كيف ابكي من خشية الله
كيف أبكي من خشية الله
خشية الله سبحانه وتعالى تكون في الخوف من فعل المعاصي وطاعة الواحد الأحد في السر والعلن، قال تعالى:(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)، فالذي يعلم أنّ الله سبحانه وتعالى يعلم ما تخفي الصدور يخشاه خوفاً من عقابه.
استشعار الخوف من الله تعالى
وذلك بفعل الطاعات و الابتعاد عن المعاصي ، فعندما أعلم أنّ الخشوع في الصلاة هو أفضل وأسمى يكتب الله لي الأجر العظيم ولذة ولين في القلب أسارع في ذلك، وفي قوله تعالى:(وَيَخِرُّونَ لِلأَذقَانِ يَبكُونَ وَيَزِيدُهُم خُشُوعاً)، وفي قوله (يبكون)، يدل على جواز البكاء في الصلاة من الخوف من الله تعالى، فعند الخوف من الله تعالى من غضبه وعقابه أهرع إلى الله بالدعاء وألح به وأبكي تضرعاً وأناجيه بأن يغفر لي.
تدبر القرآن الكريم
عندما يقرأ المؤمن القرآن ويتدبر معانيه يستشعر عظمة الله سبحانه وتعالى في آياته ويتأمل في الخلق، يشعر بقشعريرة في جسده وخوف من الله عندما يتفكر في الآخرة وما سيكون بها من حساب وعقاب، فتدمع عيناه؛ لأنّ هذا هو حال من يعلم بربه ويطمع في مرضاته، فيبتهل لله سبحانه وتعالى بالبكاء.
الخشوع في الصلاة
إنّ من أسباب البكاء من خشية الله هو الخشوع الكامل في الصلاة، فيتفكر المصلّي بكلِّ آيةٍ من آيات الله في صلاته، فيستبشر بالأجر والثواب عندما يتذكر الجنة، ويخاف من عقاب الله وغضبه عندما يتذكر النار، فيتضرع بالبكاء طمعاً في رضا الله -سبحانه وتعالى-، ومن بكى شوقاً للقاء الله لن يحرم من لذة النظر إلى وجه الله، ومن بكى خوفاً من عطش يوم القيامة سقاه الله من عيون الفردوس.
معرفة فضل البكاء من خشية الله
إنّ البكاء من خشية الله سمة من سمات العابدين والزاهدين والذين يحبون الله سبحانه وتعالى، وللبكاء فوائد عديدة هي:
- البكاء يدل على استقامة وصلاح العبد.
- البكاء يكون من خشية الله سبحانه وتعالى خوفاً من عقابه وطمعاً في مرضاته.
- عندما يبكي المسلم يبقى على خوف من الله سبحانه وتعالى، ويرسخ إيمانه وصدق نيته في كل قول أو عمل.
- إنّ البكاء خوفاً من الله هو دلالة على محبة الله للعبد ، فيجعله الله يلوذ إليه؛ لكي يغفر له.
- البكاء يجعل القلب رقيقاً ليناً خوفاً من الله، وعند ذكر الله سبحانه وتعالى يستشعر العبد رحمة الله وعقابه.
- البكاء يحصل عند وصول المسلم إلى درجة عالية من الخشوع، دلالة على قرب العبد من ربه.
الندم على التقصير في جنب الله
وهنا يبكي المقصر في جنب الله بكاءً مريراً على ما فرط في جنب الله، فلا ينفع ندمه، قال تعالى:(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) ، فيجب على المسلم الرجوع إلى الله قبل فوات الأوان يوم لا ينفع ندمه، فهلموا إلى الله خوفاً من عقابه، وأدعوه تضرعاً وخفية.
وابكوا بكاء المضطر فالله غفور رحيم، هو أرحم الراحمين عند الندم على التفريط أعود إلى الله وأتقيه وأخشاه حق تقاته، وأعزم إلى عدم الرجوع إلى المعصية؛ فيشعر المسلم بلذة لخوفة من الله، ويعود نادماً باكياً على تقصيره .
سماع المواعظ المرققه للقلب
هناك مواعظ عند سماعها ترق لها القلوب، وتذرف لها الدموع، فنرجع إلى الله، عن أبو هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله) ، وعند سماع المواعظ نأخذ العبرة منها، وتذرف أعيننا بالدموع، فكل دمعة تنزل من عين المسلم يكون له بها عتق من النار، فالمؤمن التقي يشعر بالخوف من الله ويخشاه في كل الأمور.
وحق على المسلم أن يلتزم بأوامر الله ويجتنب نواهيه، وأن يكون بكاءً خوفاً من الله، فبشراه أنذاك مغفرة من الله وجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين، فالله أحقّ أن نخشاه وتدمع أعيننا للقاه.
وعندما تكون الموعظه ذات مغزى تعيننا على العودة إلى الله بذكر مناقب الآخرين وهمهم لطاعة الله، وأن ينالوا رحمة الله، عندما تسمع أن منهم يكون موضع مصلاه رطباً من شدة ما دمعت عيناه، وحينها نعيد التفكير ويرق القلب وتذرف الدموع خشية لقاء الله.