنة خاصة لهذا الغرض يتراوح طولها ما بين 6-12 ملم.
- استخدام الكريمات المرطبة: بداية يجدر الحرص على استخدام منديل ناعم عند العطاس أو عند تطبيقه على الانف عامة، وذلك لأنّ المنطقة هناك تكون متهيجة وقد تُسبب الشعور بالألم، هذا ويُنصح باستخدام كريم مرطب مناسب لحماية الجلد المحيط بالأنف. ومن المرطبات التي يُنصح باستخدامها الفازلين؛ إذ يساعد على تخفيف الجفاف والتهيج.
- تدليك الصدر: أو ما يُعرف بالتدليك البخاري (بالإنجليزية: Vapor rubs) تساعد هذه الطريقة الأطفال خصوصًا على التنفس بشكل أفضل، بحيث يتم تطبيقها على الصدر والظهر، وعلى الرغم من عدم شيوع تطبيق هذه الطريقة للبالغين؛ إلا أنّها فعالة لدى هذه الفئة من الناس أيضًا.
- الإقلاع عن التدخين: يجدر الإقلاع عن التدخين لما يُسببه من مشاكل صحية وخيمة على الصحة عامة، وكذلك فقد تبيّن أنّ التهابات الجهاز التنفسي العلوية وكذلك أمراض الرئة الخطيرة على اختلاف أنواعها تكون مدة الإصابة بها أطول لدى المُدخّنين عند مقارنتهم بالأشخاص الأصحّاء غير المُدخّنين.
التخلص من الرشح بالعلاجات الدوائية
إنّ أغلب حالات الزكام تُشفى وحدها دون الحاجة لعلاج كما أسلفنا، وذلك عادة ما يتم خلال أسبوع من بدء ظهور الأعراض، فبالرغم من توفر العديد من الأدوية الطبية التي تساعد على تخفيف أعراض الزكام إلا أنّها لا تُعالج العدوى ذاتها، ولأجل هذه الأسباب كلها فإنّ الأطباء بيّنوا أنّ استخدام الأدوية في حالات الزكام أمر اختياري وليس إجباريّ، فيعود القرار في ذلك على رغبة المريض وذويه، لا سيّما أنّ درجة الاستياء من المرض تختلف من مصاب لآخر، وفي سياق الحديث عن الادوية الخاصة بالزكام يُشار إلى أنّ استخدام الأدوية المضادة للفيروسات لا يُجدي نفعًا في حالات الزكام، فضلًا عن أنّ استخدام المضادات الحيوية غير صحيح، وذلك لأنّ الزكام عدوى فيروسية وليست بكتيرية، حتى وإن كان الزكام مصحوبًا بسعال مخاطيّ بغض النظر عن لونه، وعليه فإنّ استخدام المضادات الحيوية في حال العدوى الفيروسية لن يُجدي النفع المطلوب، وإنّما يُسبب الآثار الجانبية ويجعل العدوى المستقبلية التي قد يتعرض لها الفرد أشدّ وأطول أمدًا، وبالعودة للحديث عن الأدوية التي تخفف أعراض الزكام نُشير إلى أنّ بعض هذه الأدوية يُباع كمادة فعالة وحدها، في حين أنّ بعضها الآخر يُباع بدواء يحتوي على أكثر من مادة فعالة، وفيما ياتي نُلخّص أهم الأدوية التي قد تُجدي نفعًا في تخفيف أعراض الزكام.
الأدوية المسكنة للألم والخافضة للحرارة
قد يُعاني المصاب بالزكام من الصداع أو ألم في الحلق أو ارتفاع في درجات الحرارة، الأمر الذي يدفع البعض لأخذ الأدوية التي تُسكن الألم وتُخفّض الحرارة، ومن الأمثلة عليها: الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) المعروف بالأسيتامينوفين كذلك، ومن ميزات هذا الدواء عدم تسببه بالغثيان أو اضطراب المعدة كما هو الحال مع كثير من المُسكّنات الأخرى، ومع ذلك فإنّه يُوصى باستخدام الباراسيتامول لأقل فترة ممكنة من الزمن مع الحرص على اتباع التعليمات الخاصة المرفقة بالدواء لتجنب الآثار الجانبية التي قد تترتب على استخدامه، ومن الخيارات الأخرى التي قد يلجأ إليها البعض الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ إعطاء هذا الدواء لمن هو دون الثامنة عشر من العمر غير مسموح، وذلك لارتباط هذا الدواء بالإصابة بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye's syndrome)، وهذه المتلازمة تُسبب تلفًا في الدماغ وغالبًا ما تُصيب الأفراد الذين يتراوح أعمارهم ما بين الرابعة من العمر واثني عشر عامًا، ومن الجدير بالبيان أنّ الأسبرين يتبع للعائلة التي تُعرف بمجموعة مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Non-steroidal anti-inflammatory drugs)، ومن الأدوية الأخرى التي تتبع لهذه المجموعة ولا تُسبب متلازمة راي: الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، وفي سياق الحديث عن هذه الأدوية يُشار إلى أنّها لا تُعطى للرضع الذين يبلغون من العمر ستة أشهر أو أقل، وأمّا بالنسبة للأطفال بشكل عامّ فيُنصح بعدم أخذ الباراسيتامول والآيبوبروفين في الوقت ذاته، ومن الجيد أنّ مسكنات الألم وخافضات الحرارة تُخفف من الانزعاج العام الذي يشعر به المصاب بغض النظر عن عمره.
مضادات الاحتقان ومضادات الهيستامين
من الخيارات الدوائية الأخرى التي يمكن اللجوء إليها لتخفيف أعراض الزكام مضادات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants) ومضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamine)، فأمّا بالنسبة لمضادات الاحتقان فتساعد على التخفيف من الاحتقان في الأنف والجيوب الأنفية بشكل مؤقت، ومن مضادات الاحتقان ما يُعطى عن طريق الفم ومنها ما يُعطى عن طريق الاستتنشاق، والتي تُعطى عن طريق الاستنشاق أكثر فعالية في تخفيف الاحتقان والسيطرة على سيلان الأنف، ومن الأمثلة على هذه البخاخات ايبراتروبيوم (بالإنجليزية: Ipratropium)، ويُؤخذ بوصفة طبية فقط، وأمّا بالنسبة لمضادات الهيستامين فتساعد على التخفيف من حكة الأنف وسيلانه، ومن الأمثلة عليها: لوراتادين (بالإنجليزية: Loratadine) وسيتيريزين (بالإنجليزية: Cetirizine) وكلورفينامين (بالإنجليزية: Chlorphenamine)، وقد تبيّن أنّ إعطاء مضادات الاحتقان مع مضادات الهيستامين يُخفف الأعراض بشكل أفضل من إعطاء أي منهما على حدا، ومن الأمور التي يجب التنويه إليها عند الحديث عن مضادات الاحتقان كذلك أنّ استخدامها للبالغين يجب ألا يزيد عن خمسة أيام، تجنبًا للتأثير المرتدّ الذي يتمثل بعودة الاحتقان من جديد، ويجب التنويه إلى أنّ البالغين الذين يُعانون من ارتقاع ضغط الدم لا يصح أن يأخذوا مضادات الاحتقان، لأنّ هذه المضادات قد تُسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، ويجدر تجنب مضادات الهيستامين في حال الإصابة بالمياه الزرقاء على العين أو تضخم البروستاتا، لأنّ هذه المضادات قد تُسبب ارتفاعًا في ضغط العين، أو صعوبة في عملية التبول.
وأمّا بالنسبة لاستخدام مضادات الاحتقان ومضادات الهيستامين لمن هم دون السادسة من العمر؛ فلا توجد أدلة كافية على أنّها فعالة لهذه الفئة من الناس، فضلًا عن أنّها قد تُسبب آثارًا جانبية، وخاصة لدى الرضع، ومنها الهلوسة ، والتهيج، وعدم انتظام ضربات القلب،
أدوية السعال
توجد بعض الأدوية التي تساعد في السيطرة على السعال، ومنها المُقشّعات (بالإنجليزية: expectorants) ومنها كذلك مثبطات السعال (بالإنجليزية: Cough suppressants)، أمّا المقشعات فتُليّن المخاط الذي يثسبب السعال، أمّا المثبطات فتوقف السعال بشكل تام، وحقيقة لا يُوصى بالمثبطات عادة لأنّ السعال طريقة الجسم في التخلص من المخاط وغيره مما يُسببه الفيروس، ولكن يُلجأ إليها في حالات السعال الشديدة التي تُعيق قدرة الشخص على النوم أو تُسبب انزعاجًا شديدًا للغاية، وعلى أية حال فإنّ استخدام أدوية السعال لا يُجدي إلا نفعًا بسيطًا لدى أغلب المرضى، ويُسبب آثارًا جانبية إذا استُخدم بكثرة، وأمّا بالنسبة لاستخدام أدوية السعال للأطفال؛ فقد أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (بالإنجليزية: American Academy of Pediatrics) وإدارة الغذاء والدواء (بالإنجليزية: Food and Drug Administration) بعدم استخدامها لمن هم دون الرابعة من العمر، لأنّها قد تُسبب المشاكل لهم، وحتى للأكبر سنًا يجدر أخذ الحيطة والحذر والالتزام بالتعليمات المرفقة بالعبوة.