كيف بنى سيدنا إبراهيم الكعبة
قصة بناء سيدنا إبراهيم للكعبة
هاجر سيدنا إبراهيم زوجته وابنهما إسماعيل إلى وادٍ في الجزيرة العربية، وأقاموا عند المنطقة التي فيها الآن بئر زمزم ولم يكن يوجد فيها ماء حينذاك، وترَك سيّدنا إبراهيم زوجته وولده في هذه المنطقة في الوادي امتثالاً لأمر الله، وعندما أصابهما العطش جرت هاجر عليها السلام سبع مرات بين الصفا والمروة بحثاً عن الماء، وفي المرة السابعة انفجرت المياه من بئر زمزم؛ فشربت وسقت صغيرها.
ولاحقاً أمر الله سيدنا إبراهيم ببناء الكعبة، فبناها بمساعدة سيّدنا إسماعيل، وقاما بحفر أساس للكعبة ثم قاما برفع القواعد، وكان سيّدنا إسماعيل يُحضِر الحجارة لسيدنا إبراهيم، ومن ثم أحضر حجر أسود اللون أنزله جبريل -عليه السلام- من الجنة لإتمام البناء، وكانا يتناوبان على البناء حتى انتهى بناء الكعبة، وهما يُردّدان ربّنا تقبل منا إنك سميع الدعاء، وقاما بوضع الحجر الأسود في مكانه المعروف.
أهمية الكعبة
يتجه المسلمون في جميع أنحاء العالم إلى الكعبة المشرفة في صلاتهم، وهي من أقدس الأماكن على الأرض ومقصد الحجاج للطواف، وذِكرُها مرتبط بالمسجد الحرام، وهناك قصص عديدة حول بناء الكعبة المشرفة، ويعتقد المسلمون أنّ الملائكة هم أوّل من بنى الكعبة ثمّ أعاد سيدنا إبراهيم بناءها بعد ذلك بمساعدة سيدنا إسماعيل، قال الله تعالى في سورة البقرة: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
أقسام الكعبة المشرفة
تتضمن الكعبة المشرفة أجزاءً عدة، نبينها على النحو الآتي:
- باب الكعبة:
يختلف الرواة في أوّل من بنى باباً للكعبة، والراجح أنّ أحد ملوك اليمن تبع هو من جعل للكعبة باباً من حديد ومفتاحاً، وزيّن الباب بالذهب، وكسى الكعبة بشكل كامل، وتمّ تطوير باب الكعبة في عهد الملوك المتتابعة حتى وضع للكعبة المشرفة باباً من الذهب الخالص في عهد الملك عبد العزيز آل سعود.
- ميزاب الكعبة:
يُستخدم لتصريف المياه المتجمعة على سطح الكعبة، ويقع في الجهة الشماليّة باتّجاه حجر إسماعيل، وقبيلة قريش هي أوّل من وضعت ميزاب للكعبة، والميزاب الموجود حالياً مُصفّح بالذهب ووضعه السلطان عبد المجيد، وتمّ ترميمه في عهد الملك سعود بن عبد العزيز.
- ملتزم الكعبة:
هو مكان إجابة الدعاء، ويقع بين الحجر الأسود وباب الكعبة، وطوله متران تقريباً، ويسنّ مع الدعاء الالتصاق به وخصوصاً الوجه والأيدي، وقال ابن عباس: "ا بين الركن والباب يدعى المُلْتَزَم، لا يَلْزَم ما بينهما أحد يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه".
- الشاذروان:
وهو الإزار المُحيط بجدار الكعبة السفلي وعلى مستوى الطواف، وهو مصنوع من الرّخام ما عدا جهةً واحدة هي جهة الحجر، ويتم تثبيت ثوب الكعبة بواسطة حلقات مثبتة في الشاذرون، وبُني الشاذرون لدعم وتقوية جدار الكعبة بسبب تعرّضها للسيول، وقد تم تجديده أكثر من مرة آخرها في عهد الملك فهد آل سعود.