اكتشاف أمريكا
يعدّ دخول ليف إريكسون للقارة الأمريكية قبل خمسة قرون من أوائل الأحداث التي وقعت في أمريكا، وعلى الرغم من ذلك فإنّ المؤرخين اعتبروا رحلة كريستوفر كولومبس الشهيرة، الحدث المهم والمتميّز في تاريخ اكتشاف أمريكا، حيث كانت بداية للفترة الاستعمارية الواقعة بين (1492-1763م)، وقد قام أمريكو فسبوتشي بإكمال اكتشافه لأمريكا التي سميت نسبةً إليه فيما بعد.
كريستوفر كولومبس
كان كريستوفر كولومبس رحالة ومستكشفاً منذ القرن الخامس عشر والسادس عشر، ويرجع له الفضل في ربط العالم القديم (آسيا، وأوروبا، وأفريقيا)، بالعالم الجديد ( أمريكا الشمالية ، وأمريكا الجنوبية)، ومن أجل القيام برحلته المشهورة قام كولومبس بإقناع ملك إسبانيا فرديناند والملكة إيزابيلا بتمويل رحلته؛ ولكي يجد طريقاً تؤدي إلى الصين، والهند، واليابان، اعتبر النظام الملكيّ الإسبانيّ أنّ رحلة كولومبس من شأنها أن توسّع تجارتهم مع الهند، ممّا يساعد على تحسين وضعهم الاقتصاديّ، ومن ناحية أخرى وجودوا أنّ تلك الرحلة فرصةً من أجل التبشير للديانة المسيحية الكاثوليكية في الشرق، وفي أغسطس سنة 1492م أبحرت بعثة كولومبس بثلاث سفن، وهي: سفينة نينا، وسفينة بينتا، وسفينة سانتا ماريا عبر المحيط الأطلسيّ؛ من أجل الوصول إلى الهند.
لكن بعد إبحار استمرّ أكثر من شهرين مرّ الأسطول بجزر الكاريبي، ووجد نفسه في البهاما التي ظنّها كريستوفر الجزر الهندية، وبهذا يكون اكتشاف أمريكا قد تمّ بمحض الصدفة، وقد قام كولومبس بثلاث رحلات استكشافية أخرى لأمريكا التي أطلقوا عليها اسم العالم الجديد خلال 12 عاماً، وقد أتاحت تلك الاستكشافات والرحلات الفرصة للقوى السياسية والاقتصادية الأوروبية لاستغلال شعوبها الأصليين بعنف ووحشية، وبسبب مشاركة كولومبس في تلك الممارسات تمّ اعتقاله، وهذا ما سبّب له الخسائر من قبل النظام الملكيّ الإسبانيّ.
أمريكو فسبوتشي
قام أمريكو فسبوتشي برحلتين استكشافيتين للعالم الجديد، الأولى كانت تحت رعاية النظام الإسباني، حيث اتجه غرباً حتى وصل إلى نهر الأمازون، وتمّ اكتشاف ساحل أمريكا الجنوبية ، وقد قام أمريكو باحتساب المسافة للغرب من خلال ملاحظة اقتران المريخ والقمر، أمّا الرحلة الثانية فقد كانت تحت رعاية البرتغال، حيث انطلق جنوباً، ومن هنا قام أمريكو بتحديد اتّجاه العالم الجديد بعيداً عن آسيا.
