كيف اعرف اني عندي تكيس
كيف أعرف اني عندي تكيس
تكيُّس المبايض، أو متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome) واختصارًا PCOS، هو اضطراب شائع يحدث عندما ينتج مبيض المرأة كميات مفرطة من هرمونات الذكورة التي تُعرف باسم الأندروجينات (بالإنجليزية: Androgens)، وقد يترتب على هذا الخلل الهرموني تكوّن أكياس أو نتوءات صغيرة داخل المبيضين، كما يمكن أن يؤدي إلى حدوث فترات حيض غير منتظمة بالإضافة إلى ظهور حب الشباب ونمو الشعر غير المرغوب فيه.
وتجدر الإشارة إلى عدم وجود اختبار وحيد لتشخيص متلازمة تكيّس المبايض؛ إذ يأخذ الطبيب بعين الاعتبار تاريخ المرأة الطبيّ، والفحص البدنيّ، والعديد من الاختبارات الأخرى للمساعدة على تشخيص متلازمة تكيّس المبايض واستبعاد الأسباب الأخرى المؤدية لظهور الأعراض عليها، وعند تأكيد التشخيص بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، فقد تتمّ إحالة المصابة إلى أخصائيّ طب النساء (بالإنجليزية: Gynecologist) المختصّ بالجهاز التناسلي للأنثى ، أو إلى طبيب الغدد الصماء (بالإنجليزية: Endocrinologist) المختصّ في الحالات المتعلقة بالهرمونات.
التاريخ والفحص البدني
في كثير من الأحيان، يمكن تشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات اعتمادًا على الأعراض؛ حيث يقوم الطبيب بالعديد من الإجراءات من أجل تأكيد التشخيص بمتلازمة تكيس المبايض، واستبعاد الحالات الأخرى التي تسبب أعراضًا مشابهة، ومن هذه الأمور ما يأتي:
- السؤال عن التاريخ الطبي: حيث يتضمن ذلك السؤال عن مخاوف المرأة، والعلامات والأعراض التي لاحظت ظهورها عليها، والأدوية التي تأخذها، وما إذا كان لديها حساسية تجاه بعض المواد، أو أي مشاكل أخرى قد تعاني منها، كما يسأل الطبيب عن الدورة الشهرية وانتظامها، وعن التغيرات في الوزن، إضافة إلى التاريخ الطبي للمرأة وعائلتها، بما في ذلك مدى إصابة الأم أو الأخت بمتلازمة تكيس المبايض، أو وجود مشاكل في الحمل لديهنّ؛ إذ يميل تكيس المبايض إلى الانتشار في العائلات.
- الفحص البدني: حيث يتم فحص المهبل والضغط على البطن للتأكد من وجود تكيسات في المبايض، وكذلك يتم البحث عن أي شيء غير عادي عند فحص المهبل وعنق الرحم والرحم وقناتي فالوب والمبيضين بالإضافة إلى المستقيم، مثل تضخم المبيضين أو أي علامات أخرى قد تظهر نتيجة زيادة في الهرمونات الذكرية كتضخم في البظر (بالإنجليزية: Enlarged clitoris)، كما يقيس الطبيب ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body mass index) واختصارًا BMI ومحيط الخصر، وإضافة لما سبق يتم التحقق من بعض العلامات التي قد تظهر في حالات تكيس المبايض بما في ذلك نمو شعر إضافي على الوجه أو الصدر أو الظهر، أو ظهور حب الشباب، أو تغير في لون البشرة، أو تساقط الشعر ، أو وجود علامات لحالات صحية أخرى مثل تضخم الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Enlarged thyroid gland).
فحص الحوض بالموجات فوق الصوتيّة
يتم فحص الحوض بالموجات فوق الصوتيّة (بالإنجليزية: Pelvic ultrasound) من أجل تصوير خارج الرحم من خلال أسفل البطن أو داخل الرحم باستخدام جهاز يتم إدخاله عن طريق المهبل، وذلك لفحص المبايض بحثًا عن وجود تكيسات، إضافة إلى فحص بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrium)، ومن الجدير بيان أنّ هناك عدّة حالات طبية يتم التحقق من وجودها لأنّها قد تتسبب بظهور نفس أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، كما في حالات وجود ورم في المبيض أو الغدة الكظرية ، حيث يُعزى سبب ظهور الأعراض المتشابهة في هذه الحالة إلى إنتاج هذه الأورام للمزيد من الهرمونات الذكرية، ومن جانب آخر وُجد أنّ حجم المبيضين في حالة الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض يكون أكبر من الحجم الطبيعي بما يقارب 1.5-3 مرات، ويتميز بأنّ له أكثر من 20 جريب لكل مبيض، وتظهر التكيسات في الغالب مصطفة على سطح المبيضين، لتشكّل مظهرًا يشبه عقدًا من اللؤلؤ.
ومن الجدير بالذكر أنّه لا يجدر الخلط بين وجود التكيّسات ومتلازمة تكيس المبايض؛ إذ إنّ وجود تكيسات في المبيض لا يعني بالضرورة تشخيص الإصابة بمتلازمة تكيس المبيض؛ حيث وجد أن العديد من النساء اللاتي لديهنّ تكيسات على المبيض لا تكنّ مصابات بمتلازمة تكيس المبايض ولا تظهر عليهنّ أعراض وعلامات المرض، وفي المقابل هناك الكثير من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض ليس لديهنّ أي تكيسات على المبيضين، وكذلك من المهم معرفة أن متلازمة المبيض المتعدد الكيسات ليست سرطانًا، ولا يجب ربطها بسرطان المبيض ؛ ولا يعني تشخيص الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض أن المريضة مصابة بالسرطان.
اختبارات الدم
للمساعدة في تشخيص متلازمة تكيس المبايض قد يتم إجراء العديد من اختبارات الهرمونات في الدم، ومن هذه الاختبارات ما يأتي:
- اختبار هرمون التستوستيرون: (بالإنجليزية: Testosterone) يستخدم هذا الاختبار لتحديد وجود زيادة في كمية الأندروجينات (الهرمونات الذكرية) بشكل أولي، إذ يلاحظ ارتفاع هذه الهرمونات في العادة عند الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
- اختبار الجلوبيولين المرتبط بالهرمونات الجنسية: (بالإنجليزية: Sex hormone binding globulin) واختصارًا SHBG، إذ قد يلاحظ انخفاض مستوياته عند الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
- اختبار الهرمون المضاد لللمولير: (بالإنجليزية: Anti-Müllerian hormone) واختصارًا AMH، إذ غالبًا ما يلاحظ ارتفاع مستويات هذا الهرمون عند الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
- اختبارات ثانوية: يمكن إجراء بعض الاختبارات الثانوية لتشخيص الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، والتي تتضمن ما يأتي:
- اختبار الهرمون المنبه للجريب: (بالإنجليزية: Follicle stimulating hormone) واختصارًا FSH، إذ يلاحظ أن مستويات هذا الهرمون قد تكون إما طبيعية أو منخفضة عند الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
- اختبار هرمون الملوتن: (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) واختصاراً LH، إذ يلاحظ ارتفاع مستوياته عند الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
- اختبار هرمون الإستروجين: (بالإنجليزية: Estrogens) إذ يلاحظ أن مستويات هذا الهرمون قد تكون إما طبيعية أو مرتفعة عند الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
- اختبار هرمون أندروستندويون: (بالإنجليزية: Androstenedione)، إذ قد يلاحظ ارتفاع مستوياته عند الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
- اختبارات دم أخرى: قد يتم إجراء بعض الاختبارات الأخرى لاستبعاد الإصابة بحالات أخرى ذات أعراض وعلامات مشابهة لمتلازمة تكيس المبايض. ومن هذه الاختبارات ما يأتي:
- اختبار هرمون الكورتيزول: (بالإنجليزية: Cortisol)، يُجرى هذا الاختبار لاستبعاد الإصابة بمتلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing syndrome).
- اختبار هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة: (بالإنجليزية: Human chorionic gonadotropin) واختصارًا hCG، يُجرى هذا الاختبار لاستبعاد الحمل.
- اختبار عامل النمو الشبيه بالإنسولين: (بالإنجليزية: IGF-1)، يجرى هذا الاختبار لاستبعاد وجود كميات زائدة من هرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone) الذي قد يسبب تضخّمًا في الأطراف.
- اختبار الهرمون المنبه للغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Thyroid-stimulating hormone) واختصارًا TSH، يجرى هذا الاختبار لاستبعاد وجود فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها.
- اختبار هرمونات الغدة الكظرية: (بالإنجليزية: Adrenal gland hormones) الذي يتضمن هرمون ديهيدرو إيبي أندروستيرون (بالإنجليزية: DHEA-S) أو هرمون 17-هيدروكسي بروجسترون (بالإنجليزية: 17-Hydroxyprogesterone)، إذ يُلاحظ أن وجود مشاكل في الغدة الكظرية قد يُظهر أعراضًا مشابهة لمتلازمة تكيس المبايض، حيث يتم إجراؤه لاستبعاد الإصابة بحالة فرط تنسج الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal hyperplasia).
- اختبار هرمون البرولاكتين: (بالإنجليزية: Prolactin hormone)، الذي تنتجه الغدة النخامية ، حيث يجرى لاستبعاد الإصابة بحالة تسمى فرط برولاكتين الدم (بالإنجليزية: Hyperprolactinemia).
اختبارات أخرى
تجدر الإشارة إلى وجود العديد من الاختبارات الأخرى التي قد يتم اللجوء لها عند ظهور بعض الأعراض لدى المريضة، ومن هذه الاختبارات ما يأتي:
- التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: magnetic resonance imaging) واختصارًا MRI؛ إذ قد تُجرى في حالات الارتفاع الكبير في مستويات هرمون التستوستيرون ، وذلك للكشف عن وجود أورام في المبيض أو في الغدة الكظرية.
- خزعة من بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial biopsy)؛ وذلك للتأكد من عدم وجود سرطان إذا كانت المرأة تعاني من نزيف مهبلي غير طبيعي.
معايير التشخيص
يتم تشخيص الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض بعد استبعاد كل الحالات الأخرى التي تُظهِر أعراضًا وعلامات مشابهة للمتلازمة بوجود اثنتين على الأقل من الأعراض التالية:
- فترات الحيض غير المنتظمة؛ والتي تشمل حدوث الحيض أكثر أو أقل من المعتاد أو عدم حدوثه أبدًا.
- ظهور بعض العلامات التي تدل على زيادة في مستويات الأندروجينات مثل:
- زيادة نمو الشعر على الوجه أو الذقن أو الجسم، والذي يطلق عليه مصطلح الشعرانية (بالإنجليزية: Hirsutism).
- ظهور حب الشباب.
- خفّة شعر فروة الرأس.
- ارتفاع مستويات الأندروجينات في الدم أكثر من المعتاد.
- وجود العديد من التكيسات في أحد المبيضين أو كليهما.
المتابعة
بعد تشخيص الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات سنوية إضافية متعلقة بالمضاعفات، ويحدد موعدها وعدد مرات إجرائها بناءً على عدة عوامل؛ كالعمر والوزن وأمور أخرى، فمثلًا بعد سن الأربعين يُوصى بإجراء هذه الاختبارات كل ثلاث سنوات، ومن هذه الاختبارات ما يأتي:
- فحص الاكتئاب والقلق.
- فحص انقطاع النفس الانسدادي النومي (بالإنجليزية: Obstructive sleep apnea).
- فحص مرض السكري؛ يخبر الطبيب المريضة بعدد مرات المتابعة التي يجب عليها القيام بها من أجل مرض السكري، وفي الغالب يتم إجراء فحص الجلوكوز في الدم الخاص بمرض السكري عندما تصل المريضة إلى سن الثلاثين، كما يمكن القيام بالفحص في سن أصغر إذا كانت المرأة تعاني من متلازمة تكيس المبايض المرافق لوجود عوامل خطر الإصابة بمرض السكري مثل: السمنة، والنشاط البدني المنخفض، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري، والإصابة بسكري الحمل خلال الحمل الأخير.
- أمراض القلب ؛ حيث قد ترتبط متلازمة تكيس المبايض بارتفاع خطر الإصابة بكلّ من ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن، وارتفاع كوليسترول الدم، وأمراض القلب وتصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis)، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، لذا يوصي الطبيب بإجراء فحص منتظم لقياس مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم إضافة إلى قياس ضغط الدم والوزن.
- البحث عن وجود سرطان أو العلامات التي تسبق السرطان؛ وذلك إذا كانت المريضة تعاني من عدم انتظام الحيض لمدة سنة كاملة على الأقل، عندها يقوم الطبيب باستخدام فحص الموجات فوق الصوتية عبر المهبل (بالإنجليزية: Transvaginal ultrasound) أو أخذ خزعة من بطانة الرحم أو كليهما للتحقّق من ذلك.
ولمعرفة المزيد عن تكيس المبايض يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما هو تكيس المبايض ).