كيف أنظم وقت نومي
النوم
يُعدّ النوم الجيد في الليل من الأمور المهمة لصحة الإنسان، تماماً مثل التمارين الرياضية والأكل الصحي، وقد بينت الدراسات أنّ النومَ السيء له أثرٌ سلبيٌ مباشرٌ في الهرمونات ، والأداء الرياضي، ووظائف الدماغ ، وقد يؤدي إلى زيادة الوزن، وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض عند كلّ من الأطفال والبالغين، بينما يساعد النوم الجيد على الأكل بكمية أقل، وممارسة التمارين بشكل أفضل، والتمتع بصحة جيدة، وتجدر الإشارة إلى أنّ العقود الأخيرة من الزمن شهدت تراجعاً في كمية وجودة النوم لدى الأفراد، ويعاني العديد من الناس بشكل مستمر من قلة النوم. أمّا بالنسبة لعدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم فتختلف باختلاف العمر، فيحتاج معظم البالغين إلى حوالي 7-8 ساعات من النوم في الليل، بينما يحتاج الأطفال والمراهقون إلى ساعات نوم أكثر، وبالنسبة لكبارِ السن فإنّهم يحتاجون إلى ساعات نوم أقل في الليل ولكن بمجموع ثماني ساعات خلال اليوم الكامل.
تنظيم وقت النوم
لكل شخص نظام نوم معين، ولكن أحياناً لظروف معينة، مثل: العمل بنظام المناوبة، أو السفر لمناطق مختلفة التوقيت، قد يحدث خلل في هذا النظام، وهناك بعض الطرق التي تساعد على تنظيم وقت النوم، ويمكن بيان بعضها على النحو التالي:
- اتباع روتين معين للنوم: يُنصح باتباع روتين معين للنوم، مثل: الذهاب إلى السرير في نفس الوقت كل ليلة، وعمل نفس الأشياء قبل النوم يومياً؛ فيعتاد الجسم ويُهيأ للنوم تلقائياً، ومن الممكن القيام بعمل يساعد على الاسترخاء قبل النوم مثل: الاستحمام بماء دافئ، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.
- ممارسة التمارين الرياضية: تساعد التمارين الرياضية على بناء العضلات وحرق الدهون ، ومن الممكن أن تحسّن النوم أيضاً، فقد وُجد أنّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً ينامون بشكل أفضل بالليل، ويكونون متيقظين أفضل خلال اليوم، ويجدر الانتباه إلى توقيت ممارسة الرياضة؛ حيث إنّ ممارسة التمارين الشاقة في وقت متأخر من اليوم من الممكن أن يعيق النوم، فيفضل تأجيل مثل هذه الأنواع من الرياضة إلى الصباح أو بعد الظهر، ومن الممكن ممارسة تمارين التمدد قبل النوم.
- الانتباه إلى تناول الأطعمة من حيث النوعية والتوقيت: فكما أنّ للنوم نظاماً معيّناً، فإنّ أعضاء الجسم لها ساعتها الخاصة التي تستجيب لها، وبالتالي من الممكن أن تعطّل وجبة دسمة في وقت متأخر من الليل نظام النوم، ومن الجدير بالذكر أنّ الجسم يخزن الدهون ويزداد الوزن تبعاً لذلك عند تناول الطعام في أوقات متأخرة، فيُنصح بتناول أغلب السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم في أوقات مبكرة من اليوم، وتناول عشاء خفيف في الليل، وهذا النظام يفيد في تحسين النوم والوزن على حدٍ سواء.
- إبقاء الغفوات قصيرة أثناء النهار: تساعد الغفوة بعد الظهيرة على إعطاء طاقة للجسم لبقية اليوم، ولكن إذا كانت هذه الغفوة طويلة فإنّ الجسم قد يعتبرها وقت النوم الرئيسي، ويصعب بالتالي النوم خلال الليل، وتُعتبر مدة العشرين دقيقة مدة مثالية للقيلولة.
- التقليل من الكافيين: إنّ شرب فنجان من القهوة يساعد على الاستيقاظ، ويكون له نفس التأثير سواء أُخذ صباحاً أم في الليل، لذلك يُنصح بتجنب المشروبات الغازية والقهوة، أو تجنب أي مشروب يحتوي على الكافيين لمدة 6 ساعات على الأقل قبل وقت النوم.
- تجهيز غرفة النوم: يفضّل تحضير غرفة النوم بحيث تكون الظروف مساعدة على النوم، كأن تكون الغرفة هادئة وخالية من أي إزعاج أو إضاءة من الممكن أن تعيق النوم.
- النوم على فراش ووسادة مريحة: من الممكن أن يكون الفراش المستخدم قد تجاوز المدة المفترض استخدامه بها، والتي لا تتجاوز في أحسن الحالات ما يقارب 9-10 سنوات.
- تناول الغذاء الصحي: عندما يكون الجسد والعقل مُتعبَين، فإنّ الجسد قد يسيء فهم التعب ويعتبره كالشعور بالجوع ، فينبغي للشخص أن يحاول التمييز بين الشعورَين لتحديد حاجة الجسم الحقيقية.
- ضبط درجة حرارة غرفة النوم: حيث إنّ درجة حرارة الجسم والغرفة لها تأثير في نوعية النوم، وبالتالي فإنّه من الصعب النوم في غرفة شديدة الحرارة، وقد وجد العلماء في دراسة أُجريت أنّ درجة حرارة الغرفة تؤثر في النوم أكثر من تأثير الازعاج الخارجي، وتُعتبر درجة الحرارة المريحة لأغلب الأشخاص 20 درجة مئوية، ولكن تعتمد الحرارة المثالية على التفضيلات الشخصية والعادات لكل فرد.
اضطرابات النوم
تُعدّ اضطرابات النوم من الاضطرابات الشائعة في المجتمعات، إذ يعاني حوالي 70 مليون أمريكي منها، وهي الحالات التي تمنع الشخص من النوم بشكل مريح؛ وبالتالي تسبب الشعور بالنعاس ، وعدم القدرة على ممارسة النشاطات اليومية بشكل جيد في النهار، ويمكن بيان بعض من هذه الاضطرابات على النحو التالي:
- الأرق: (بالإنجليزية: Insomnia)، حيث يعاني الأشخاص في حالات الأرق من صعوبة في الدخول في النوم، أو البقاء فيه، و تجدر الاشارة إلى أنّ مدة استمرار الأرق ومقدار تكراره يتفاوت، حيث إنّ الأرق قد يحدث وحده أو قد يكون متعلقاً بمشكلة صحية أو نفسية ما، ويعاني الشخص المصاب بالأرق من واحدة أو أكثر من الأعراض التالية:
- الاستيقاظ في الليل وصعوبة العودة مرة أخرى إلى النوم.
- الاستيقاظ مبكراً جداً في الصباح.
- المعاناة من واحدة على الأقل من الأعراض التالية في الصباح: التعب ، والنعاس، واضطراب في المزاج، ومشاكل في التركيز، وحوادث أثناء العمل أو القيادة بسبب قلة النوم.
- انقطاع النفس الانسدادي النومي: (بالإنجليزية: Sleep Apnea)، وهو اضطراب شائع وخطير، ويحدث فيه انقطاع في النفس بشكل متكرر أثناء النوم، فتقل كمية الهواء التي تصل إلى الرئتين ، حيث تتسبب قلة كمية الأكسجين التي تصل إلى الجسد والدماغ باستيقاظ الشخص عدة مرات في الليلة الواحدة، وفي الحالات الشديدة قد تحصل هذه المشكلة مئات المرات.
- متلازمة تململ الساقين: (بالإنجليزية: Restless Legs Syndrome)، وهو اضطراب يشعر المصاب به بعدم الراحة وبرغبة ملحّة في تحريك القدمين ، خاصة في وضعية الجلوس أو الاستلقاء على السرير.