شعر عتاب
أبلِغ عَزيزاً
أبلِغ عَزيزاً في ثنايا القلبِ مَنزله
- أني وإن كُنتُ لا ألقاهُ ألقاهُ
وإن طرفي موصولٌ برؤيتهِ
- وإن تباعد عَن سُكناي سُكناهُ
يا ليته يعلمُ أني لستُ أذكرهُ
- وكيف أذكره إذ لستُ أنساهُ
يا من توهم أني لستُ أذكرهُ
- واللهُ يعلم أني لستُ أنساهُ
إن غابَ عني فالروحُ مَسكنهُ
- مَن يسكنُ الروح كيف القلبُ ينساهُ؟
لمن الدّيار غشيتها بالفدفدِ
لمن الدّيار غشيتها بالفدفدِ؟
- كالوحيِ في حجر المسيل المخلد
وإلى سنان سيْرها ووسيجها
- حتى تلاقيه بطلق الأسعدِ
نعم الفتى المرّيّ أنت إذا هم
- حضروا لدى الحجَراتِ نار الموقدِ
ومفاضة ٍ، كالنهي، تنسجه الصبا
- بيضاء كفت فضلَها بمهنّدِ
وإنْ سدّت به لهوات ثَغْر
- يشار إلَيهِ جانبه سقيم
مخوف بأسه، يكلاكَ منهُ
- قويٌّ، لا ألفُّ، ولا سؤوم
له، في الذاهبينَ، أروم صدق
- وكان لكُلّ ذي حسبٍ أروم
لو كان قومك في أسبابه هلكوا
- يا حار لا أُرْمين منكم بداهِيَة
لم يلقها سوقة ٌ، قبلي، ولا ملك
- أُرْددْ يَساراً ولا تعنفْ عليه ولا
تمعكْ بعرضكَ، إنّ الغادر المعك
- ولا تكوننْ، كأقْوام علمتهم
يلوون ما عندهمْ، حتّى إذا نهكوا
- طابتْ نفوسهم عن حقّ خصمهم
مخافة َ الشرِّ، فارتدُّوا، لما تركوا
- تعلمنْها ـ لعمر الله ـ ذا قسماً
فاقدرْ بذرْعِكَ وانظرْ أين تَنسلك
- لئنْ حللْتَ بجوّ في بني أسدٍ
في دين عمرٍو، وحالتْ بيننا فدك
- ليأتينْك منّي منطقٌ قذع
أَهاجَكَ أَم لا بِالمَداخِلِ مَربَعُ
أَهاجَكَ أَم لا بِالمَداخِلِ مَربَعُ
- وَدارٌ بِأَجراعِ الغَديرَينِ بَلقَعُ
ديارٌ لِسَلمى إِذ نَحِلُّ بِها مَعاً
- وَإِذ نَحنُ مِنها بِالمَوَدَّةِ نَطمَعُ
وَإِن تَكُ قَد شَطَّت نَواها وَدارُها
- فَإِنَّ النَوى مِمّا تُشِتُّ وَتَجمَعُ
إِلى اللَهِ أَشكو لا إِلى الناسِ حُبَّها
- وَلا بُدَّ مِن شَكوى حَبيبٍ يُرَوَّعُ
أَلا تَتَّقينَ اللَهَ فيمَن قَتَلتِهِ
- فَأَمسى إِلَيكُم خاشِعاً يَتَضَرَّعُ
فَإِن يَكُ جُثماني بِأَرض سِواكُمُ
- فَإِنَّ فُؤادي عِندكِ الدَهرَ أَجمَعُ
إِذا قُلتُ هَذا حينَ أَسلو وَأَجتَري
- عَلى هَجرِها ظَلَّت لَها النَفسُ تَشفَعُ
أَلا تَتَّقينَ اللَهَ في قَتلِ عاشِقٍ
- لَهُ كَبِدٌ حَرّى عَلَيكِ تَقَطَّعُ
غَريبٌ مَشوقٌ مولَعٌ بِاِدِّكارِكُم
- وَكُلُّ غَريبِ الدارِ بِالشَوقِ مولَعُ
فَأَصبَحتُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ موجِعاً
- وَكُنتُ لِرَيبِ الدَهرِ لا أَتَخَشَّعُ
فَيا رَبِّ حَبِّبني إِلَيها وَأَعطِني المَوَدَّةَ
- مِنها أَنتَ تُعطي وَتَمنَعُ
وَإِلّا فَصَبِّرني وَإِن كُنتُ كارِهاً
- فَإِنّي بِها يا ذا المَعارِجِ مولَعُ
وَإِن رمتُ نَفسي كَيفَ آتي لِصَرمِها
- وَرمتُ صدوداً ظَلَّتِ العَينُ تَدمَعُ
جَزِعتُ حِذارَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا
- وَمَن كانَ مِثلي يا بُثَينَةُ يَجزَعُ
تَمَتَّعتُ مِنها يَومَ بانوا بِنَظرَةٍ
- وَهَل عاشِقٌ مِن نَظرَةٍ يَتَمَتَّعُ
كَفى حَزَناً لِلمَرءِ ما عاشَ أَنَّهُ
- بِبَينِ حَبيبٍ لا يَزالُ يُرَوَّعُ
فَوا حَزَناً لَو يَنفَعُ الحزنُ أَهلَهُ
- وَواجَزَعاً لَو كانَ لِلنَفسِ مَجزَعُ
فَأَيُّ فُؤادٍ لا يَذوبُ لِما أَرى
- وَأَيُّ عُيونٍ لا تَجودُ فَتَدمَعُ
أبيات أخرى عن العتاب
- عاهدتني أن لا تميل عن الهوى
- وحلفت لي يا غصنُ أن لا تنثني
هبّ النسيم ومال غصن مثله
- أين الزّمان وأين ما عاهدتني.
- أسرّ بداخلي عتبي عليه
ومن حبي له أبدي ودادي
مرادي أن أسوق له عتاب
وحين أراه أنسى ما مرادي.
- إذا ذهب العتابُ فليس وُدّ
- ويبقى الوُدُّ ما بقي العتابُ.
- أقلل عتابك فالبقاءُ قليلُ
- والدهرُ يعدلُ تارة ويميلُ
وكيف يتمُّ بأسُك في أُناس
- تُصيبُهُمُ فيُؤلمُك المُصابُ
ترفّق أيُّها المولى عليهم
- فإنّ الرفق بالجاني عتابُ
- يا ذات العيون السود سرحي
- ولا تكوني مثل الذي هجرا
أو إن أحببتني في حالة
- تركتني مثل الذي عبرا
- يا خجلتي من عتاب الله يوم غد
- إن قال خالفت أمري أيها الرجلُ
دعوا ذكر ذاك العتب منّا ومنكُمُ
- إلى كم كتاب بيننا ورسُولُ
- كُلّ يوم لنا عتاب جديدُ
- وهوانا على العتاب يزيدُ
كُلُّ حُبّ يبيدُ يوما فيفنى
- وهوانا وهجرُنا لا يبيدُ
- أعاتب ذا المودة من صديق
- إذا ما رابني منه اجتنابُ
إذا ذهب العتاب فليس ود
- ويبقى الود ما بقي العتابُ
وماذا عليها لو أشارت وودعت
- إلينا بأطراف البنان واومت
- عجبا لقوم يحسُدون فضائلي
- ما بين عُتّاب إلى عُذّال
عتبُوا على فضلي وذمُّوا حكمتي
- واستوحشوا من نقصهم وكمالي.