كيف اتخذ قراراتي بنفسي
اتخاذ القرارات
كل شخص في هذه الحياة معرّض لموقف مفصليّ يدفعه دفعاً لاتّخاذ قرار ما يغير حياته، ويقلبها رأساً على عقب، وبعض الناس لا يمتلكون هذه المهارة الهامة والحساسة، والتي بإمكانها أن تجعل الإنسان في وضع آخر كلي، وأن تغير من حالته بشكل جذري، فيلجؤون إلى غيرهم ربما إلى أصدقائهم، أو أقاربهم، لاتّخاذ القرارات نيابة عنهم، مع العلم أن هؤلاء الأشخاص قد لا يمتلكون مهارات كما يمتلكها صاحب الشأن، عدا عن إمكانية جعل الأشخاص الخطأ يتخذون القرارات بالنيابة، ممّا سيجعل الإنسان عرضة للمشاكل، فلا أحد يهتم لأمر الإنسان كما يهتمّ هو لأمره.
أن يتخذ الإنسان قرارات بنفسه فهذا يعني أن يكون هو نفسه ولي أمر نفسه، وحتى يكون الإنسان قادراً على اتّخاذ القرارات كاملة بنفسه يجب عليه أن ينتبه إلى النقاط الهامة التالية.
كيف أتّخذ القرارات بنفسي
الثقة بالنفس
تحتاج القرارات من الإنسان إلى أن يكون واثقاً بنقسه، واثقاً بقدراته، لهذا فإنّ الثقة بالنفس تعتبر من أولى الأولويّات لاتخاذ القرارات؛ ذلك أن اتخاذ أي قرار يتطلب من الإنسان أن يكون قادراً على تحمل المسؤولية التي قد تنتج عن قراراته، وأن لا يبدأ بإلقاء اللوم على الآخرين.
الوعي التام ودراسة القرار
يقال أنّ التنظيم والتخطيط يوفر وقتاً كبيراً أثناء التنفيذ، وهذا نفسه ما يحدث في حالة اتخاذ القرارات، فدراسة القرار تخفف بشكل كبير من الآثار التي تترتب اتّخاذه، وتصب بشكل كبير في صالح أن يكون القرار صائباً، لهذا فإن على الإنسان أن يأخذ بعوامل نجاح القرار الذي اتخذه، من خلال دراسه وفقاً للمجال والاختصاص.
الاستشارة
عدم ترك الآخرين ليقرروا عنك لا يتضمّن عدم الأخذ برأيهم، فاستشارة المحيطين أهل الثقة واجبة وضرورية؛ ذلك أن الآخرين قد يمتلكون الحكمة الكافية والمعرفة الضرورية بحيث يكون بمقدورهم إرشاد المستشير إلى القرار الصائب الصحيح.
البعد عن العقلية الجمعية
الناس بمجموعهم يشكلون طريقة تفكير واحدة تتحكم في مسيرتهم وقراراتهم، وفي المجتمعات الجاهلة التي تعاني من انعدام أدنى المستويات الثقافية والتي يشيع فيها الفساد، والعنف، وعدم احترام الآخر، والأفكار المغلوطة أياً كانت، تتوجه الأفكار نحو نمط معين من التفكير، ولهذا فإنّ على كل إنسان يسعى بالاستقلال بنفسه وبرأيه أن يحاول قدر الإمكان الابتعاد عن التأثيرات المجتمعية السلبية التي ستسير رأيه إن تأثر بها في نهرها فقط.
العقل والعاطفة
العواطف في غير محلها قد تكون مهلكة إلى حد بعيد جداً، فهي التي تجعل الإنسان غير قادر على الحكم بمنطقية على الأمور، وهي التي تجعله يرى الأمور من خلال زاوية ضيقة، كذلك الأمر بالنسبة للعقل عندما يستعمل في الأمور التي يجب أن يكون للعاطفة فيها دور أكبر، لهذا السبب فإن القدرة على الموازنة بين العقل والعاطفة، والقدرة على الحكم المنطقي وباستعمال الوسيلة الأنسب، والتكامل بين العقل والعاطفة بحيث تكون العاطفة بمثابة دافع للعقل في بعض الأحيان لهي من أهم الأمور التي ستعمل حتماً على زيادة قدرة الإنسان من اتخاذ قراراته بنفسه.