فاسكو دي جاما (مستكشف البرتغال)
نبذة عن فاسكو دي جاما
هو مستكشف وملّاح برتغالي ولد عام 1460م في سينس بألمانيا جنوب موسكو، وقد قام بالعديد من الرحلات البحريّة، حتى أنّه كان أول شخص يبحر مباشرة من أوروبا إلى الهند، ففي عام 1479م كلّفه الملك البرتغالي بإيجاد طريق بحري إلى الشرق، وقد أثبت نجاحه في ذلك، وقام بعد ذلك برحلتين إلى الهند، وفي عام 1524م عُيِّن نائبًا للملك البرتغالي في الهند، ومات هناك بسبب المرض في أواخر عام 1524م.
حياة فاسكو دي جاما
لقد كان فاسكو دي جاما الابن الثالث لإستيفاو دا جاما، وبالرغم من أنّ والده وجده كانا جنودًا، إلا أنّه كان مغرمًا بالإبحار فقد أحبّ البحر وكان يبحر بقوارب صيد صغيرة في سن مبكر من عمره، وحينها تعلّم كيفيّة الإبحار وأصبح معروفًا بكونه بحارًا خبيرًا عندما كان صبيًا، وبعد ذلك أصبَحَ نبيل إقليمي ثانوي وقائد قلعة سينيس على ساحل مقاطعة ألينتيخو في جنوب غرب البرتغال.
في عام 1492م أرسله ملك البرتغال يوحنا الثاني إلى ميناء سيتوبال جنوب لشبونة ، وإلى الغارف (مقاطعة تقع في أقصى جنوب البرتغال)، للاستيلاء على السفن الفرنسيّة بعد أن قامت فرنسا بنهب شحنات تجاريّة تعود للبرتغال، وأدى فاسكو دي جاما هذه المهمة بنجاح وفعاليّة، وفي عام 1947م تمّ تعيين دي جامة لقيادة حملة استكشافيّة للعثور على طريق بحري من أوروبا الغربية إلى الشرق.
رحلات فاسكو دي جاما
خاض فاسكو دي جاما العديد من الرحلات البحرية، كان أهمها هذه الثلاث رحلات:
الرحلة الأولى
في 8 يوليو من عام 1497م قاد فاسكو دي جاما فريقًا مكونًا من أربع سفن بما في ذلك أسطول دي جاما الرئيسي سانت غابرييل، ويتكون الطاقم من حوالي 170 رجلاً، وهذه الرحلة كانت لإيجاد إبحار إلى الهند والشرق، وبعد أشهر من الإبحار، دار حول رأس الرجاء الصالح وبدأ يشق طريقه صعودًا على الساحل الشرقي لأفريقيا، نحو مياه المحيط الهندي المجهولة، وبحلول كانون الثاني (يناير)، ومع اقتراب الأسطول إلى ما يُعرف الآن باسم موزمبيق ، أُصيب العديد من أفراد الطاقم بالإسقربوط، وهو مرض شائع ناتج عن التعرض الطويل للشمس، مما أجبر البعثة على الإرساء لمدة شهر تقريبًا للإصلاح والراحة.
وفي 7 أبريل عام 1498م وصل الأسطول إلى ما يعرف الآن بكينيا ، قبل أن يبحر في رحلة لمدة 23 يومًا من شأنه أن يأخذهم عبر المحيط الهندي، ووصلوا إلى كاليكوت، الهند في 20 مايو، وقد رحب الحاكم الهندوسي المحلي بدي جاما ورجاله في البداية، وانتهى الأمر بالطاقم بالبقاء في كاليكوت لمدة ثلاثة أشهر، ولكن كان غير مرحب بهم من قبل التجار المسلمين.
وفي أغسطس 1498م، ذهب دا جاما ورجاله إلى البحار مرة أخرى، وبدأوا رحلتهم عائدين إلى البرتغال، وقد كان توقيت رحيله سيئًا فقد تزامن مع بداية الرياح الموسمية. وبحلول أوائل عام 1499، توفي العديد من أفراد الطاقم بسبب الإسقربوط، وفي محاولة لاقتصاد أسطوله، أمر دا جاما بإحراق إحدى سفنه، ولم تصل أول سفينة في الأسطول إلى البرتغال حتى 10 يوليو، أي بعد عام كامل تقريبًا من مغادرتهم الهند، وقد غطت رحلة دا جاما الأولى ما يقرب من 24000 ميل في ما يقرب من عامين، ونجا 54 فقط من أفراد الطاقم الأصليين.
الرحلة الثانية
في عام 1502م قاد دا جاما رحلة أخرى إلى الهند للمطالبة بالأرض لصالح البرتغال، شملت الرحلة عشر من السفن تحت إمرته مباشرة، وكان عمه وابن أخيه يقودون السفن الأخرى، وللقيام بتلك المهمة شرع دي جاما في واحدة من أبشع المذابح في عصر الاستكشاف، فقد قام هو وطاقمه بترويع موانئ المسلمين في أعلى وأسفل الساحل الشرقي لأفريقيا.
وفي وقت من الأوقات وهو في ميناء كانانور (جنوب غرب الهند إلى شمال كاليكوت) كان ينتظر الشحن العربي، وعند وصولها استولى عليها وأضرم النار فيها، مما أسفر عن مقتل عدة مئات من الأشخاص من الذين كانوا على متنها. بعد ذلك انتقل الطاقم إلى كاليكوت، حيث دمروا ميناء المدينة التجاري وقتلوا 38 رهينة، ومن هناك انتقلوا إلى مدينة كوشين، وهي مدينة تقع جنوب كاليكوت، حيث شكل دا جاما تحالفًا مع الحاكم المحلي، وأخيرًا في 20 فبراير 1503، بدأ دا جاما وطاقمه في العودة إلى ديارهم، وصلوا إلى البرتغال في 11 أكتوبر من ذلك العام.
الرحلة الثالثة
وفي وقت متأخر من حياته، بعد وفاة الملك مانويل، طُلب من دا جاما العودة إلى الهند؛ وذلك لمواجهة الفساد المتزايد من المسؤولين البرتغاليين في البلاد، وفي عام 1524م عيّن الملك جون الثالث دا جاما نائبًا للملك البرتغالي في الهند، عند وصوله إلى جوا في سبتمبر 1524، وضع دا جاما نفسه على الفور لتصحيح الانتهاكات الإدارية العديدة، ولكن سرعان ما مرض وتوفي في كوشين في ديسمبر عام 1538م، ثمّ تم نقل جثته إلى البرتغال.