كيف أقضي وقتي في طاعة الله
عشر خطوات لتملئ وقتك في مرضاة الله
الإكثار من الذكر
يجب على المسلم أن يجعل لسانه عطراً بذكر الله؛ فلا ينقطع عن التسبيح والتكبير، والحمد والثناء عليه -سبحانه وتعالى-، والصلاة على النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فمن صلّ صلاة على نبينا الحبيب صلّ الله عليه بها عشرة.
ورغم سهولة الأمر لكن معظمنا يغفل عن قول: "سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلّا الله، الله أكبر"؛ فهي خفيفة على اللسان ثقيلة بالميزان، ومن الذكر المحبب "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، و"استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم"، و"لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم"، ولا ننسى الاستغفار لما له من الأثر العظيم في حياة الإنسان، فالاستغفار سبب سعة الرزق، وسبب مغفرة الذنوب بإذنه -تعالى-.
كما ويجب على المسلم تعلم أدعية الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- حتى يرطّب بها لسانه، ويشغل بها وقت فراغه، ولا نغفل أيضاً عن أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، وأذكار الخروج من المنزل ، وأذكار الركوب بالسيارة، وأذكار ارتداء الملابس، وغيرها من الأذكار والأدعية؛ التي تضيف على يومنا البركة وتبعد الشيطان.
المحافظة على الصلاة
يجب على كل مسلم الحفاظ على الصلاة وأن لا يتهاون بها، فهي أول ما يسأل عنه المرء يوم القيامة، خاصة صلاة الفجر لكي يبسط الله له في رزقه، والصلاة النافلة تقرّب العبد من ربه، خاصة قيام الليل؛ فإن لها الأثر الأعظم على حياة المسلم؛ وبالتالي تكون ثمرة قيامه وصلاته توفيق من الله، ورضواناً منه -عزّ وجلّ-.
إخلاص النية لله تعالى
يجب على المسلم أن يخلص النية، ويبتغي بعمله الصالح وجه الله -تعالى-، مبعداً في ذلك كل البعد عن الرياء؛ فيجب أن يخلص الإنسان في عمله، ويبتغي في ذلك مرضاة الله؛ حتى لو لم يكن مديره يراقبه، فالمسلم على يقين تام أن حياته كلّها لله، كما أن النية عندما تكون خالصة لله -تعالى-؛ تكون سببًا في نجاة العبد من المهالك.
الابتعاد عن المعاصي
مترفات الحياة كثيرة، ومن السهل جداً أن يغرق الإنسان بالمعاصي؛ لذا وجب الحذر من الوقوع فيها؛ فهي بحر عميق يبدأ بتجربة ويستمر باسم التسلية، فيضحى إدماناً يصعب القضاء عليه، كما أن الابتعاد عن المعاصي والذنوب بجميع أنواعها من أهم الأسباب لقبول الأعمال؛ ومنها الدعاء، قال -تعالى-: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).
الحرص على رضا الوالدين
أمرنا الله -سبحانه وتعالى- بطاعة الوالدين، ومعاملتهما المعاملة الحسنة التي تجلب لنا رضاهما عنا، وبالتالي رضاه -عزّ وجلّ-؛فدعاء الأم كنز، ورضاها لا يقدر بثمن، وكذلك رضا الأب، فعندما يغضب ذلك الأب الحنون، ويشعر بالأسى والحسرة على ما أنفق من عمره، في سبيل تربية أبنائه دون أن يثمر ذلك العناء ثماراًحسنة؛ فلن ينعم الأبناء بحياة سعيدة حتى يقوموا بواجبهم تجاه والديهم على أكمل وجه.
تعلم العلوم النافعة
قال -تعالى-: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، فالإنسان المتعلّم يعرف تماماً مدى قدرته -عزّ وجلّ-، وينبع إيمانه من خشيته لله وحبه له، فمن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة عليه بالعلم ومن أرادهما معاً عليه بالعلم، وعندما نتعلم بنية صادقة لوجه الله، ونخلص في التعلم، ونحرص على نفع غيرنا، يرضى الله عنا، ويرفع درجاتنا بإذنه -تعالى-.
مقابلة الإساءة بالإحسان
من أجمل الصفات التي يتصف بها المسلم: العفو عند المقدرة، وردّ الإساءة بالإحسان؛ فعندما يقابل الإنسان الإساءة بالإحسان يرضى الله عنه، ويجازيه بالمغفرة والإحسان خير جزاء، فلا بد للإنسان أن يقابل في حياته أصنافاً مختلفة من الناس؛ منهم صاحب الخلق الحسن، ومنهم من لا يملك أي ذخيرة من ذخائر المعاملة الطيبة والكلمة الحسنة.
لذا وجب على المسلم أن يستوعب جميع الأصناف، والأفضل للمسلم أن يكظم الغيظ، ويتعامل بأسلوبه الخاص مع الجميع، وهذا نهج حبيبنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
الحرص على تلاوة القرآن الكريم
أنزل الله القرآن الكريم هدايةً للناس ورحمة للعالمين؛ فمنه يتعلمون تعاليم دينهم الحنيف، ويستنبطون منه الحكم التي تساعدهم في بناء مجتمعهم المترابط المتراحم؛ فهم بذلك يقومون ببناء مجتمع مترابط متمسك بدينه، يصعب هزيمته من قبل الأعداء، لذا وجب علينا المداومة على قراءة القرآن الكريم وتعليمه لأبنائنا، فهو ينقّي الروح، وينمي الفكر، ويهذب النفس.
وتدبر معاني القرآن الكريم يساعدنا في أخذ العظة والعبرة من الأقوام السابقة، ويكفينا أن ننال الأجر والحسنات من الله -عزّ وجلّ-؛ فكل حرف من كتاب الله بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ومن أراد مزيداً من الثواب عليه بتعليم الناس القرآن الكريم، وكيفية تلاوته؛ فهو بذلك يضاعف ثوابه عند الله -عزّ وجلّ-.
الإكثار من الصدقات
ليس فقط صدقات الأموال التي ينفقها الأغنياء على الفقراء وحسب؛ بل بالكلمة الطيبة فهي صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، والابتسامة في وجه أخيك صدقة، فمن أخلص النية لله -عزّ وجلّ- على حب الصدقات؛ وجد أكثر من سبيل لتحقيق ذلك، واغتنام مواسم الخير والطاعات كرمضان، والأعياد.
الرضا بالقضاء والقدر
فالله -سبحانه وتعالى- كتب لنا أقدارنا، وهو أعلم بما فيه خير لنا؛ لذا يجب على المسلم الرضا، وعدم التذمر من القضاء والقدر؛ فالله -سبحانه وتعالى- أرحم بنا من الأم بابنها، فلو اطلعنا على الغيب لما اخترنا إلا الواقع، وما نحسبه شراً قد خيراً لنا.
كما أن الرضا أمر زائد على الإيمان بالقدر، وكثير من العباد قد يسلمون بالقدر ويؤمنون به، لكن إذا حصل قد يضعف إيمانهم عن الرضا، وقد يحصل لهم شيء من الجزع وعدم التحمل.