كيف تؤلف شعر
طريقة تأليف الشعر
الشعر؛ هو أحد أشكال الأدب، وهو كلام فصيح وموزون مقفى، كما أنّه موجود منذ القدم وحتى وقتنا الحالي، فكثير من الناس اتّخذ من الشعر وسيلةً للتعبير عن مشاعره المختلفة، فيُوجه هذه المشاعر إلى الناس بكلمات معبرة، تُؤثّر في قلوبهم، وقد تعدّدت موضوعات الشعر إلى شعر المديح والهجاء والرثاء والوطني وغيره، وعن طريقة تأليف الشعر فيما يأتي:
البحث عن الإلهام
إنّ الإلهام هو لحظة غامضة تُصيب الشاعر، فتخطر فكرة جديدة في ذهنه، فهي نوع من أنواع الحدس يصل فيها الشاعر إلى مرحلة الاستبصار والتي ينتج عنها الإبداع، فهي تعتمد على الخيال والتجربة والحالة النفسية لديه؛ لذلك يُفضل حمل دفتر ملاحظات صغير وقلم، لكتابة أيّة فكرة أو كلمة تخطر في بال المُؤلف أو يسمعها.
قراءة الشعر
تُشكل قراءة الشعر ثقافة واسعة عن الأشعار والبحور، لذلك من المهم أن يقرأ من يرغب بالتأليف شعرًا من كافة الأزمنة ولكل الشعراء، فهذا سيُمكّنه من تحديد أسلوب واضح واتّجاه معين في مسيرته الشعرية، فقلة الثقافة الشعرية من أكبر المشاكل التي تواجه طريق الشاعر، وهي أحد أسباب إخفاقه الذريع.
كما أنّ جمع معلومات كافية عن المدارس الأدبية وأسلوبها في الكتابة، يُمكّنه من تحديد المدرسة التي يود الانتساب إليها، أو الدمج بين أكثر من مدرسة؛ ليصل إلى مرحلة لابتكار والإبداع في كتابة الشعر.
معرفة البحور الشعرية وأوزانها
إنّ اطلاع المؤلف على علم العروض ومعرفة أوزان البحور الشعرية أحد أهم العوامل التي تُؤثر في جودة القصيدة، فالذي يُفرق بين الشعر والنثر هو الوزن، والشعر كلام موزون، وحظي الوزن الشعري باهتمام النقاد منذ القدم، فهو السمة الأبرز في القصيدة، فقال ابن رشيق القيرواني عن قيمة الوزن: "أعظم أركان حدّ الشعر، وأولاها به خصوصية".
في ضوء ما سبق، عدّ الكثير من الأدباء والنقاد البحور الشعرية وأوزانها جوهر الشعر، ولكن وحده لا يُنتج شعرًا، إنّما عملية كتابة الشعر تحتاج إلى وزن واختيار جيد للمعنى واللفظ في كل بيت، بالإضافة إلى موضوع القصيدة ووحدة البنية فيها.
تحديد موضوع القصيدة
إنّ تحديد الغرض من القصيدة بشكل دقيق مهم للغاية، فكلمات القصيدة الغزلية وأسلوبها يختلف عن قصيدة الرثاء، بالإضافة إلى أهمية مناسبتها مع الحدث الذي ستُلقى به والجمهور الذي سيسمعها، كما يجب وضع كل كلمة في مكانها المناسب، ويجب البحث عن كلمات متوازنة صوتًا مع البيت بشكل خاص والقصيدة بشكل عام، ويُنصح بعدم استخدام الكلمة بكثرة في نفس القصيدة، إذ يُفضل البحث عن مرادفاتها.
التدرب على قراءة القصيدة
إذا كان المؤلف يرغب بقراءة قصيدته وإلقائها، فعليه قراءتها بأسلوب خاص يُميزها عن غيرها، وأن يتحكم جيدًا بنبرات صوته بالشكل الذي يتناسب مع الكلمة، فأسلوب الإلقاء له كل القدرة في التأثير بالمستمعين، وممّا لا شكّ فيه أنّ لكل قصيدة إيقاعًا موسيقيًا خاصًا يجب مراعاته.