كيف ارضي الله
كيفية الحصول على رضا الله
إن رضا الله -سبحانه وتعالى- من أهم ما يجب على المسلم أن يحرصَ عليه، خاصة أنّ هذا الرضا هو سبب السعادة في الدنيا والآخرة للمسلم، فإن لرضا الله ثمرات عظيمة تعود بالنفع على المسلم، ومنها أنّه يفرغ قلبه من الحرص على رضا الناس، ويقلل همّه وغمّه، ويجعله متفرغًا لعبادة الله، وخفيفًا من أثقال الحياة وهمومها، كما أنه سبب للفرح والسرور برضا الله -تعالى- عن العبد.
وأما الأمور التي تعين العبد على تحصيلِ رضا الله -تعالى- فهي كثيرة، ونذكر منها ما يلي:
الإيمان بالله تعالى
إن من أعظم ما يحقق للعبد رضا الله عنه ومحبته له أن يؤمن به وحده، ويحقق أركان الإيمان في قلبه، ومن حصل محبة الله ورضاه؛ فإن ذلك سيكون سببًا لنيله الخيرات في الدنيا والآخرة، كما أن الإيمان سبب لدخول الجنة، والتنعم بها، والنجاة من عذاب النار.
القيام بما أمر الله به والابتعاد عمّا نهى عنه
إن من أعظم ما يُتقرب به إلى الله القيام بما افترضه الله على عباده، والابتعاد عمّا نهى عنه، ولا شكّ أن أداء الفرائض أفضل من أداء السنن والنوافل ومقدّم عليها، فيقوم المسلم بالفرائض أولًا، ثم يتقرب لله بالنوافل، وقد أعدّ الله -تعالى- للمطيعين له أجرًا عظيمًا، وفضلًا كبيرًا، حتى إنهم يعدّون من أوليائه الذين يُحارب الله من يُعاديهم أو يُؤذيهم.
وقد جاء في الحديث الشريف قوله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربّه -عز وجل-: (إن الله قال: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّه...).
الاتصاف بما يحبُّ الله من الصفات
وقد جاء القرآن الكريم بذكر مجموعة من الآيات التي تتحدث عن صفات يحبها الله -عز وجل- في عبده المسلم، ومن هذه الصفات ما يأتي:
- التوبة والطهارة، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
- الإحسان، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
- العدل، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
- الصبر، لقوله تعالى: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).
- التوكل على الله، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
- الإخلاص، لقوله تعالى: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).
الحرص على برّ الوالدين
إن من أفضل الأعمال التي تُعين على تحصيل رضا الله -سبحانه وتعالى- أن يحرص المسلم على البرّ بوالديه، وتحصيل رضاهما، وقد جاء في الآية الكريمة قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).
فقد ذكر الله برّ الوالدين في الآية الكريمة بعد الأمر بعبادته، وفي ذلك دلالة على أهمية برّ الوالدين، وقد قرن الله بين الإيمان به وبرّ الوالدين في أكثر من آية من القرآن الكريم، وذلك للدلالة على أهمية بر الوالدين، وفضلهما العظيم على الأولاد.