كيف الله يرضى عني
كيف تنال رضا الله
يتوجّب على كل من أراد رِضا الله وسعى إليه أن يحرص على القيام بالأعمال التي يُحبّها الله ويرضاها، ويبتعد عمّا لا يُرضيه، ويُخلص في عبادته مُتَّبعاً لسنة رسوله -عليه الصّلاة والسّلام-، وممّا يوصل العبد إلى رضا الله -سبحانه- ما يأتي:
الحب في الله والبغض في الله
إن الله -سبحانه- يرضى عن المؤمنين الشاكرين الذين يُوالون فيه -سبحانه- ويعادون فيه، قال -تعالى-: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
تحقيق الصفات التي يحبّها الله
يحب الله -تعالى- عباده التوّابين الذين إذا أذنبوا أي ذنب عادوا إليه واستغفروه وتابوا إليه، ويحبّ المتطهرين الذين هم دائماً على طهارة في قلوبهم وأبدانهم، قال -سبحانه-: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، كم يحبّ المُتّقين والمُحسنين، قال -سبحانه-: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، ويحبّ المُقسطين، والمُتوكّلين، والصابرين، والذين يتّبعون الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-.
تجنّب الصفات التي لا يحبّها الله
ذكر الله -سبحانه- في القرآن الكريم الصفات التي لا يحبّها؛ فهو -سبحانه- لا يحب الكافرين، والمُعتَدين، والظالمين، والمُفسِدين، والمُتكبّرين، والخائنين، والمُسرفين، ولا يحب من كان مُختالاً فخوراً، ولا خوّاناً أثيماً.
التقوى وبذل المال في سبيل الله
كثر في الأحاديث النبوية بيان لبعض الأعمال التي يُحبّها الله -عزّ وجلّ- ويرضاها، والأعمال التي يبغضها -سبحانه-، ومن هذه الأحاديث قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ يحبُّ العبدَ التَّقيَّ، الغنيَّ، الخفيَّ)، ففي هذا الحديث بيان أنّ الله -سبحانه- يحبّ من عباده العبد الذي يتّصف بالتّقوى وغِنى النّفس والتعبّد بالخفاء.
الإكثار من ذكر الله
من الأحاديث التي تُبيّن ما يُحبّه الله -سبحانه- ويرضاه من عباده المؤمنين ما جاء عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، حيث قال: (سأَلْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قال: أنْ تموتَ ولسانُكَ رَطْبٌ مِن ذِكْرِ اللهِ)؛ ففي هذا الحديث بيان أنّ من الأعمال التي يُحبّها الله -سبحانه- ويرضاها من عباده الإكثار من ذكر الله -عزّ وجلّ-.
يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً
قال النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّ اللهَ يرضَى لكم ثلاثا ويكرهُ لكُم ثلاثاً؛ فيرضَى لكُم أن تعبدوهُ ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصِموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تفرّقوا. ويكرهُ لكم قيلَ وقالَ، وكثرةَ السؤالِ، وإِضاعةَ المالِ).
وفي هذا الحديث بيان لما يرضي الله من أفعال عباده، وهي ثلاثة أمور ذكرها الحديث؛ عبادة الله وحده لا شريك له، والاعتصام بحبل الله، وألا يتفرّق المؤمنون، ويكره الله -سبحانه- ثلاثة أمور؛ القيل والقال؛ أي الكلام بما لا يفيد، وكثرة الأسئلة التي لا داعي لها، وإضاعة المال وإسرافه.
أمور أخرى تُرضي الله تعالى
من رحمة الله أنْ جعل السُّبُل إلى رِضاه ومحبّته كثيرة، ونذكر فيما يأتي أموراً أخرى لنيل رِضا الله ومحبّته:
- إدخال السرور على قلب مسلم، أو كشف البلاء عن مسلم، أو قضاء دين عن مؤمن.
- الابتعاد عمّا يغضب الله، و الابتعاد عن المعاصي التي حرّمها الله؛ فالله -سبحانه- لم يمنع عن عبدٍ شيء إلا كان فيه خير، وما أَمَر بشيء إلا كان فيه خير.
- أن يكون العبد سمحاً في البيع، وسمحاً في الشراء، وسمحاً في القضاء.
- عدم إيذاء الناس وشتم الآخرين، وتجنّب الغيبة والنميمة.
- المُحافظة على أركان الإسلام؛ وهي شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمد رسول الله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان.
- السعي لنيل رضا الوالدين ، فرضا الوالدين من رضا الله -عز وجل-.
- الإكثار من قول الحمد لله في السرّاء والضرّاء وعند المصائب؛ فالله عندما يبتلي إنسان فهو يُحبّه، ويُحبّ أن يسمع دعاءه دائماً، وبقدر ما يصبر العبد ويحمد ربّه فإن الله سوف يُفرجها عليه ويرزقه من حيث لا يحتسب.
- المُحافظة على الصّلاة، وقراءة القرآن، والصّيام، وقيام اللّيل، و الدعاء .
علامات رضا الله عن العبد
يسعى كل عبد مؤمن بالله سبحانه إلى أن يرضى الله عنه ويُحبّه، فيكون سعيداً ومُطمئنَّاً ومرتاح البال في حياته، وينال الخير كلّه في آخرته، ولرضا الله عن عباده ومحبته لهم علاماتٍ، ومنها:
- توفيق العبد إلى الزيادة في فعل الخير.
- توفيق العبد إلى التوبة .
- حفظه لعبده في جوارحه وتوفيقه لكل خير؛ فلا يسمع إلا ما يرضي الله، ولا ينظر إلا لما يرضي الله، ولا يمشي إلا لما يرضي الله عنه.
- يجعل مَحبّة العبد في قلوب الناس، ويكسبه رضا الخلق عنه.