كيف تتحكم بساعات نومك في شهر رمضان؟
كيف تتحكم بساعات نومك في رمضان
تختلف على الإنسان في شهر رمضان -المبارك- الكثير من العادات، فيتغيّر عليه ترتيب بعض الأوقات؛ لاختلاف طبيعة الحياة في هذا الشهر الكريم عما سواه، ومن ذلك أن تختلف عليه مواعيد نومه، فيبدأ يعاني من انقلابها، بحيث يصبح نومه في النهار واستيقاظه متواصلا في الليل.
وهذا الانقلاب في مواعيد النوم يعد مشكلة حقيقية عند الكثيرين، فهو يؤدي إلى اضطراب عمل الساعة البيولوجية في الجسم، مما يكون له أثراً سيئا على جسم الإنسان، ولذلك فإن أفضل النوم الذي يستفيد منه الإنسان هو النوم في الليل؛ لموافقته لسنة الله -تعالى- في هذا الكون بأن جعل -سبحانه- الليل للسكن والراحة والنهار للسعي والعمل، قال -تعالى-: (هُوَ الَّذي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيلَ لِتَسكُنوا فيهِ وَالنَّهارَ مُبصِرًا).
ولما كان تنظيم وقت النوم مشكلة حقيقة في شهر رمضان المبارك عند أغلب الناس، وجدنا أن مما يعين على تخطي هذه المشكلة ما يأتي:
الالتزام بأوقات الاستيقاظ والنوم
الجسم يحتاج إلى النوم كطبيعة وكضرورة بشرية، لكن لا بد أن يكون له موعد ونظام من الساعة -مثلا- الحادية عشرة مساء -أو العاشرة- إلى قبل الفجر بنصف ساعة. ومن المعين لتخطي هذا الأمر أن يكون الإنسان منضبطا ومتحكما بوقته قدر المستطاع.
ولا يترك الوقت يمضي دون أن يتنبه له، بل عليه أن يلزم نفسه بأوقات معينة للنوم وأخرى للاستيقاظ، وأن يهيِّئ ما يعينه على الالتزام بهذه المواعيد، كأن يضبط المنبه على هذه الأوقات، مع استحضار رغبته الكاملة بالالتزام حتى ينجح في ذلك.
أخذ قيلولة خلال النهار
من المرهق مواصلة العمل في النهار خلال شهر رمضان -المبارك- دون أخذ قسطٍ من الراحة، وللاستعانة على ذلك فإنه من الجيد أخذ قيلولة لمدة قصيرة تعين الإنسان على أن يكمل ما تبقى من يومه بنشاط، لكن على ألا يؤثر ذلك على مدة نومه في الليل فيتوخى أن لا يطيل في قيلولته، والقيلولة من الأمور التي حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على فعلها عموما.
الابتعاد عن بعض الأطعمة قبل النوم
إنّ لنوع الطعام ووقت تناوله دوراً رئيسياً في التأثير على عملية النوم وجودتها، فبعضها قد يسبب الأرق ويزيد من المشكلة، مثل أن يتناول الإنسان قبل النوم ما يحتوي على الكافيين المنبه للدماغ، وكذلك الحال مع الأطعمة الغنية بالدهنيات التي تحتاج وقتا أطول للهضم في الجسم، والسكريات التي تزيد من انبعاث الطاقة، مما يقلل من حدوث الاسترخاء والنعاس، وبالتالي تأخير موعد النوم.
ترك النظر إلى الهواتف والشاشات لمدة قبل النوم
الاستمرار في النظر وتصفح الهواتف والمواقع الاجتماعية، والحرص على متابعة المسلسلات في شهر رمضان المبارك؛ هو مضيعة أكيدة للوقت الثمين فيه، عدا عن أنها من الأسباب المباشرة لعدم مقدرة الإنسان لضبط مواعيد نومه إن كانت في الليل؛ لأنها تسلب الوقت منه دون أن يشعر بذلك.
مما يجعله يستمر بالمتابعة إلى أوقات متأخرة قد تتعدى على وقت نومه، وبالتالي ستؤخّره عن موعد الاستيقاظ، ومن خطورتها أيضا أن ما تبثّه هذه الشاشات من أشعة تؤثر على جودة النوم عند الإنسان، لذا كان من الأفضل تركها وعدم النظر إليها قبل النوم بفترة كافية.
أهمية النوم
جعل الله -عز وجل- النوم من آياته في هذا الكون، قال -تبارك وتعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)، فمن آياته المنام بالليل والنهار، ولا يوجد أحدٌ من الكائنات لا ينام، إلا أن يكتب الله عز وجل عليه الأرق والمرض ليريه آية من آياته -سبحانه وتعالى-، وأنهم محتاجون إلى هذا النوم، ولو مرت على الإنسان أيام وليال لا ينام فقد يحدث فيه شيء فيجن في النهاية، ومنهم من يتعب ويموت إذا حُرم من هذا النوم الذي يحتاجه.