كيف أعرف وقت الثلث الأخير من الليل
حساب الثلث الأخير من الليل
حتّى يتمّ حساب الثلث الأخير من الليل يجب أولاً تحديد عدد ساعات الليل، وذلك من خلال تحديد الوقت الذي تكتمل فيه عتمة الليل -أذان العشاء- بالإضافة إلى وقت طلوع الفجر الواضح -أذان الفجر وليس الأذان التذكيري الأول كما يحدث في رمضان-، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ساعات الليل تختلف بناءً على موقع المنطقة، وعلى فصول السنة.
وبعد معرفة عدد ساعات الليل كاملاً نستيطع معرفة الثلث الأخير من الليل؛ وذلك بحساب الوقت من أذان العشاء إلى أذان الفجر، وبعد أن يتمّ حساب ساعات الليل نقسم الناتج على ثلاثة لأننا نريد الثلث الأخير من الليل، لو كنا بحاجة الى منتصف الليل نقسم الناتج على اثنان، ومن ثم نطرح الناتج الأخير من وقت طلوع الفجر فنحصل على بداية الثلث الأخير من الليل.
فمثلاً لو كان أذان العشاء في الساعة السادسة مساءً، وأذان الفجر في الساعة الخامسة؛ فإنّ عدد ساعات الليل هو تسع ساعات، وبالقسمة على ثلاثة فيكون الثلث ثلاث ساعات، إذا فالثلث الأخير من الليل من الساعة الثانية صباحاً إلى الساعة الخامسة صباحاً.
فضل الثلث الأخير من الليل
يعد الثلث الأخير من الليل من الأوقات التي لها أفضلية على غيرها من الأوقات؛ ففي هذا الوقت يكون الدعاء أدعى للاستجابة، وترتفع منزلة المؤمن ويعلو قدره، كما أن في هذا الوقت بعد عن الرياء لأن العبد يكون فيه لوحده يناجي ربه ويدعوه.
قال -الرسول صلّى الله عليه وسلّم-: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟).
عبادات الثلث الأخير من الليل
يوجد العديد من العبادات التي يفضل أداؤها في الثلث الأخير من الليل، ومن هذه العبادات:
صلاة قيام الليل
أوصى الله -سبحانه وتعالى- عباده بصلاة القيام في كتابة الكريم؛ قال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)، وصلاة قيام الليل من عبادات أهل الصلاح والفلاح، وفي صلاة قيام الليل العديد من الفرص العظيمة التي يستطيع المسلم استغلالها لبث شكواه وهمومه إلى خالقه، ومن خلالها يستطيع أيضاً دعاء الله تعالى بما شاء.
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فضل قيام الليل: (أتاني جبريلٌ، فقال: يا محمدٌ! عشْ ما شئتَ فإنكَ ميتٌ، وأحببْ منْ شئتَ فإنكَ مفارقُهُ، واعملْ ما شئتَ فإنكَ مجزيٌّ بهِ، واعلمْ أنْ شرفَ المؤمنِ قيامُهُ بالليلِ، وعزَّهُ استغناؤهُ عنِ الناسِ).
قراءة القرآن الكريم
تعد قراءة القرآن الكريم من العبادات ذات الأجر الكبير، والتي حث الشرع عليها في كل الأوقات، ومن ذلك قوله عليه -الصلاة والسلام-: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ).
ولا شك أن قيام الليل مع قراءة القرآن يكون فيه خير أكبر ونفع أكثر للمسلم؛ فإذا استطاع المسلم أن يصلي قيام الليل مع قراءة القرآن مما يحفظه، أو أن يقرأ القرآن الكريم من المصحف مع تدبر معانيه فذلك خير كبير بلا شك.
الدعاء والاستغفار
من رحمة الله سبحانه وتعالى للعباد أن أتاح لعباده الدعاء والاستغفار في أيّ وقت يريدونه؛ فما من شيء أحبّ إلى الله من أن يأتيه الإنسان خاشعا متضرّعاً طامعاً برحمته، وأفضل هذه الأوقات هو الثلث الأخير من الليل؛ بحيث إن الله سبحانه وتعالى يعطي كل سائل بما سأله وكل داعِ بما دعاه.